تتحول الإسكندرية في أغسطس 2025 إلى عاصمة عالمية للآثار الغارقة، حيث تنظم وزارة السياحة والآثار فعاليات مميزة على مدار يومين بحضور وزير السياحة والآثار، تجمع بين المعارض والمتاحف والبحوث الميدانية، وتسلط الضوء على تاريخ المدن الغارقة في خليج أبي قير وأهمية حمايتها، في إطار رؤية شاملة لإحياء التراث المغمور بالمياه وجعله عنصرًا جاذبًا للسياحة الثقافية. فعاليات اليوم الأول تنطلق الفعاليات يوم الأربعاء 20 أغسطس 2025 في تمام الثامنة مساءً بافتتاح معرض أثري مؤقت بمتحف الإسكندرية القومي يضم مجموعة مختارة من كنوز الآثار الغارقة، ما يتيح للجمهور فرصة نادرة لرؤية قطع تاريخية تم انتشالها من أعماق البحر المتوسط. اليوم الثاني.. من البحر إلى المنصة وزير السياحة والآثار يلتقي بعمدة سراييفو في ختام زيارته الرسمية للبوسنة والهرسك تستكمل الفعاليات صباح الخميس 21 أغسطس 2025 بعملية انتشال عدد من القطع الأثرية الغارقة من ميناء أبو قير، يليها مؤتمر صحفي للإعلان عن نتائج العمل الميداني، بعد ذلك، ينتقل الحضور إلى مكتبة الإسكندرية لتوقيع اتفاقية تعاون بين المجلس الأعلى للآثار ونظيره الصيني، يشهدها وزير السياحة والآثار، تعقبها انطلاقة المنتدى العلمي للآثار الغارقة وكيفية حمايتها والحفاظ عليها. - خليج أبي قير.. مدينة الأساطير الغارقة تعد منطقة أبي قير موطنًا لمدينتي هيراكليون ومينوتيس اللتين كانتا من الموانئ التجارية الحيوية قبل تأسيس الإسكندرية، وتروي الحفريات الأثرية تاريخ هذه المدن التي ازدهرت على فرع النيل الكانوبي، وكانت بوابة مصر البحرية على المتوسط. - اكتشافات من السماء وأعماق البحر بدأ الاهتمام بالمنطقة في الثلاثينيات حين لاحظ طيار بريطاني وجود آثار واضحة في المياه، مما دفع الأمير عمر طوسون لإجراء مسح أثري كشف عن معابد وتماثيل وأوانٍ فخارية، وفي 1965، عثر الغواص المصري كامل أبو السعادات على ثلاث سفن فرنسية غارقة من معركة أبي قير البحرية، كما سجلت بعثة دولية عام 2019 اكتشاف حطام 75 سفينة وأطلال المعبد الرئيسي لهيراكليون. - حماية التراث المغمور بالمياه مصر من الدول الموقعة على اتفاقية اليونسكو لعام 2001 لحماية التراث الثقافي المغمور بالمياه، والتي تشمل السفن والمدن الغارقة والموانئ القديمة، وقد أنشأت وزارة السياحة والآثار عام 1996 قطاع الآثار الغارقة بقيادة الدكتور إبراهيم درويش، الذي نجح في انتشال تماثيل تاريخية وحُلي وعملات نادرة. - مشروع متحف تحت الماء تتجدد الدعوات لإنشاء متحف للتراث المغمور بالمياه في الميناء الشرقي بالإسكندرية أو في موقع فنار الإسكندرية القديم، وهو مشروع طُرح منذ التسعينيات وتوقف، لكنه قد يرى النور مع تزايد الاهتمام العالمي بهذا النوع من السياحة. - الآثار الغارقة.. سياحة المستقبل يدعو الخبراء إلى إدماج التراث المغمور في خطط التنمية المستدامة، وتدريب مرشدين سياحيين غواصين، وتطوير التشريعات الوطنية، إلى جانب استخدام التقنيات الحديثة والتطبيقات التفاعلية لجذب الشباب ونشر الوعي العالمي بأهمية هذا التراث الفريد.