حظى لقاء القمة الذى جمع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بنظيره الروسى فلاديمير بوتين فى ألاسكا باهتمام عالمى غير مسبوق، حيث جاء فى ظل تصاعد الحرب فى أوكرانيا، وتوتر العلاقات الروسية الغربية، إضافةً إلى عودة ترامب إلى البيت الأبيض، ما منح الحدث أهمية استراتيجية وحساسية سياسية مضاعفة.. زاد من قيمته استمراره لنحو ثلاث ساعات متواصلة.. تناول الزعيمان خلالها ملفات عديدة أبرزها مستقبل الصراع الأوكراني، ومصير التعاون الاقتصادي، والتهدئة بين موسكو وواشنطن. وقد لاحت أجواء وأبعاد رمزية قبل بدء المباحثات السياسية، وظهرت مؤشرات لدفء غير معتاد فى استقبال الرئيس الروسى من نظيره الأمريكي، وأوضحت لغة الجسد بين الزعيمين توازناً بين الاحترام والحزم، حيث تبادلا المصافحات والنظرات المباشرة، كما أن كل الإشارات غير اللفظية حملت رسائل سياسية خفية. استعرض الزعيمان معًا أمام الكاميرات على السجادة الحمراء، فى مشهد عكس محاولة جادة لكسر الجليد السياسى الذى تراكم لسنوات. ورغم الترحيب وإشاعة أجواء إيجابية، لم تسفر القمة عن اتفاق نهائى أو خطوات ملموسة لوقف إطلاق النار فى أوكرانيا، وهو الهدف الذى أعلن ترامب أنه رئيسى قبل اللقاء. كما أن الرئيس الاوكرانى زيلينسكى لم يحضر القمة التى حُسمت بلا اتفاقات رسمية معلنة، مع تأكيد الطرفين على أن المحادثات كانت «مثمرة للغاية»! ورغم ذلك نستطيع ان نقول ان هذا اللقاء مثل نقلة نوعية فى العلاقات بين امريكا وروسيا وأخرج بوتين من عزلته منذ الحرب الاوكرانية، كما اعاد ترامب -الطامح الى الحصول على جائزة نوبل للسلام-الى دائرة التأثير المباشر على المفاوضات الأوروبية الروسية.. إلا أن غياب اى اتفاق نهائى يدل على ان كلا الطرفين يتمسك بأوراق ضغط حاسمة.