الباعة الجائلون مأساة ومعاناة يومية للبورسعيدية.. إزعاجهم لا ينتهي وقد فشل كل المسئولين في وضع حد لهذه المشكلة التي تبدو أنها مستعصية علي الحل. الباعة ينتشرون بمكبرات الصوت المزعجة للنداء علي بضائعهم بشكل مستفز وأصوات نشاز وفي مواعيد صعبة للغاية ولا يراعون مطلقا حالة مريض أو طالب يذاكر دروسه.. ناهيك عن بضاعتهم التي غالبا ما تكون فاسدة أو "الكسر" مستغلين بأن زبائنهم من الذين يشترون من البالكونات ولن يروهم مرة أخري والمصيبة أن كل ذلك يتم في غياب تام للرقابة التموينية أو المرورية أو أي رقابة من أي نوع وغالبيتهم من الأغراب الذين يأتون من المحافظات المجاورة. يقول حامد الشلقاني - معاش- ان الشارع الموجود أمام مسجد المجمع الإسلامي بتعاونيات الزهور يتحول إلي سويقة كبري بعد صلاة الجمعة ويتباري الباعة الجائلون بنداءاتهم علي بضائعهم من الفاكهة والخضراوات بمكروفاناتهم المزعجة دون مراعاة لحرمة المسجد والمصلين لقد بح صوت إمام المسجد من الحديث والتنبيه عليهم ولكن لا حياة لمن تنادي. قال: ذات مرة جاء المحافظ يصلي معنا الجمعة وفوجئنا بالحي والمرافق والمرور يمسحون الشارع كله ولا أحد من الباعة شاهدناه في هذا اليوم.. وشكونا للمحافظ بعد الصلاة من هذه السويقة فقال: "أبقي أصلي معاكم الجمعة علي طول".. وللأسف المشكلة مازالت قائمة. يقول محمود أحمد البولاقي- طالب حاسب آلي الفرقة الرابعة- أقطن في الزهور وطالع عيني من 8 الصبح لحد 10 ليلا والباعة يخرجون من سوق الجمعة ويبدأون من شارع فرن البط بالزهور كل واحد منهم ينادي علي بضاعته بالمكبرات ويلف حول العمارات بصوت مزعج.. كما يقفون قبل الصلاة أمام المساجد وينادون بالمكبرات إذا أردنا القضاء علي ذلك وتساءل: لماذا لا يصدر قرار بأن من يدخل سوق الجملة ويخرج منه يكون لديه رخصة بيع مثل السوبر ماركت ويتم منع أي عربة كارو بالدخول أو الخروج للسوق ويكون التسوق بالداخل مقتصرا علي بائعي الأسواق من محلات أو فروشات في الأسواق فعلا. يري عمرو أحمد المغربي- سائق- ضرورة مواجهة هذه الظاهرة الدخيلة علي بورسعيد وسحب الميكرفونات المزعجة من الباعة وتحرير محاضر لغير الملتزمين. يؤكد أحمد علي- طالب- أننا طالبنا كثيرا بتدخل لشرطة المرافق وعمل محاضر لهؤلاء الباعة وخاصة ان معظمهم من خارج بورسعيد ولكن دون جدوي. طالب حسام سليمان - موظف بمستشفي الحميات- من الحكومة تخصيص مكان للباعة الجائلين محذرا من تكرار الأسواق الفاشلة "أسواق ناصر 1 و2 و3" وأسواق "علي وبورفؤاد" وهي أسواق تم صرف الملايين عليها وتحولت إلي خرابة.