بنت لم تتجاوز التاسعة عشرة عامًا، جاهلة ومتجاوزة حدود اللياقة والأدب واشتهرت بأنها أهانت «ابوها» فى فيديو شهير، وفوق كل ذلك جاهلة ومعدومة الثقافة، وساقطة ثانوية عامة، وعندما أعادت السنة هذا العام كان مجموعها 50٪.. هذه هى كل مؤهلات البلوجر الشهيرة، ومن فرط جهلها خرجت بفيديو تقول فيه إن مجموعها 84٪، حاصل جمع مجموع العامين!. ولأننا فى عصر التفاهة، طلبت منها إعلامية أن تستضيفها فى برنامجها المذاع على إحدى القنوات الفضائية، فوافقت بشرط أن تتقاضى 100 ألف جنيه فى أقل من ساعة هى مدة البرنامج، فرفضت المذيعة مستنكرة الطلب، وخرجت على السوشيال لتعلن ما دار بينها وبين «البلوجر». وبدلًا من أن يدور النقاش على كيفية وصول هذه الجاهلة إلى ما وصلت إليه، وتوجيه اللوم للمذيعة بأنها فكرت فى أن تستهلك ساعة من وقت قناتها الفضائية فى «كلام فاضى».. دار النقاش حول هل من حق المذيعة أن تعلن ما جرى بينها وبين البلوجر أم لا؟. وطبعًا هذا جائز طالما أصبحنا فى عصر التفاهة، وبدلًا من أن يتم السعى لمقابلة المتفوقين فى الثانوية العامة، الذين سيتخرجون ويصبحون قادة مستقبل هذا الوطن، يلهث الإعلاميون وراء «البلوجر» التى خرجت بكل بجاحة ووقاحة، لتقول: «أنا هادخل أى كلية خاصة بفلوسى»! وكأنها تخرج لسانها للمتفوقين والشاطرين الذين سهروا الليالى فى المذاكرة والبحث لتحقيق التفوق، وتقول لهم أنا أفضل منكم، باتعب فى الهيافة والتفاهة واجنى الملايين، وتتبنانى مؤسسات متخصصة فى ذلك وتنفق عليا وتقوم بتسفيرى لكل دول العالم. هل هذا هو النموذج الذى كانت تريد أن تقدمه، المذيعة للجمهور، وتقدمه للشباب، ليصابوا بإحباط، ويكونوا أمام خيارين، إما أن يفعلوا مثل هذه البلوجر، ليحققوا الثراء الفاحش والشهرة، أو يلتفتوا إلى دراستهم ويكونوا فى آخر الصفوف. أكم من موضوعات يحتاج المجتمع من الإعلام توضيحها، وتكثيف التوعية فيها، وتسليط الضوء على النماذج المضيئة والنافعة ،فمثلًا ما هى نسبة البرامج التى ألقت الضوء على انتخابات مجلس الشيوخ، وبيان أهميتها، وضرورة المشاركة الشعبية فيها، رغم مليارات الجنيهات التى أنفقتها الدولة على هذا الاستحقاق الانتخابى المهم، فإن نسبة اهتمام الإعلام به لا تتعدى 5٪ على الأكثر!. وإذا كتبت أن «البلوجرز» أصبحوا ينافسون الراقصات فى تحقيق الثراء السريع والشهرة، فإن الطرفين سيعترضان، فالراقصات سيقلن «احنا بنتعب».. والبلوجرز سيستنكرون تشبيههم بالراقصات!. الحق مش عليهم، الحق على كل إعلامى يسلط الضوء على مثل هذه النماذج الضحلة التى أصبحت كالسوس الذى ينخر فى جسد المجتمع.. امنعوا ظهور أى بلوجرز أو راقصة فى برامج حوارية، فيكفيهم ما يفعلون ويجب ألا نكون أداة لمساعدتهم!