أمام اللجان رأيتُ المواطنين العاديين يشاركون فى تنظيم الوقوف وترتيبه وتمكين كل مواطن من الإدلاء بصوته كان الإقبال الكبير وغير العادى على انتخابات مجلس الشيوخ مُلفِتاً للنظر يستحق التوقف أمامه لأنه حوَّلها إلى مظاهرة فى حُبِ مصر. وعندما ذهبتُ للإدلاء بصوتى كواجب وطنى تابعتُ الرئيس عبد الفتاح السيسى عندما ذهب إلى لجنة مدرسة الشهيد مصطفى يسرى عميرة بمصر الجديدة. وعندما أقول إن الإقبال الملحوظ والضخم من مسئولى مصر الآن، حيث شاهدنا رئيس الوزراء، والوزراء، ورئيس مجلس النواب، ورئيس مجلس الشيوخ، ووزير الداخلية والمحافظين وهم يدلون بأصواتهم، ورأينا المسيرات الشعبية بقيادة رجال الأزهر والكنيسة أمام اللجان، ولا يكتفون بوقوفهم، بل يحثون المواطنين على التصويت فى هذه الانتخابات. جرى هذا فى كل أنحاء بر مصر، مدنها وقراها، من الساعات الأولى المُبكِّرة وحتى إغلاق الصناديق. محمود كارم، القائم بعمل الأمين العام للمجلس القومى لحقوق الإنسان، أدلى بصوته فى مدرسة صلاح الدين الابتدائية بالتجمع الخامس، وأكد أن المشاركة فى الانتخابات واجب وطنى وركيزة أساسية فى بناء دولة القانون. مشيراً إلى أن الإقبال على التصويت يعكس وعى المواطنين لأهمية الاستقرار والحفاظ على المؤسسات الدستورية. وأوضح أن المجلس يتولى متابعة مجريات العملية الانتخابية من خلال فرق ميدانية متخصصة تعمل وفق منهجية واضحة تستند للقوانين الوطنية والمعايير الدولية ذات الصِلة بنزاهة الانتخابات لضمان حقوق الناخبين وتكافؤ الفرص. البيان الذى صدر عن حزب الأغلبية فى مصر: الجبهة الوطنية، أعلن أن غرفة العمليات تُتابع على مدار الساعة التطورات الخاصة بالعملية الانتخابية لضمان انتظامها وسيرها بشكلٍ ديمقراطى وشفاف ونزيه، وتذليل العقبات التى قد تواجه الناخبين أو القائمين على العملية الانتخابية. باقى الأحزاب الأخرى الموجودة فى مصر الآن كان لها مندوبون فى اللجان كلها. ابتداء من أصغر قرية، انتهاء بأكبر مدينة، وقد جرى هذا منذ اليوم الأول فى الانتخابات، وشاهدنا مواطنة مُسِنَّة تذهب إلى لجنة الانتخابات رغم ظروفها الصحية مستخدمة كُرسيا مُتحركا. إن الحاجة حمدية جمال عندما توجهت إلى لجنتها الانتخابية بمدرسة الشهيد هيثم حمد الفنية بنات، الكائنة بإيتاى البارود، حيث سارع العديد من الناخبين وأفراد التأمين باللجنة لمساعدتها للوصول إلى مقر لجنتها فى مشهد عكس روح التعاون بين المواطنين. وأوضحت الحاجة حمدية أنها رغم إعاقتها أصرت على الحضور إلى مقر لجنتها للإدلاء بصوتها، مؤكدة أن العُمر والمرض لا يُشكلان عائقاً أمام ممارسة الحق الدستوري. وقالت: يجب على الكبير والصغير أن يخرج فى التصويت للانتخابات حتى تظهر مصرنا الغالية بالمظهر الذى يليق بها أمام شعوب العالم. وتقدمت الحاجة حمدية بالشكر لأهالى قريتها الذين ساعدوها على الذهاب للانتخاب وكذلك لرجال الأمن الذين ساعدوها على الوصول لمقر اللجنة. إن إقبال سكان وأهالى الريف على العملية الانتخابية هذه المرة مُلفت للنظر. ويجب أن نبنى عليه الكثير من الصروح الجديدة، وأولها حُلم عُمرى الذى أحلُم به دائماً وأبداً وهو محو أمية آخر مصرى والاحتفال بذلك. لأن الأمية فى حالة وجودها تشكل عقبة عند عملية التصويت نفسها، ولا بد أن يكون هناك من يقدم المساعدة. الشباب شكَّلوا حضوراً لافتاً ومميزاً فى كل اللجان، وأعلام مصر المرفوعة أمام اللجان كانت كثيرة. أيضاً كانت هناك سيارات إسعاف لتقديم الإسعافات المطلوبة لكل ناخب. وكان الهدف من كل الإجراءات الأمنية حول اللجان هو راحة المواطنين وتمكينهم من الإدلاء بأصواتهم بأسهل السُبل الممكنة. وأن يفعلوا ذلك فى حُريَّة تامة وفق ما يمليه على كل واحد منهم ضميره الوطني. إن الشباب هم أمل هذا الوطن فى مستقبلٍ أفضل، والاهتمام بهم ومدى إقبالهم مسألة مهمة للغاية. فهم عماد الحاضر وحُلم المستقبل الكبير الذى يجب أن نسعى إليه جميعاً. هم زمننا الآتي، لا أقول إن إقبالهم كان كثيفاً جداً ولكن تواجدهم كان ملفتاً للنظر. وعلينا الاستعداد من الآن لانتخابات مجلس النواب القادمة، وعلى المرشحين توعية الناس وليس مجرد دعوتهم لإعطائهم أصواتهم، لأن الوعى هو الأبقى فى الوجدان الوطنى لكل المصريين. فالانتخابات لا تبنى الراهن ولكنها تُعبر عن حُلم جمعى بالزمن الآتي. أمام اللجان رأيتُ المواطنين العاديين يشاركون فى تنظيم الوقوف وترتيبه وتمكين كل مواطن من الإدلاء بصوته. هذا مع الحضور التام والمُطلق لقوات الشرطة والمسئولين فى كل مكانٍ فى بر مصر.