أبشروا لقد جاءكم الغيث. أبشروا يا شباب مصر، كل مشاكلكم فى طريقها للحل، اختر الوظيفة التى تحبها، ولا تحمل هم مصاريف مدارس الأولاد بعد اليوم، ولا تجزع من مصاريف الأطباء، بل قد لا نحتاج لزيارة طبيب بعد اليوم . لا حاجة بنا إلى كل هذا، ولا تشغلوا أنفسكوا بتطوير الخطاب الدينى، مثل هذا الحديث الذى لا يسمن ولا يغنى من جوع. لا تبتئسوا ولا تحزنوا، وأهلًا بليالى الأنس والفرفشة، فقد قطعت جهيزة قول كل خطيب، وقطعت الدكتورة سعاد الشك باليقين وتوصلت إلى العلاج الناجع لكل مشكلاتنا الاقتصادية والاجتماعية، وإلى الدواء السحرى الذى سيعيد الاستقرار لكل البيوت المصرية، ويوقف الطلاق وقالت، سلم لسانها، إنه «لا يوجد نص شرعى بتحريم الحشيش» وهو ما يفتح الباب على مصراعيه لتعاطيه ما دام ليس حرامًا. ربنا يريح قلبك يا دكتورة، فلماذا كل هذا العذاب الذى كنا نعيش فيه؟ ولماذا تقف أجهزة الدولة حائلًا دون اعتدال مزاج المصريين، ولماذا تنشىء أجهزة وتجيش الجيوش لمحاربة تجار الحشيش، إذا كان «فى الآخر طلع حلال بلال» وطلع أنه ليس كالخمرة، التى تذهب العقل، والحشيش لا يذهبه، بل يمتعه، ويرفع أداءه، ويطلق له العنان لكى يبدع، لا سامحها الله الحكومة التى لا تهوى إلا العكننة على المصريين. أحيانًا أجد نفسى عاجزًا عن تفسير الحرص على إطلاق بعض مثل تلك الفتاوى من بعض المحسوبين على كبار العلماء، وفى نفس الوقت أجد فى نفسى حرجًا من مهاجمتهم، ولكن بصراحة تساءلت عن الدافع الذى يمكن أن يكون قد جعل الدكتورة تخرج على الملأ ولا تكتم ما اعتبرته شهادة سوف تسأل عنها أمام الله، وما العلم الذى سوف تأثم إذا لم تبلغه للمسلمين، وما النفع الذى سيعود على أمة الإسلام، إذا افترضنا جدلًا وأخذ أولو الأمر بفتواها التى تنزع فيها الحرمانية عن شرب الحشيش؟ فقط أطلب من فضيلة العالمة حتى يعم النفع بفتواها، وتقترح علينا أى الأوقات أحب لتعاطى الحشيش: هل بعد صلاة ركعتى العشاء البعديتين، أم فى الثلث الأخير من الليل قبيل الفجر؟ وهل تعاطيه مكروه أثناء العمل وأثناء قيادة السيارات، أم لا ؟