الدكتور شريف خاطر يكتب: «معرض أخبار اليوم للتعليم العالي».. منصة تجمع العقول

في عالم يتغير بوتيرة متسارعة، يظل التعليم العالي هو البوابة الأوسع لتمكين الشباب من مواجهة تحديات الحاضر وصناعة المستقبل.
ويأتي معرض «أخبار اليوم للتعليم العالي» كحدث سنوي محوري يجمع بين نخبة الجامعات المصرية والمؤسسات الأكاديمية الرائدة، ليشكل حلقة وصل مباشرة بينها وبين الطلاب الباحثين عن فرص تعليمية متميزة.
يمثل هذا المعرض مساحة حيوية للتواصل، حيث يتيح للطلاب الاطلاع على أحدث البرامج الأكاديمية، والتخصصات الحديثة، والبرامج البينية التي تلبي احتياجات سوق العمل المحلي والدولي. كما يوفر فرصة ثمينة لتبادل الخبرات، والتعرف على آليات القبول، ونظم الدراسة، وفرص التدريب والتأهيل التي تعزز من كفاءة الخريجين.
ومن أبرز ملامح هذا الحدث، ما يقدمه للطلاب الوافدين من فرص استثنائية للتعرف على الجامعات المصرية عن قرب. فالمعرض يتيح لهم فرصة التواصل المباشر مع ممثلي المؤسسات الأكاديمية، والحصول على إجابات وافية حول نظم الدراسة، والإقامة، والخدمات التي تيسر اندماجهم في الحياة الجامعية. هذه التجربة تفتح أمامهم أبوابًا واسعة لاختيار التخصصات التي تتناسب مع طموحاتهم وخططهم المستقبلية.
كما أن المعرض يبرز التزام الجامعات المصرية بتوفير بيئة تعليمية شاملة تحتضن التنوع الثقافي والفكري الذي يضيفه الطلاب الوافدون. فالمؤسسات التعليمية تسعى إلى تقديم برامج دعم أكاديمي مخصصة، وأنشطة طلابية متنوعة، تُمكّنهم من التفاعل مع زملائهم المصريين، بما يعزز من تبادل الثقافات والخبرات، ويصنع مجتمعًا جامعيًا عالمي الطابع.
ولا يقتصر دور المعرض على التعريف بالمناهج والبرامج، بل يمتد ليكون جسرًا حضاريًا بين مصر ودول العالم. فالطلاب الوافدون الذين يدرسون في الجامعات المصرية يصبحون سفراء للمعرفة والثقافة المصرية في أوطانهم، حاملين معهم خبرات أكاديمية وإنسانية تثري مجتمعاتهم، وتعزز من مكانة مصر كوجهة تعليمية رائدة إقليميًا ودوليًا.
أما بالنسبة للطلاب المحليين، فإن مشاركتهم في فعاليات المعرض تمنحهم الفرصة للتعرف على زملائهم الوافدين، والانفتاح على تجارب أكاديمية متنوعة، مما يزيد من وعيهم الثقافي، ويؤهلهم للتعامل بفعالية في بيئات العمل متعددة الجنسيات بعد التخرج.
في جناح الجامعات المشاركة، يجد الطلاب الوافدون الدعم الأكاديمي والإداري اللازم، بدءًا من التعريف بآليات التسجيل، مرورًا بالإرشاد الأكاديمي، ووصولًا إلى الأنشطة الثقافية والاجتماعية التي تثري تجربتهم التعليمية، كما يتم تقديم برامج نوعية تواكب التطورات العالمية، وتربط بين الدراسة النظرية والتطبيق العملي، بما يضمن إعداد خريجين قادرين على المنافسة في مختلف المجالات.
إن معرض «أخبار اليوم للتعليم العالي» ليس مجرد مناسبة للتعريف بالبرامج، بل هو منصة وطنية للتواصل بين الجامعات والمجتمع، ودليل على التزام مؤسسات التعليم العالي بدعم الابتكار وريادة الأعمال، وتحقيق التكامل بين التعليم والتدريب. ومن خلال هذا الحدث، تتجدد رسالة الجامعات في إعداد جيل من الطلاب — مصريين ووافدين — قادر على الإسهام الفعّال في نهضة أوطانهم وصياغة مستقبل أفضل.