دأب بعض الرجال على التنصل من واجباته حيال ابنائه اذا طلق امهم، بمعنى آخر ان قرار الطلاق يشملهم متضامنين مع الزوجة، فيمتنع عن الإنفاق على فلذات كبده، واذا اضطرت الأم لإقامة دعوى نفقة يتفنن الأب فى اخفاء دخله وموارده ليقضى لهم بالكفاف، فهو فى حرب دائمة ودائرة لا تنتهى مع ام اولاده، ونسى انه انما يحارب اولاده فى حياتهم ومستقبلهم، وهنا تبدأ الام فى تحمل عبء متطلبات حياه ابنائها بمفردها وتعانى الأمرين وهو فى زهو وفخر لأنه استطاع قهرها.. أما المشكلة الأكبر والتى حديثى عنها اليوم فهى تنفيذ حكم حضانة الأبناء، فبعد معاناة وجهد فى اروقة المحاكم تحصل الأم على حكم بالولاية التعليمية وحضانة ابنائها، وفى طريقها لذلك تضحى بحياتها الشخصية فلا تتزوج حتى تحتفظ بأبنائها، وهنا تبدأ المشكلة الكبرى والتى صادفتنى عدة مرات فى رسائل المطلقات بالباب القانونى الذى احرره بالجريدة، فالأب يرفض تسليم الأبناء للأم ويدعى انه لا يعرف مكانهم ويقوم بإخفائهم بمكان لا تعلمه الأم.. فتبدأ المأساة الحقيقية بين لوعة قلب الأم على ابنائها الصغار وفقدانهم لها وما يستجد من امراض نفسية تطولهم جميعا.. وقد عرضت هذه المشكلة على العديد من رجال القانون وللأسف أجمع كل رجال القانون من قضاة ومحامين على ان المنوط بتنفيذ حكم الحضانة هو قسم الشرطة الذى غالبا لسبب او لآخر لا يجد الأطفال بحوزة والدهم وهو بدوره يدعى عدم علمه بمكانهم وقد تصل الأم لمكانهم ولكن عند حضور الشرطة يختفى الأطفال. ..وأنا هنا اناشد المشرع سرعة اصدار ما يراه من قوانين لتسليم الأبناء للحاضنة دون معاناة وردع كل من تسول له نفسه اذلال الأم، وأذكر الجميع ان فخامة الرئيس السيسى نادى عدة مرات بسن قوانين لحماية المرأة وعدم اهدار كرامتها.. ولن انسى ان اعتذر لكل رجل ترك زوجته بالمعروف وارتقى بفكره وقهر شيطانه ليكون انسانا لأولاده متمسكا بأبوته وتذكر انه كان بين امهم وبينه فى يوم من الأيام ميثاق غليظ ولم ينس الفضل بينهما.