الإخوان ليسوا مجرد جماعة إرهابية فقط، بل مشروع تدمير شامل متخفٍّ فى ثياب الدين. منذ نشأتهم، وهم يعملون على السيطرة على المجتمع عبر أخطر الساحات: ساحات الاحتياج. فقد أمسكوا لسنوات بمفاتيح المساعدات، والجمعيات، لشراء الولاءات وبناء شبكات نفوذ تحمى مشروعهم. واليوم، جاء التحالف الوطنى للعمل الأهلى ليسد كل منفذ، ويمنع أى جماعة أو شخص من تحويل الخير إلى منصة لاستقطاب سياسى أو تجنيد عقائدي. هذا لا يمنع أن تكون الجمعيات الأهلية المنتشرة فى ربوع الجمهورية تحت رقابة صارمة، لأن منابر الخير إذا وقعت فى يد الإخوان الإرهابيين تتحول إلى مصانع للتطرف. ومثل ما استغلوا عمل الخير راحوا يزرعون عناصرهم فى التعليم فالجامعات يجب أن تُطهَّر من الكوادر الإخوانية التى تتخفى فى ثياب أساتذة ودعاة. والأخطر أن الإخوان يتسللون إلى عقول أولادنا عبر المناهج الدراسية والمعلمين المؤدلجين. هنا، المعركة ليست ضد كتاب فقط، بل ضد فكر مغلَّف بالشعارات. فالرقابة على التعليم ليست ترفًا، بل ضرورة وجودية. الإخوان الإرهابيون تنظيم دولى أجنبي، لا يعترف بالوطنية، ولا يرى فى مصر إلا محطة لعبور مشروعه العالمي. من ينضم لهذه الجماعة يجب أن يُعامل قانونيًا كمتخابر مع قوة خارجية، وأن تُسقط جنسيته بلا تردد فتنظيمهم الدولى يضم فى عضويته عددا لأباس منه من جنسيات مختلفة يجتمعون من أجل إسقاط مصر ومشروعهم التوسعى للسيطرة على المنطقة الخلل فى فكرهم يصل إلى مستوى خطير، حين يقول صبحى صالح: «اللهم أمتنى على الإخوان»، واضعًا الجماعة فى مرتبة العقيدة نفسها. والأدهى رسالتهم فى مؤتمرهم الخامس، حين أضافوا ركنًا سادسًا للإسلام هو «السعى للحكم»، وكأن الدين عندهم وسيلة سلطة لا عبادة. المعركة مع الإخوان ليست نقاشًا فكريًا ولا خلافًا سياسيًا، بل مواجهة وجودية مع سرطان يجب استئصاله من جذوره. لا مكان لهذا الفكر فى المساجد، أو الجامعات، أو الجمعيات، أو حتى المناهج. المواجهة الشاملة- أمنيًا وتشريعيًا وفكريًا- هى السبيل الوحيد لحماية مصر من إعادة إنتاج هذا الخطر الكامن.