مضى اكثر من عام ونصف على بناء سوق نموذجى من طابقين على مساحة نحو800 متر بشارع حسن محمد الرابط بين شارعى الهرم وفيصل، ضمن خطة الدولة لإقامة مثل هذه الأسواق النموذجية، وهو أمر محمود ومبشر بجمع الباعة الجائلين من الشوارع فى هذه الأسواق ، كأسواق حضارية أسوة بدول العالم . تم رصف الشوارع المحيطة به وإنارتها وهو إنجاز يذكر للدولة ، بعد انتهاء تجهيز المبنى بكافة الخدمات المطلوبة على مدى سته أشهر ، افتتح المبنى وجيئ ببعض الباعة وتم تسكينهم فى محلات الطابق الأول، بينما ظل الطابق الثانى فارغة محاله، مع بقاء كل الباعة بالشارع على وضعهم يحتلون الأرصفة وأجزاء من الشارع، وها هو الآن فارغا الطابقين .. ايه المشكلة؟ أعجزنا عن تسويق المحلات؟ هل القيمة الإيجارية مرتفعة؟ هل هناك مصلحة فى بقاء الباعة الجائلين بالشوارع؟ هل الأمر يعود إلى سوء إدارة؟ شارع حسن محمد به بنك ناصر الاجتماعى رواده ينتظرون مواعيد العمل من الليل ينامون بالشارع ، مما منح الفرصة الذهبية لعربة الفول والطعمية والشاى والقهوة وباقى متطلبات الزباين، وعلى بعد أمتار منه يقع بنك القاهرة وما بينهما تجلس سيدات المنوفية وريف العياط يبعن ما جلبوه ، وأصبح الشارع سويقه عشوائية ، والمحلات الأصلية بالشارع احتلت الأرصفة وأجبرت المارة على السير فى نهر الطريق مع مجانين التوكتوك وغيرها من المركبات. كل هذا على عينك يا تاجر، تاتى حملات الحى وعلمها عند الباعة الجائلين وعربات الأطعمة بقدومهم ، فيقومون بإبعادها فى الجراجات، ويجلس رجال الحملة فى الظل فترة راحه وبعدها تعود ريما لعادتها القديمة. فهل أهدرنا المال العام بالملايين بلا عائد؟