شنت أجهزة وزارة الداخلية هذه الأيام حملة على بعض البلوجر الذين يستخدمون التيك توك تحت ستار كثيف من الشائعات التى تراوحت بين تجارة الأعضاء والإدعاءات الكاذبة للباحثين عن الشهرة وتحقيق «الترند» وبالرغم من هذا التشويش الشديد الذى يصاحب هؤلاء البلوجر فإن الثابت والمؤكد أن أجهزة الأمن لم تتحرك بناء على ما نشر من شائعات على منصة اليوتيوب أو التيك توك وإنما كانت تراقب هؤلاء الأفراد المشتبه بهم مراقبة حثيثة على مدى الأشهر الماضية. المعروف أن منصة التيك توك قد تحولت إلى قناة لغسيل الأموال غير المشروعة والتى تتمثل فى هدايا يرسلها المعجبون إلى هذه العارفة أو تلك أو قد يقومون بتحويل عملة رقمية إليها من باب الاعجاب بحسنها وجمال حركاتها، لكن هذه الأموال تأخذ طريقًا ملتويًا لكى تصل إلى متعامل فى الداخل يتلقى أموالًا تبدو أنها بريئة ولكنها ليست كذلك. وبالطبع فإن مباحث الأموال العامة المصرية لديها خبرة كبيرة فى كشف هذه الألاعيب ذلك أن معظم الأموال المحولة من الخارج تظهر فى صورة دولارات فى بنك من البنوك ليقوم المستفيد بسحب هذه الأموال وبيعها فى السوق السوداء. وخطورة هذا الأمر لا تقف عند حدود المضاربة على أسعار الدولار فقط ولكنها تتجاوز ذلك إلى ما هو أخطر فهذه الأموال تذهب إلى تجار المخدرات والبودرة التى تمثل نزيفًا للاقتصاد القومى واعتداء على المجتمع المصرى، لأن من يدمن الهيرويين أو الشابو يتحول إلى مشكلة صحية واجتماعية يستعصى على أهله حلها وأيضًا تلاعب فاسد وضار للاقتصاد المصرى وفى مستقبل شبابنا. الأمر إذن جد خطير والتوسع فى الشائعات هو باطل لا يغنى عن الحق شيئًا فالأساس هنا هو تبييض الأموال واستنزاف الاقتصاد المصرى وجلب السموم الضارة لتدمير شبابنا ومواجهة كل ذلك هو مهمة قومية نتمنى وندعو لأجهزة الأمن التوفيق إلى جانب كل المسئولين عن كشف وفضح هذه المسارب التى يمر منها العدو إلى داخل ديارنا، ونتمنى أيضًا على أجهزة الأمن أن تصدر بيانات توضيحية لكى تقضى على الشائعات ولكى نحفز كل من لديه معلومات صحيحة أن يتقدم بها إلى الأجهزة المعنية. حفظ الله مصر وحمى الله شعبها..