في اللحظة التي توارت فيها الجماعة الإرهابية خلف رماد الانكسار والتفتت، وبعد أن لفظها الشعب المصري واكتشف وكشف حقيقتها من العنف إلى كراهية الأوطان والخيانة والدم، وبعد أن فقدت أي موطئ قدم لها داخل المشهد الوطني، اختارت الجماعة أن تعود إلى سيرتها الأولى فى الدم والإرهاب، دون أن يدركوا أنهم ساروا أعجز ما يكونوا، ومن بوابة الذراع الإرهابي «حسم»، تحاول الجماعة إعادة بعث الفوضى، في محاولة بائسة لاستنساخ مشاهد الرعب من ماضٍ لفظه المصريون بثورة عظيمة في 30 يونيو، وأسقطوه بإرادتهم الحرة في 30 يونيو، لكن ما بين التخطيط في العواصم الخارجية، والتسلل عبر الدروب الصحراوية، وقف الأمن المصري والأجهزة الأمنية بالمرصاد لهم، في عملية نوعية محكمة كانت تحت عيون الأجهزة الأمنية لحظة بلحظة، كشفت المستور عن خلية إرهابية، وأجهضت المخطط الإرهابي في مهده، هؤلاء أتوا من معسكرات التدريب في مناطق مجهولة، إلى وكر سكني في قلب القاهرة في العقار رقم 7، حكاية خلية إرهابية أعادت الجماعة الفاشستية تصديرها، ظنًا أن مصر ستغفل، لكنها كانت تراقب بصمت منذ لحظة التسلل وحتى تصفية العنصرين الإرهابيين، فهذه هي عقيدة الأمن عيون لا تنام ولا تغفل. تعود حركة سواعد مصر الشهيرة بحسم الذراع المسلح لجماعة الإخوان الإرهابية، مرة أخرى إلى العنف المسلح في مصر كما ظنت أنها ستفلح، في محاولة يائسة وبائسة، لاستدعاء الماضي الدموي من بوابة الدم والإرهاب، على وقع الانهيارات المتلاحقة والانقسامات التي ضربت التنظيم الإرهابي، وفي ظل ما يحدث على المستوى الإقليمي، وضمن استراتيجية أوسع تسعى الإرهابية إلى إعادة تفعيل خلايا عنقودية نائمة، في الداخل والخارج، بهدف إرباك المشهد السياسي والأمني، والضغط من اجل انتزاع مكاسب تفاوضية داخليًا وخارجيًا، لهذا تحركت الجماعة لزعزعة أمن البلاد من خلال ذراعها المسلح حركة حسم التي تأسست في عام 2016، وكانت البداية عندما أصدرت حركة حسم في 4 يوليو، مقطع فيديو تحت عنوان «سبيل المؤمنين هذا هو الطريق» جاء محملا برسائل تهديد واهية بإعادة مشاهد الفوضى والعنف في مصر، أظهر المقطع عناصر حسم مدججة بالسلاح داخل معسكرات لتدريب في مناطق صحراوية غير مأهولة بأحد البلدان المجاورة واختتم بعبارة «حركة سواعد مصر «حسم» القاهرة»، وقبل 24 ساعة من بيان حسم أصدرت الجماعة الإرهابية الأم الإخوان بيانا آخر يحرض على العنف من خلال موقعها الرسمي في 3 يوليو، تزعم فيه أن حاجة مصر للتغيير لم تعد محل شك، بالتوازي مع كل ذلك كانت عناصر من حركة حسم الإرهابية في الخارج ترسم المخطط وتصدر التعليمات لتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية داخل الأراضي المصرية، لكن في مصر كانت كل خيوط المؤامرة تحت مجهر أجهزة الدولة وأعين مؤسساتها التي لا تنام، فتوافرت معلومات لدى الدولة المصرية عن كل المجموعات الهاربة التي ضمت خمسة عناصر، أمكن لقطاع الأمن الوطني، بالتنسيق مع الجهات الأمنية، تحديد قيادات حركة حسم القائمين على ذلك المخطط، وهم كل من: يحيى السيد إبراهيم محمد موسى، أحد أبرز المؤسسين لحركة حسم، ومشرف على هيكلها المسلح والعسكري، باعتباره العقل المخطط للعديد من الحوادث الإرهابية، محكوم عليه بالعديد من القضايا «الإعدام في القضية رقم 2016/261 / 7122 جنايات قسم النزهة، اغتيال النائب العام - السجن المؤبد في القضية رقم 2022/6607 جنايات قسم الشروق، محاولة استهداف عدد من الشخصيات العامة - السجن المؤبد في القضية رقم 2022/120 جنايات عسكرية شرق القاهرة، محاولة استهداف الطائرة الرئاسية، واغتيال الشهيد المقدم، ماجد عبد الرازق، الضابط بقسم شرطة النزهة»، محمد رفيق إبراهيم مناع، محكوم عليه بالسجن المؤبد في القضية رقم 2017/64 جنايات عسكرية شمال القاهرة/ محاولة استهداف عدد من الشخصيات الهامة- السجن المؤبد في القضية رقم 2020/1390 جنايات النزهة، تزوير محررات رسمية للعناصر الإخوانية الهاربة. والهارب وأحد عناصر الحركة الإرهابية في الخارج، علاء علي السماحي، محكوم عليه بالعديد من القضايا «السجن المؤبد في القضية رقم 2022/120 جنايات عسكرية شرق القاهرة/ محاولة استهداف الطائرة الرئاسية، واغتيال الشهيد المقدم/ ماجد عبد الرازق- السجن المؤبد في القضية رقم 2019/17350 جنايات أمن دولة طوارئ مدينة نصر/ استهداف موكب مدير أمن الإسكندرية- السجن المؤبد في القضية رقم 2022/6607 جنايات قسم الشروق، محاولة استهداف عدد من الشخصيات الهامة». كما شارك في المخطط من الخارج، محمد عبد الحفيظ عبد الله عبد الحفيظ، محكوم عليه بالعديد من القضايا «السجن المؤبد في القضية رقم 2016/64 جنايات عسكرية شمال القاهرة/ محاولة استهداف عدد من الشخصيات الهامة- السجن المؤبد في القضية رقم 2022/120 جنايات عسكرية شرق القاهرة/ محاولة استهداف الطائرة الرئاسية، واغتيال المقدم/ ماجد عبد الرازق». وعلي محمود محمد عبد الونيس، محكوم عليه بالعديد من القضايا «السجن المؤبد في القضية رقم 2022/120 جنايات عسكرية شرق القاهرة، محاولة استهداف الطائرة الرئاسية، واغتيال الشهيد المقدم/ ماجد عبد الرازق- السجن المؤبد في القضية رقم 2015/4459 جنايات حلوان، كتائب حلوان- السجن 15 عاما في القضية رقم 2018/123 جنايات عسكرية شرق القاهرة/ محاولة استهداف عدد من الشخصيات الهامة». تعليمات من الخارج وفشل ذريع هؤلاء الخمسة دبروا مخططاتهم وأصدروا تعليماتهم لأحد أخطر العناصر الإرهابية بالحركة الإرهابية حسم، ويدعى أحمد محمد عبد الرازق أحمد غنيم، الهارب لإحدى الدول الحدودية لمصر، للتسلل عبر الدروب الصحراوية، والمحكوم عليه بالعديد من القضايا «الإعدام في القضية رقم 2018/479 جنايات مركز أبو كبير، استهداف مجموعة من الخفراء النظاميين بمحافظة الشرقية، واغتيال أمين شرطة، علي أمين، من قوة قطاع الأمن الوطني، ومحاولة استهداف الطائرة الرئاسية، واغتيال الشهيد المقدم، ماجد عبد الرازق»، وتم رصد تسلله للبلاد بطريقة غير شرعية عبر الدروب الصحراوية، لقد أتى الإرهابي إلى مصيره المحتوم ونجحت الأجهزة الأمنية في تتبعه، بداية من وصوله إلى نقطة الحدود مرورًا إلى الكيلو مترات التي قطعها وصولا إلى قلب القاهرة، وتحديدا شارع محمد صديق المنشاوي بجوار محطة مترو فيصل ببولاق الدكرور بمحافظة الجيزة في العقار رقم 7 بالطابق الثالث، الذي اختبأ الإرهابي داخله، وإيهاب عبداللطيف الإرهابي وأحد أعضاء حركة حسم لتنفيذ العملية الإرهابية، تمهيدًا لتنفيذ المخطط الإرهابي وصناعة مشهد جديد من الفوضى في مصر والإساءة لسمعة البلاد، بالاشتراك مع عنصر الحركة الإرهابي، كما أن إيهاب عبد اللطيف محمد عبد القادر «مطلوب ضبطه وإحضاره في القضية رقم 2025/1126- محاولة استهداف عدد من الشخصيات الهامة»، وتم عقب استئذان نيابة أمن الدولة العليا، نفذت قوات إنقاذ الرهائن التابعة لقطاع الأمن الوطني خطتها المحكمة والنوعية للقبض على العنصرين الإرهابيين، وطوقت قوات الأمن العقار رقم 7 ثم اقتحمت العقار، وبمداهمة وكر الإرهابيين، اللذين بادرا بإطلاق الأعيرة النارية بصورة عشوائية في اتجاه القوات والمنطقة المحيطة بالعقار؛ مما دفعهما للتعامل معهما، وقد أسفر تبادل إطلاق النار عن مصرعهما وضبط معهما خزينتي رصاص وطبنجتين وعدد من الأسلحة، كما استشهد أحد المواطنين، الذي تصادف مروره بمحل الواقعة، متأثرًا بإصابته نتيجة إطلاق النار العشوائي من قبل العناصر الإرهابية، وكذلك إصابة ضابط من أفراد القوة أثناء محاولة إنقاذ المواطن، تم إخطار نيابة أمن الدولة العليا، التي تولت مباشرة التحقيقات. هكذا أحبط مخطط الجماعة الإرهابية لإعادة مشهد الفوضى في مصر عقب أيام من احتفال المصريين بالذكرى الثانية عشر لثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكم المرشد وأنهت سنة الجماعة الإرهابية القاتمة. وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية، العين الساهرة على حماية هذا الوطن، الحائط الصد المنيع، أمام مخططات الإرهابية، التي تستهدف المساس بأمن واستقرار البلاد. أوهام وتجارب فاشلة يقول منير أديب، الخبير في شئون الحركات الإسلامية: أن حركة «حسم» الإرهابية ما هي إلا ذراع مسلح خرج من رحم جماعة الإخوان الإرهابية، مشيرًا إلى أن أغلب التنظيمات المتطرفة التي ظهرت بعد عام 2013 ارتبطت بشكل مباشر أو غير مباشر بالجماعة، سواء فكريًا أو تنظيميًا، مشيرًا إلى أن «حسم» تأسست على يد القيادي الإخواني محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد، والمسئول وقتها عن ما عُرف ب»اللجنة الإدارية العليا» داخل الجماعة، والتي تولت إنشاء ودعم الكيان المسلح، مضيفًا أن الحركة بدأت تنفيذ عملياتها الإرهابية فعليًا في عام 2016، وكان أبرزها تفجير سيارة مفخخة أمام معهد الأورام بالقاهرة عام 2019، مؤكدًا أن قوة الأجهزة الأمنية حينها نجحت في تفكيك خلايا التنظيم وكشف مخططاته. وأشار أديب إلى أن عودة «حسم» لنشاطها مؤخرًا ومحاولات بث مقاطع فيديو تهديدية، ما هو إلا استلهام لتجارب عنف فاشلة في الإقليم، مثل ما حدث في سوريا، في محاولة يائسة لإعادة إنتاج سيناريو إسقاط الدولة، وهو ما فشلت فيه الجماعة سابقًا. وأكد منير أديب، أن بيان وزارة الداخلية يؤكد على دور وقدرة أجهزة الأمن وقدرة الدولة المصرية في التصدي للجماعات المتطرفة، في القلب من الأجهزة الأمنية أجهزة الأمن والمعلومات التي توصلت إلى معلومات أدت إلى تفتيت هذه الخلية والقضاء على خطرها قبل أن تنفذ العملية الإرهابية، موضحا أن هذا يدل على يقظة وقدرة أجهزة الأمن في أنها تستطيع وإحباط العمليات الإرهابية قبل تنفيذها وهذا ما حدث مع خلية حسم، كان هناك متابعة ورصد وتحديد هؤلاء المتطرفين والاشتباك معهم والقضاء عليهم. ونوه إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية لازالت تشكل خطرًا على الأمن المصري، وتريد أن تستثمر حالة الفوضى التي تعم المنطقة والحروب والصراعات وبالتالي تريد تنفيذ عمليات إرهابية مثل التي أعلنوا عنها عبر مقطع فيديو، ومحاول تنفيذ عملية إرهابية، ولكن أجهزة الأمن تصدت لها والقضاء على الخطر قبل تنفيذ هؤلاء الإرهابيين هذه العملية، وأشار منير أديب، إلى أن خطر الإرهاب لا يزال قائمًا، وقدرة الدولة في التصدي لهذا الخطر قدرة كبيرة وأجهزة الأمن قادرة على التصدي لمثل هذه العمليات والوقف أمام هذه الجماعات الإرهابية وسحقها. كما لفت منير أديب الباحث في الجماعات المتطرفة، إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية تتبنى منذ تأسيسها خطابًا عنيفًا، حيث أقر مؤسسها حسن البنا في مؤتمر عام 1938 باستخدام القوة والعنف، وبدأ فعليًا في تأسيس «النظام الخاص»، وهو الجناح العسكري السري للجماعة. وشدد أديب على أن الجماعة لا تزال تعيش أوهام العودة إلى السلطة، رغم سقوطها المدوي في أعقاب ثورة 30 يونيو، مؤكدًا أن الدولة المصرية وأجهزتها الأمنية قادرة على التصدي بكل حسم لمحاولات إحياء التنظيمات الإرهابية. اقرأ أيضا: نشأت الديهي يكشف تفاصيل مهمة بشأن خلية «بولاق» الإرهابية بقيادة «حسم»