لا مفاجأة فى اجتماع القمة الأمريكية الروسية الذى سبقته وأحاطت به العديد من التكهنات والتوقعات وأيضا الأمانى الممكنة وغير الممكنة. حدث اللقاء كما كان متفقًا عليه ومقرراً له بين واشنطنوموسكو، فى قاعدة «المندورف الجوية الأمريكية» بولاية «ألاسكا» حيث استقبل الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب»، نظيره الروسى «فلاديمير بوتين» بحفاوة واضحة ومعلنة على غير ما كان يتمناه قادة أوروبا وبالطبع الرئيس الأوكرانى «زيلينيسكى»، الذى بالتأكيد مازال يذكر لقاءه العاصف مع الرئيس الأمريكى ترامب. وانتهى اللقاء بنفس درجة الود المتبادلة، ودون حدوث أى اختراق سياسى للأوضاع القائمة بين روسيا وأوكرانيا، فى ظل الحرب المشتعلة منذ ما يقارب الثلاث سنوات حتى الآن. ولكن انعقاد اللقاء فى حد ذاته يمكن اعتباره تحولا ملموسا فى العلاقات الروسية الأمريكية، التى كانت مجمدة ومتوقفة تماما خلال السنوات الثلاث منذ بدء الحرب وحتى الآن، وهو ما يفتح الباب للأخذ والرد بخصوص وضع حد للحرب خلال الأيام القادمة، إذا ما تواصلت الجهود الأمريكية الروسية فى هذا الشأن. واللافت فى لقاء «بوتين» «ترامب» أنه عقد وتم دون حضور الرئيس الأوكرانى «زبلينيسكي»، ودون حضور أوروبى أيضاً،...، وذلك رغم ما أعلن من الجانب الأوروبى وأيضا الأوكرانى عن ضرورة التواجد والحضور فى الاجتماع،...، وهو ما رفضه الرئيس الروسى وتم العمل به حيث عقدت القمة على المستوى الثنائى الأمريكى الروسى فقط. وقد عالج ترامب ذلك،...، بالتأكيد قبل وبعد القمة، على أنه سيتصل بالرئيس الأوكرانى وكذلك أيضا بالقادة الأوروبيين، لإبلاغهم بما تم التوصل إليه خلال الاجتماع مع الرئيس الروسي. وفى هذا السياق جاء إعلانه بعد القمة بأنه سيجرى اتصالا مع الرئيس الأوكرانى «زيلينيسكى» لإحاطته بما جرى من مناقشات، وتبادل للرؤى بخصوص عملية السلام والتسويات المطروحة فى هذا الشأن. وبالتأكيد كان لافتا للجميع ما أكده ترامب فى ختام القمة من أن الكرة الآن عند الرئيس الأوكراني، بما يعنى أن هناك طرحا روسيا بخصوص وقف الحرب والتوصل إلى السلام ينتظر القبول أو الرفض من الجانب الأوكرانى حتى يمكن السير فيه أو تعديله خلال الاتصالات القادمة بين موسكووواشنطن. وفى هذا الشأن.. تم بالفعل تحديد موعد للقاء «ترامب» مع «زيلينيسكى» غدا الاثنين فى البيت الأبيض لبحث الأمر،..، وبذلك فإن على الجميع الانتظار حتى الغد لمعرفة ماذا سيحدث.