نجح مهرجان فينيسيا السينمائى الدولى فى اقتناص أهم الأفلام العالمية لدورته الثانية والثمانين، التى تقام خلال الفترة من 27 أغسطس إلى 6 سبتمبر 2025 على جزيرة الليدو الساحرة، متفوقًا على مهرجانات الخريف التى تتوالى بعده فى شرق العالم وغربه.. وقد آثر بعض كبار المخرجين - كالعادة - انطلاق أفلامهم فى المهرجان العريق، وهو الموقف ذاته الذى اتخذته المنصات المختلفة وفى مقدمتها نيتفليكس التى يربطها بالمهرجان علاقات قوية، فتعرض ثلاثة من أهم أفلامها فى المسابقة، ومنصة موبى الصاعدة بقوة والتى تشارك بثلاثة أفلام أيضًا بينها فيلم الافتتاح. اقرأ أيضًا| «هجرة» و«ملكة القطن» و«رقية» ضمن الاختيارات الرسمية للدورة 82 لمهرجان فينيسيا سيفتتح هذه الدورة فيلم رومانسى لمنصة «موبى» هو «لا جراتسيا» لباولو سورينتينو أحد أهم المخرجين والمؤلفين الإيطاليين، بطولة تونى سيرفيلو وآنا فيرزيتى.. كما تشارك المنصة بفيلم جيم جارموش «الأب الأم الأخت الأخ» والذى تلعب بطولته كيت بلانشيت أمام آدم درايڤر وشارلوت رامبلينج وفيكى كريبس.. والفيلم الكورى الجنوبى «لا خيار آخر» لبارك تشأن ووك. أما نيتفليكس فتشارك أيضًا بأقوى إنتاجها لهذا العام، وكلها كأفلام موبى تتنافس فى المسابقة الرسمية، منها «فرانكنشتاين» أحدث أفلام جييرمو ديل تورو الذى رفض عرض الفيلم فى مهرجان «كان» فى مايو الماضى مفضلًا فينيسيا، وهو بطولة جاكوب إلوردى وأوسكار إسحاق، وميا جوث، وأحدث أفلام نواه باومباخ «جاى كيلى» الذى يلعب بطولته جورج كلونى النجم الوفى لمهرجان فينيسيا، ويلعب فى الفيلم دور ممثل شهير يمر بأزمة هوية، أما الفيلم الثالث لنيتفليكس فهو للمخرجة كاترين بيجلو بطولة إدريس إلبا وجاريد هاريس وجرينا لى وريبيكا فيرجسون وهو فيلم سياسى تدور أحداثه حول أزمة أمنية فى البيت الأبيض. من الأفلام المنتظرة والتى تتنافس على أسد فينيسيا الذهبى، فيلم «بوجونيا» ليورجوس لانثيموس بطولة نجمته المفضلة إيما ستون التى تشاركه مغامراته المجنونة دائما، وفيلم «آلة التحطيم» لبينى سافدى، بطولة دواين جونسون الذى يلعب دور مارك كير المصارع الأمريكى الشهير والبطل الأسطورى فى الوزن الثقيل أمام إميلى بلانت وتلعب دور زوجته، وأحدث أفلام مونا فاستفولد «وصية آن لى» وهو عن قصة حقيقية تدور حول حركة «الشاكر» وقائدتها التى أعلنت نفسها كمسيح أنثى وخلفها مريدوها، تلعب دورها أماندا سيفريد.. وينافس على الأسد الذهبى أيضًا المخرج كاى شانجون بفيلم «الشمس تشرق علينا جميعا»، وللسينما الآسيوية فيلم آخر للتايوانى شو تشى هو «فتاة» وهو فيلمه الأول كمخرج.. ويعود المخرج الفرنسى فرانسوا أوزون لفينيسيا بفيلم فلسفى هو «الغريب» عن رواية ألبير كامو، فى حين يعرض «ساحر الكرملين» للمخرج الفرنسى أيضًا أوليفييه أساياس عن رحلة صعود فلاديمير بوتين ويلعب دوره جود لو.. كما ينافس المخرج المجرى لازلو نيمز بأحدث أفلامه «يتيم» عن صبى يهودى يتيم تعمدت والدته أن تروى له حكايات مثالية عن والده الراحل، وينافس من المجر أيضًا «الصديق الصامت» لايلديكو إينيدي. وللسينما العربية فيلم واحد فى المسابقة هو «صوت هند رجب» للتونسية كوثر بن هنية، وهو عن مأساة حقيقية حول مقتل الطفلة الفلسطينية الصغيرة هند والتى تركت فى سيارة هاجمتها قوات الاحتلال فى غزة فى يناير 2024 وقتلت بلا رحمة، وعنه قال ألبرتو باربييرا المدير الفنى للمهرجان إنه من الأفلام التى ستترك انطباعًا كبيرًا، لكنه يأمل ألا يكون مثيرًا للجدل، وأضاف أن المخرجة كوثر بن هنية استعانت بتسجيلات صوتية حقيقية لمكالمات هاتفية بين الطفلة وأمها. للسينما العربية أفلام أخرى ولكن خارج المسابقة الرسمية، فتشارك المخرجة السعودية شهد أمين بفيلمها «هجرة» فى قسم فينيسيا سبوت لايت وهو قسم جديد بدلًا من آفاق اكستر. سيكون هناك أفلام منتظرة خارج المسابقة على رأسها فيلم «بعد الصيد» للوكا جوادينينو بطولة جوليا روبرتس وأندرو جارفيلد وهو إنتاج أمازون التى اختارت العرض بعيدًا عن المسابقة، الفيلم دراما نفسية عن أستاذة فلسفة تتعرض لأزمة بعدما تتهم إحدى طالباتها صديقها هنريك بالاعتداء عليها، الفيلم تم اختياره أول أمس ليفتتح الدورة الثالثة والستين لمهرجان نيويورك والذى يقام فى الفترة من 26 سبتمبر إلى 13 أكتوبر 2025، ثم ينطلق لعرضه عالميًا بداية من 17 أكتوبر. سيحل مخرج ونجوم الفيلم ضيوفًا على السجادة الحمراء بالليدو، ولكن سيكون لحضور صاحبة الابتسامة الساحرة جوليا روبرتس تقدير واحتفاء خاص، فهو الظهور الأول لها فى المهرجان العريق. خارج المسابقة أيضًا سيعرض فيلم «فى يد دانتى» لجوليان سنابل، بطولة أوسكار إسحاق وجيرارد بتلر والمخرج المخضرم مارتن سكورسيزى، وفيلم الرعب «سلك الرجل الميت» لجوس فان سانت الذى يلعب بطولته آل باتشينو وبيل سكارسجارد، وفيلم «أرضنا» لوكريزيا مارتيل والذى تدور أحداثه حول مقتل الناشط خافيير تشوكوبار. كان المهرجان قد أعلن سابقًا عن أسماء لجنة تحكيم المسابقة الدولية ويرأسها المخرج الأمريكى الكسندر باين الذى أثار اختياره جدلًا واسعًا فى الصحف الأمريكية، حيث كان قد تم اتهامه بالاعتداء على الممثلة روز ماكجوان، حسب روايتها فى 2020، وهو ما أثار غضب حركة «MeToo». تضم لجنة التحكيم كلًا من المخرجة الإيطالية ماورا ديلبيرو، والمخرجين: الفرنسى ستيفان بريزيه، والرومانى كريستيان مونجيو، والإيرانى محمد روسىلوف، والممثلة البرازيلية فرناندا توريس، والممثلة الصينية تشاو تاو.