مصر تمتلك مقومات السياحة العالمية.. والمدن الجديدة فخر لإفريقيا الصومال تخلصت من العنصرية والأمل فى الوافدين لزيادة الوعى «الأزهر» حائط صد أمام التطرف ومدينة البعوث «وطنى» الثانى «حسين ورسمى حسين»، أحد الوافدين من الطلاب الأفارقة فى مصر، صومالى الجنسية، التحق بكلية الزراعة جامعة الأزهر، حصل على درجة الماجستير؛ وأنهى رسالته عملياً بزراعة قطعة أرض بمدينة السادات بالمنوفية، نجح فى أن يتقلد مكانة رفيعة بين أشقائه، أهلته لأن يصبح رئيس الاتحاد العام للطلاب الأفارقة فى مصر.. خلال حوارنا معه نتعرف على دور الاتحاد العام فى خدمة الوافدين الأفارقة إلى مصر، وكيف تتم الاستعانة بعدد من رؤساء الاتحاد السابقين بالمشاركة فى تنمية بلادهم..: ■ هل ترى أن دور الاتحاد العام للطلاب الأفارقة فاعل فى لمّ الشمل على الصعيد الطلابى بين الوافدين؟ - الاتحاد العام كيان طلابى ذو شخصية اعتبارية يضم تحته الاتحادات والروابط الفرعية لما يقرب من 35 رئيس اتحاد، إضافة إلى هيئة المكتب والتى تضم الرئيس والأمناء، ويضم جميع الطلبة الأفارقة الذين يدرسون بجميع المعاهد والجامعات داخل مصر بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم العرقية والدينية، ويتخذ الاتحاد العام من الجمعية الإفريقية مقراً له. تأسس عام 1988عندما كان د. بطرس بطرس غالى وزير الدولة للشئون الخارجية، تحت اسم الاتحاد العام للاتحادات والروابط للطلبة الأفارقة، ثم تغير اسمه إلى الاتحاد العام للطلبة الأفارقة عام2005، والاتحاد تجربة ديمقراطية واعدة على صعيد كل القيادات الطلابية من رؤساء اتحادات الدول التابعة لها، هذا بخلاف كونه إحدى أدوات لم الشمل بين الطلاب فى مصر من الوافدين الأفارقة، كما يتولى رسم طريق للتواصل الذى يسير بخطوات رسمية وفق خريطة محددة المعالم فى إطار من الود. ■ وما هو الدور الذي يقوم به؟ - الدور الحقيقى للاتحاد العام هو توحيد صف الطلبة لمواجهة التحديات، والعمل على تذليل الصعاب التى يواجهونها، وبث روح الأخوة والتضامن والمساواة بين الطلاب، وبث روح العمل الجماعى التطوعى للمساهمة فى تحقيق التنمية المستدامة لقارتنا، والمساهمة فى صناعة قادة أكفاء بمختلف جوانب الحياة، والتى ستتباهى بهم إفريقيا دوماً. ■ كيف ترى مدينة البعوث الإسلامية باعتبارك أحد روادها؟ - أتيت إلى مدينة البعوث الإسلامية وأنا طالب للالتحاق بالكلية، ثم حصلت على درجة الماجستير، وبالتالى مدينة البعوث الإسلامية بالنسبة لى هى وطن قبل أن تكون مجرد بيت أو سكن، وهى كفيلة بتوفير كل ما يحتاجه الوافد وتحقق له نوعاً من الاستقرار. لقاء دورى ■ هل هناك تواصل بين الوافدين والسفارات التابعة لبلادهم داخل مصر؟ - تواصل سفارات الدول الإفريقية له عدة أشكال، منها من تحرص على لقاء أبناء جاليتها أو أبنائها من الطلاب عن طريق وسيط، وأخرى بالتواصل المباشر خلال اللقاءات الرسمية مثل الأعياد أو حفلات التخرج، وأعتقد أن تواصل سفراء الدول الإفريقية مع أبنائها مهم جداً ويجب أن يتم بصورة دورية على الأقل مرة كل شهر لما يترتب عليه توفير بيئة خصبة لتشجيع الإيجابيات، والقضاء على السلبيات، وحل المشكلات، وزيادة الولاء للوطن. «الأزهر» منارة الوسطية ■ كيف تنظر إلى الأزهر الشريف ؟ - يظل الأزهر الشريف منارة مصرية وقيمة عربية وحائط صد ضد الأفكار الهدامة والقضاء على نبتة الإرهاب، ورمز الدين الإسلامى الوسطى، ولولا الأزهر الشريف ما كانت هناك وسطية. ■ من منطلق الرؤية الموحدة لرؤساء الاتحاد السابقين أن الوافدين إضافة لبلادهم.. كيف تترجم هذه المقولة على أرض الواقع؟ - بالنسبة لنا من يتخرج فى مصر هو تخرج فى الأزهر الشريف، بالتالى يمتلك مقومات حقيقية تؤهله ليتم الاستفادة منه فى بلاده، هناك أمثلة عديدة سواء لطلاب أو قيادات شبابية كانوا معنا فى الاتحاد العام أو كرؤساء اتحادات أو أمناء، تغيرت نظرة دولهم إليهم عند عودتهم إلى أراضيهم، لما يمتلكونه من فكر واستنارة أهّلتهم ليتقلدوا اليوم مواقع مهمة فى صنع القرار، وبناء عليه سيتحدد موقف انتشال دول القارة من الفقر والتبعية إلى آفاق أرحب وأوسع بفضل أبنائها. رؤية متحررة ■ من وجهة نظرك، كيف يمكن للشعوب الإفريقية أن تنعم بثروات بلادها بعد أن كانت محرومة منها لعقود طويلة؟ - هذا يتوقف على دورنا كشباب أدرك خطورة الاستعمار الذى لم يترك بلادنا حتى بعد جلائه منها، معتمداً على عملائه لنهب ثرواتنا، ولكن شبابنا اليوم أصبح فى موقع المسئولية، وهو من بيده الأمر والمنوط به تغيير الأوضاع، لاسيما وأن الشباب الوافد من مصر يمتلك رؤية متحررة من كل الأفكار الاستعمارية، خاصة لو انضم إليه عدد كبير من هؤلاء الشباب الذين فضّلوا السفر إلى الخارج حتى لا يتعرضوا للاضطهاد. الأصالة المصرية ■ أنت موجود فى مصر منذ ما يقرب من 10 سنوات.. فما هو مخزون المحبة الذي تكنه لها؟ - أرى مصر صامدة وقوية، لأنها تمتلك مقومات لا توجد فى أى بلد آخر، المصريون شعب يظهر معدنه الأصيل وقت الأزمات، وكأنه بنيان مرصوص، كما أن قيادته السياسية تتولى مقاليد الدفة بحرفية شديدة، فالرئيس السيسى قائد تفتقده كثير من الدول الإفريقية فهو يبنى، وينعش الاقتصاد، ويتصدى للعدوان، ويساعد الجيران.. أليس هذا مثالاً على أن المصرى الأصيل كما يهتم بنفسه وشعبه يحمى جيرانه؟. يجب أن تفتخر القارة الإفريقية بمثل هذا القائد الذى يحمل همومها إلى كل المؤتمرات العالمية والدولية، ويعلنها من داخل منظمة الأممالمتحدة، أن إفريقيا تستحق الأفضل. ■ من وجهة نظرك، هل المدن المصرية جاذبة للسياحة الإفريقية؟ - بالتأكيد، نحن نجوب مدن مصر من أقصاها إلى أدناها؛ ومن ثم أنا لم أر مثل العلمين أو الإسكندرية بمكتبتها العالمية، أو بورسعيد أو الأقصر وأسوان، مجتمعة فى بلد آخر غير مصر، إذن كيف لنا كدول قارة مثل إفريقيا لا نأتى أفواجاً كالحجيج لزيارة الآثار الشاهدة على أن مصر هى التاريخ، مصر تمتلك كل مقومات السياحة العالمية. زيارة آل البيت ■ وماذا عن زيارة الأماكن الأثرية الإسلامية؟ - هذه الأماكن الأكثر مزاراً للوافدين من الدارسين بالأزهر الشريف، نظراً لقربها وروحانياتها التى تجذب كل الطلاب إليها من كل الجنسيات سواء أفارقة أو غيرهم، كمساجد آل البيت أو المساجد الأثرية التى لم نكن نعلم عنها شيئاً إلا بعد أن زرناها، فقد لاقت إعجاب كل الوافدين خاصة بعد الطفرة التى شهدتها هذه المساجد من التجديدات والترميمات، مما يؤكد أن مصر تقدس دور العبادة بها لتظل شاهدة على توحيد أبنائها عبر العصور. ■ كانت لك تجربة معايشة فى مدينة السادات بالمنوفية.. ماذا عنها؟ - زيارتى لمدينة السادات كانت بسبب زراعة محصول كبديل لأعلاف الماشية، موضوع رسالتى للماجستير بزراعة الأزهر. اختبرت هذا المحصول على مساحة 16 قيراطاً على مدار سنتين، وخلال هذه الفترة سنحت لى الفرصة للتعرف على مدن جديدة، والتعامل مع أناس جدد أكثر ما يميزهم الكرم وخفة الظل. ■ ما هى رؤيتك المستقبلية للصومال؟ - رؤيتى المستقبلية للصومال لا تختلف عن رؤيتى لكل الدول الإفريقية. نجحت الصومال فى التخلص من العنصرية، والنزاع القبلى، والتنوع الإثنى الذى كان عقبة كبيرة فى الصومال، شأنها شأن معظم الدول الإفريقية، حيث كان يستنزف مواردها ويهدد استقرارها، لكنني أتمنى أن ينجح الصومال فى القضاء على الحركات الإرهابية التى تنهش استقراره، وأعول على الوعى التعليمى والثقافى، ولاسيما الدينى الذى يقوم به الأزهر الشريف فى إعداد الملتحقين به، ليصبحوا على قدر المسئولية وزاداً لبلادهم لتنميتها.