أخيرًا انتهى كابوس الثانوية العامة وأُعلنت النتيجة التى كان ينتظرها أولياء الأمور قبل أبنائهم.. نعم هو كابوس والمفترض أن يحوى فى طياته حلم مستقبل آلاف الشباب من جيل سيحمل على أكتافه حياة شعب فى حقبة طويلة مقبلة... فهل خططنا وأعددناه لذلك جيدًا؟ الحقيقة لا أظن ذلك وسيشاركنى فى ذلك أغلب الأهل والأبناء الذين مروا بهذه التجربة لعام كامل... نعم هو عام 12 شهرًا بالكمال والتمام، فقد بدأ حجز الدروس من شهر يوليو الماضى أما الماراثون فقد كان فى أول أغسطس...الحصة الواحدة فى معظم المراكز تتراوح بين 200 إلى 300 جنيه لحوالى 6 مواد وبحسبة بسيطة إذا حسبناها بالحد الأدنى فإن ولى الأمر يدفع 1200 أسبوعيًا أى 4800 جنيه شهريًا كحد أدنى هذا بخلاف المواصلات أما قبل بداية الامتحانات بشهرين فتتضاعف الحصص ليستنزف كل دخل الأسرة وقد تضطر الأم لبيع بعض مصوغاتها بغية الإحساس بعدم التقصير فى حق أبنائها، فطالب الثانوية غالبًا له عدد من الأخوة... والمعاناة متعددة.. ولنأتِ إلى مرحلة التنسيق والتى سيتحدد بها مصير الطالب.. من وجهة نظرى المتواضعة فإن الكل سواء فى هذه المرحلة بل إن بعض خريجى الكليات التى نعتبرها بعيدة عن القمة قد ينجح فيها الطالب وينبغ ويمنح ويأخذ الكثير من المال والشهرة والدليل أن كثيرًا ممن يعملون فى وظائف مرموقة لا يعتمدون على مؤهلهم من قريب ولا بعيد والنماذج فى حياتنا كثيرة... حديثى لأبنائى الطلبة: اختر ما تحب وستنبغ فيه وإذا تعذر فابحث عما يحتاجه سوق العمل.... وهمسة فى أذن الآباء: لا تجبروا أبناءكم على كليات معينة تحققوا بها أحلامكم التى قد يضطر البعض لدفع الآلاف فى الجامعات الخاصة وقد يرسب فيها الطالب بل يفشل فشلًا ذريعًا فيها ويفقد الثقة فى نفسه.. اتركوهم لأحلامهم، فعالمنا غير عالمهم... ابنى الطالب لا تبتئس إذا أبعدك مجموعك عما كنت تتمنى بل اجتهد فيما كتبه الله لك وعليك بإتقان لغة مع كورسات الكمبيوتر، فهذا هو المستقبل الحقيقى.. وفقكم الله جميعًا لما هو خير لكم ولبلادكم.