فقد العالم واحدا من أبرز وجوه العدالة الإنسانية، القاضي الأميركي فرانك كابريو، الذي لقب ب«ألطف قاض في العالم» بعد أن تحوّل إلى أيقونة عالمية بفضل مواقفه التي جمعت بين تطبيق القانون وإعلاء قيمة الرحمة، توفي كابريو عن عمر ناهز 88 عاما بعد صراع مع سرطان البنكرياس، تاركا خلفه إرثا إنسانيا وقضائيا نادرا، ألهم الملايين حول العالم. اقرا أيضأ|رحيل القاضي الأمريكي «فرانك كابريو».. أيقونة العدالة الرحيمة شغل القاضي فرانك كابريو منصب قاضٍ في محكمة بروفيدنس بولاية رود آيلاند على مدى يقارب أربعة عقود، عرف خلالها بابتسامته وتعاطفه مع المخالفين، حتى صار رمزا عالميا للعدل القائم على الإنسانية، وقد اشتهر بعبارته الشهيرة: «أنظر إلى الإنسان قبل الخطأ، وللظروف قبل المخالفة». شهرة تلفزيونية غير مسبوقة ذاع صيت كابريو عالميا من خلال برنامجه التلفزيوني الشهير Caught in Providence («محاصر في بروفيدنس»)، الذي وثق جلساته الواقعية داخل المحكمة، تجاوزت مقاطع البرنامج المليار مشاهدة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث لامس قلوب الملايين بقراراته العادلة والمفعمة بالرحمة، سواء بإسقاط جرامة عن نادلة فقيرة أو التعاطف مع رجل تسعيني تجاوز السرعة لنقل ابنه المريض بالسرطان. وداع مؤثر ورسالة إنسانية أعلن حسابه الرسمي على إنستجرام، الذي يتابعه أكثر من 3 ملايين شخص، خبر وفاته، مشيرا إلى أنه «كان محبوبا لعطفه وتواضعه، وسيذكر كزوج وأب وجد وصديق مخلص قبل أن يكون قاضيا»، كما نعاه حاكم رود آيلاند دان ماكي، واصفا إياه بأنه «رمز للتعاطف على منصة القضاء». وكان كابريو قد شارك جمهوره قبل أيام رسالة من سريره في المستشفى، طلب فيها الدعاء، مؤكدا أن إيمانه بالرحمة واللطف لم يفارقه حتى في أصعب لحظاته. إلى جانب عمله القضائي، ألّف كابريو كتابًا بعنوان «الرحمة في المحكمة» روى فيه ملامح طفولته وتجربته كابن لمهاجرين إيطاليين، وكيف شكلت هذه الخلفية رؤيته العادلة والمتعاطفة، ويجمع محبوه على أن إرثه سيظل حاضرا في قلوب الملايين، ليس فقط عبر برامجه وكتبه، بل من خلال رسالته الأسمى: العدالة لا تعني القسوة، بل يمكن أن تتحقق باللطف والرحمة. برحيل فرانك كابريو، يودع العالم قاضيا استثنائيًا أثبت أن القانون يمكن أن يكون إنسانيا بقدر ما هو صارم، وأن الرحمة ليست ضعفا بل قوة حقيقية تصنع الفارق في حياة الناس،إرثه سيبقى درسا خالدا للأجيال القادمة: يمكن للعدالة أن تمارس بابتسامة، ويمكن للقانون أن يكون مرادفا للأمل.