أعربت فرنسا اليوم الثلاثاء 19 أغسطس عن استيائها البالغ من التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي ربط فيها بين تحرك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للاعتراف بالدولة الفلسطينية وتصاعد معاداة السامية. واعتبر قصر الإليزيه تصريحات نتنياهو "دنيئة" و"قائمة على مغالطات خطيرة"، مشددًا على أن مثل هذا الخطاب "لن يمر دون رد". وأضافت الرئاسة الفرنسية في بيان رسمي أن "الجمهورية الفرنسية تحمي وستواصل حماية جميع مواطنيها اليهود"، داعية إلى التحلي بالمسؤولية في ظل التوترات الإقليمية والدولية المتصاعدة، بدلًا من اعتماد أسلوب "التلاعب والتشويش". وكان نتنياهو قد وجّه رسالة إلى ماكرون قال فيها إن خطوة فرنسا المحتملة للاعتراف بدولة فلسطينية تصب في مصلحة حماس وتؤجج العداء لليهود، زاعمًا أنها "تكافئ الإرهاب" وتشجع من وصفهم ب"المعادين للسامية في الشوارع الفرنسية". كما دعا باريس إلى تغيير نهجها قبل حلول رأس السنة العبرية في سبتمبر، مطالبًا بالانتقال من "الضعف إلى الفعل، ومن التساهل إلى الحزم". الرد الفرنسي لم يقتصر على الرئاسة، إذ انتقد الوزير المنتدب للشؤون الأوروبية، بنيامين حداد، بشدة تصريحات نتنياهو، مؤكدًا أن "فرنسا لا تحتاج إلى دروس في محاربة معاداة السامية"، في إشارة إلى سجل الجمهورية الطويل في مواجهة هذا النوع من الكراهية. ويأتي هذا التوتر في وقت حساس، حيث تتزايد الضغوط على القوى الغربية لاتخاذ موقف واضح تجاه القضية الفلسطينية، خاصة مع تصاعد الدعوات الدولية للاعتراف بدولة فلسطينية، كخطوة نحو حل سياسي للصراع المستمر في الشرق الأوسط. الموقف الفرنسي يؤكد تصميم باريس على المضي قدمًا في سياستها الخارجية دون السماح لأي طرف خارجي بالتشكيك في نواياها أو اتهامها بمواقف معادية لليهود، فيما يبدو أن العلاقة بين تل أبيب وباريس دخلت مرحلة من التوتر غير المسبوق.