أحمد عدوى تشهد الساحة السينمائية المصرية هذه الأيام حالة من الدهشة والاستغراب بين الجمهور وعشاق الفن السابع، وذلك فى ظل غياب أى إعلانات رسمية أو ترويجية عن طرح أفلام جديدة خلال شهر أغسطس الجارى، على الرغم من أنه يمثل عادةً ذروة الموسم الصيفى للسينما، والذى يتسم عادة بالإقبال الجماهيرى الكبير، خاصة مع تزامنه مع الإجازات المدرسية والعطلات الصيفية. هذا الغياب المفاجئ للأعمال الجديدة أثار موجة من التساؤلات على مواقع التواصل الاجتماعى وبين النقاد والمتابعين، حول الأسباب الحقيقية التى دفعت شركات الإنتاج والتوزيع إلى التوقف عن طرح أعمال جديدة فى هذا التوقيت بالتحديد، وهو أمر غير معتاد، خاصة أن موسم الصيف فى مصر، وفقًا لما هو متعارف عليه، يمتد عادةً حتى نهاية شهر أكتوبر، أى قبل انطلاق موسم أفلام رأس السنة والكريسماس فى ديسمبر. ولعل ما يزيد من غرابة هذا المشهد هو أن العام الماضى شهد استمرار عرض الأفلام السينمائية حتى أواخر شهر أكتوبر، حيث تم خلال تلك الفترة عرض عدد من الأفلام الجماهيرية التى حظيت بقبول واسع من الجمهور، من بينها فيلم «آل شنب» الذى قدم تجربة كوميدية خفيفة، وفيلم «بنسيون دلال» الذى جمع بين الطابع الاجتماعى والدرامى، وحقق نجاحًا نسبيًا على مستوى شباك التذاكر. وكان من المتوقع أن يسير الموسم الحالى على نفس المنوال، لا سيما بعد الانطلاقة القوية التى شهدها فى أول أشهره، حيث تم طرح عدد من الأفلام التى تنوعت فى نوعيتها وأسلوبها الفنى، وشاركت فيها أسماء بارزة من نجوم الصف الأول فى السينما المصرية. ومن بين أبرز هذه الأعمال، فيلم «أحمد وأحمد» الذى جمع النجمين أحمد السقا وأحمد فهمى فى تجربة تمزج بين الأكشن والكوميديا، وهو تعاون جذب الأنظار منذ اللحظة الأولى للإعلان عنه، كما عاد النجم تامر حسنى إلى الساحة السينمائية من خلال فيلمه الجديد «ريستارت»، الذى اعتمد على تركيبة تجمع بين الرومانسية والإثارة، ولاقى استحسان شريحة كبيرة من محبيه.. كذلك، شارك الفنان عمرو يوسف بفيلم «درويش»، أما الفنان أمير كرارة فقد قدم فيلم «الشاطر»، الذى ينتمى إلى فئة الأكشن الاجتماعى. من جهتها، فاجأت الفنانة دنيا سمير غانم جمهورها بعمل مميز بعنوان «روكى الغلابة»، وهو فيلم يجمع بين الكوميديا والدراما الشعبية، ويستعرض معاناة فتاة تواجه ظروفًا معقدة فى بيئة فقيرة، بأسلوب يمزج بين الضحك والواقعية، كما عاد النجم كريم عبد العزيز بفيلم «مشروع إكس»، ولاقى اهتمامًا واسعًا، خاصة مع الغموض الذى يكتنف أحداثه وتصاعده الدرامى. ورغم هذا التنوع والغزارة فى الإنتاج خلال الأسابيع الأولى من الصيف، فإن غياب طرح أفلام جديدة مع دخول أغسطس يفتح الباب لتكهنات عديدة، فالبعض يرى أن شركات الإنتاج قررت التريث وعدم المخاطرة بأعمال جديدة فى ظل ارتفاع تكلفة الإنتاج، بينما يرى آخرون أن هناك خطة لتكثيف العروض خلال موسم نهاية العام، مع الاستعداد لإطلاق أعمال ضخمة ومنافسة خلال فترة الكريسماس التى تشهد عادة إقبالًا كبيرًا من الجمهور.. وفى ظل هذه الأجواء، يبقى السؤال مطروحًا: هل يشهد السوق السينمائى المصرى تحولًا فى خارطة مواسمه التقليدية؟ أم أن الأمر لا يتعدى كونه فترة هدوء مؤقت تسبق عودة قوية فى الفترة المقبلة؟ وبين هذا وذاك، لا يزال الجمهور ينتظر بشغف عودة الزخم السينمائى من جديد، ومواصلة ما بدأه هذا الموسم من تنوع فى الأفكار وجرأة فى الطرح الفنى.