هل يحق لأى قوة محاصرة شعبًا حتى الموت، أمام عيون العالم ولا يستطيع أحد فعل شيء؟ «لن نركع، لن نستسلم»، رفع أهل لينينجراد هذا الشعار، فى الاتحاد السوفيتى سبتمبر 1941، وسط حصار دام 872 يومًا من الجيش النازى، لكسر المدينة المسماة على «لينين»، فشل النازيون فى السيطرة عليها، فقرروا تجويع سكانها حتى الموت، قطعوا الطرق، السكك الحديدية، الإمدادات الغذائية، عُزلت المدينة تمامًا، قاوم المدنيون الحصار، عزف دميترى سيمفونية لينينجراد طيلة الحرب، سقط العازفون على الأرض من الجوع، أرسلت المعزوفة سرًا إلى مصر بعد تسجيلها ومنها إلى الولاياتالمتحدة، حصة الفرد من الخبز أصبحت 125 جرامًا، صنعت من بقايا الخشب، ذلّ الأهالى بحثًا عن الأكل والماء، منهم من قتل الآخر، وأكل لحوم البشر، زرعت النساء الأسطح، صنعت الأسلحة، حارب الرجال، النتيجة مقتل 800 ألف مدنى، فجأة تجمدت بحيرة لادوغا، أرسل الغذاء عليها، هرب المواطنون، تفكك الحصار، أصبحت المدينة رمزًا للصمود والمقاومة، دخل الجيش، تحررت يناير 1944، قبل أربعة أعوام فقط من قيام إسرائيل فى فلسطين، لتبدأ سنوات جديدة من الحصار والتجويع، إلى حصار غزة 2007 المملوكة للفلسطينيين حتى فى الخرائط الصهيونية. اشتد الحصار أكتوبر 2023 إلى الآن، 2٫3 مليون مدنى يموتون فى غزة جوعًا وقهرًا وسط الصمود، بعد 47 عامًا من تحرير لينينجراد، تغير اسم المدينة إلى سانت بطرسبرج، سقط الاتحاد السوفيتى، مما يؤكد أن القضية ليست فلسطين بل بقاؤنا كاتحاد عربى.. لينينجراد هى غزة، الاتحاد السوفيتى الوحدة العربية، «لن نركع» أصبح «غزة رمز العزة»، النازية إسرائيل، البحيرة البحر المتوسط، المعزوفة «زهرة المدائن»، «الحلم العربى»، «وين الملايين»، «ثورى ثورى ثورى»، «ترويدة شمالى»، «فلسطين عربية»، «ياللى عليك القلب حزين»Leve palestina» ، «Rossa palestina»، ما زال القوس مفتوحًا.. والله الناصر.