الحديث المثير حول الملايين التى تحصل عليها التيكتوكرز والبلوجرز الذين تم القبض عليهم مؤخراً بتهمة الإساءة لقيم المجتمع يثير قضايا جدلية التى لم يشهدها مجتمعنا من قبل. أولى تلك القضايا هى ضرب القدوة فى مقتل باعتبارها قدوة سيئة لم تفعل شيئاً مفيداً للمجتمع يستحق تلك الأموال وبالتالى يثور فى ذهن شبابنا سؤال مشروع: لماذا اجتهد واتعلم لأتحصل على بضع مئات من الجنيهات بينما هناك من لا يعمل شيئاً مفيدًا بل يرتكب موبقات تضر بالمجتمع بدليل التيكتوكر سوزى طالبة ال 50 فى المائة التى تحصلت خلال أيام على 15 مليون جنيه. ثانى تلك القضايا تسهيل وتزيين مبدأ الكسب السريع بلا مؤهلات سوى نشر الإباحية والسوقية بما يضرب منظومة الأخلاق والقيم التى تربينا عليها ناهيك عن كون تلك الأفعال المريبة لا يقرها أى شرع ودين فالأديان السماوية كلها تحث على الفضيلة وحسن الأخلاق. الأهم والأخطر هو التشكيك فى جدوى التعليم فى ظل مانراه من مشاهير على الفاضى لا تعليم ولا ثقافة لنماذج مريبة مثل أم ساجدة وأم مكة وأم الخلول وما شابهها من أسماء غريبة تطل على منصات التواصل ومنابر الرأى العام أكثر من أساتذة علم النفس والسلوك والتربية. السؤال الآن: ماذا سيكون رد فعل عامل فى مصنع يعرق ويكد لساعات طويلة مقابل جنيهات وماذا سيكون رد فعل فتاة فى عمر الزهور تعمل فى مصنع لساعات لتوفير جنيهات قليلة تعينها على تجهيز نفسها؟ وقس على ذلك نماذج كثيرة ستصاب بالإحباط والشك فى جدوى العمل الشريف. ما أحوجنا لإعادة تشكيل منظومة القيم فى مجتمعنا بما يعيد القيمة الحقيقية للعمل والتعليم فما نهضت أمم كثيرة نعرفها سوى بالعلم والعمل وليس بتطبيقات الدردشة مثل التيك توك وغيره.. متى نستفيق؟