رغم تصاعد موجة الانتقادات الغربية لإسرائيل مع اشتداد المجاعة وأعمال الإبادة فى غزة إلا أن تلك الدول ستظل متواطئة معها فى جرائمها فى القطاع ما لم تتخذ إجراءات ملموسة لوقف هذا الوضع المروع. تقول صحيفة «الجارديان» إن شهر يوليو الجارى من أكثر الشهور دموية فى حرب غزة، إذ تقتل إسرائيل شخصا كل 12 دقيقة، إضافة إلى أكثر من ألف فلسطينى قتلوا أثناء محاولتهم الحصول على الطعام، ومع أن الإدانة تتزايد، حيث أصدرت بريطانيا و27 دولة أخرى بيانًا شديد اللهجة هاجمت فيه إسرائيل لحرمانها الفلسطينيين من «الكرامة الإنسانية»، فإن المهم ليس ما يقولونه، بل ما يجب أن يفعلوه من فرض عقوبات وحظر شامل على الأسلحة، وتعليق الاتفاقات التجارية. حيث استفحلت المجاعة فى القطاع الفلسطينى، وتزايدت الوفيات جراء سوء التغذية الحاد والجفاف، كما ترتفع أعداد شهداء المساعدات يوميًا بنيران جيش الاحتلال.. ورغم اجماع المراقبين أن الاعتراف بدولة فلسطينية جزء من رد ضرورى، إلا أنه ليس القضية الوحيدة، حيث يجب أن تتعاون الدول لمواجهة التدمير الممنهج لحياة الفلسطينيين فى غزة، لتقديم رد شامل وملموس بشكل فورى. وكان الرئيس الفرنسى ماكرون قد أعلن الخميس، أن فرنسا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية فى سبتمبر القادم بالجمعية العامة للأمم المتحدة، معبرا عن أمله فى أن يُسهم ذلك فى إحلال السلام فى الشرق الأوسط. ورفضت واشنطن خطة ماكرون للاعتراف بدولة فلسطين على لسان وزير خارجيتها ماركو روبيو، الذى وصفها بأنها «قرار متهور». فى نفس الوقت تتصاعد الضغوط على رئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر سواء من نوابه أو داخل حكومته أو من المجتمع الدبلوماسى. ويقول الوزراء إن بريطانيا «ستقوم بدورها» فى العمل نحو الاعتراف الرسمى، ويعد مؤتمر الأممالمتحدة الذى تقوده السعودية وفرنسا غدًا لحظة حاسمة فى هذا الاتجاه. فقد تم توجيه رسالة إلى ستارمر، وقّعها أكثر من 30 سفيرًا بريطانيًا و20 دبلوماسيًا بريطانيًا سابقًا ورد فيها أن الوضع الراهن فى غزة يمكن كسره بالاعتراف بدولة فلسطين. وأن هذا الاعتراف سيكون «خطوة أولى نحو كسر الوضع الراهن المدمر وإن مخاطر التقاعس عن العمل لها آثار عميقة وتاريخية. ومن المقرر أن تشارك بريطانيا فى المؤتمر الاممى الذى تنظمه السعودية وفرنسا فى نيويورك غدًا لمناقشة سبل تحقيق وقف إطلاق النار وحل الدولتين. وتأتى هذه التطورات فى وقت انهارت فيه محادثات التهدئة فى غزة، بعد انسحاب الوفدين الأمريكى والإسرائيلى من المفاوضات!!.