فى مفاجأة غريبة قرر أهالى شارع الدكتور لاشين المتفرع من المريوطية دعوة محافظ الجيزة، وتجهيز عزومة لائقة له.. واتفقوا أن تكون الدعوة رسمية ومحترمة «سيادة المحافظ نتشرف بحضوركم الغداء فى شارع الدكتور لاشين غدا الجمعه».. وهنا توقفت كثيراً،هذه الدعوة خبيثة، يوم الجمعه، كيف؟!.. تحدثت مع أحد الاهالي، اوضح اننا قررنا ان يعيش المحافظ التجربة بنفسه.. مش تجربة الغداء، لكن تجربة التواجد فى الشارع وخاصة يوم الجمعه. الشارع فى الأيام العادية فوضى ، المحال سيطرت عليه ، حولته من شارع واسع إلى حارة ضيقة، يصاب فى أحيان كثيرة بشلل مرورى.. أما يوم الجمعه فالفوضى تجعلك تخرج عن انسانيتك، الباعة يفرشون بضاعتهم من الفجر، ويعلنون رسميا افتتاح مول الغلابة من غير تصريح ولا تنظيم ولا اشتراطات ولذلك اتفقنا على دعوة المحافظ .. وارفقنا بالدعوة خريطة صغيرة للموقع، وكتبنا ملاحظة «يفضل الوصول مشياً على الأقدام لأن السيولة المرورية هى نفسها سيولة الكنافة فى عز الحر». الشارع الذى من المفترض أن يكون واسعا تحول إلى سويقة من الباعة الجائلين، عربات كارو وحمير، كل منهم يعتقد أن الشارع ملك أبيه.. والناس بتمشى فى عرض الحيطة، وصوت الباعة أعلى من خطبة الجمعه. ويواصل الحقيقة تعبنا من الشكاوى لحى الهرم، الذى لم يحرك ساكناً، ولا نعلم هل السوق أكبر من الحي، أو عشان فيه اتفاق سرى، أو ان يوم الجمعه أجازة .. لدرجة اننا نشعر ان الباعة واخدين تصريح إقامة دائم. ولذلك قررنا نلجأ للمحافظ، يمكن الحى يتحرك، وكمان يمكن يرصف الشارع ، وإذا لم يعلم الحى عن الزيارة شيئا، فإن المحافظ سوف يعيش بنفسه المعاناة معنا، معاناة فى الخروج والدخول للمنزل، والضوضاء والضجيج الناتج من صوت الباعة والخناقات الناتجة عن الشد والجذب، احنا متأكدين ان المحافظ وهو جالس معنا لن يستطيع التحمل، وسوف يتصل برئيس حى الهرم للتحرك، أو يعود قبل ان يدخل الشارع عندما يشاهد المنظر.. وياشارع مدخلك حي.