لم تكن نتيجة الثانوية العامة هذا العام مجرد إعلان درجات، بل لحظة فارقة أخرجت آلاف الأسر من صمت الترقب إلى ضجيج الحيرة.. تقاطعت فى البيوت مشاعر القلق والذهول، وتكاثرت الأسئلة حول مصير أبنائهم. اقرأ أيضًا| وكيل الأزهر يعتمد نتيجة الشهادة الثانوية الأزهرية بنسبة نجاح 53.99% ممن أوجدتهم الأرقام عند أعتاب المرحلة الثالثة، أو فى ذيل الثانية، يتحسسون أماكنهم وسط خريطة تنسيقٍ لم تعد كما كانت، ولم تعد «كليات القمة» وحدها هى عنوان النجاة أو الطموح لطلاب المرحلة الأولى.. اقرأ أيضًا| أسماء وصور أوائل القسم الأدبي بالشهادة الثانوية الأزهرية انهارت تصنيفات اليقين القديم، وبدأت تتشكل بدائل جديدة؛ حلم الطب لم يعد يغرى بعض من حازوه، والالتحاق بكلية عملية لم يعد المعيار الأول فى تحديد المصير، بين من يفكر فى التعليم التكنولوجى، ومن يفضل الجامعات الخاصة أو الأهلية، ومن ينتظر ما تبقى من المرحلة الثالثة.. اقرأ أيضًا| بالأسماء.. أوائل القسم العلمي للشهادة الثانوية الأزهرية بنسبة نجاح 65.01% تتعدد القصص والاختيارات، لكن يجمعها خيط واحد: الجيل الجديد لم يعد ينتظر أن يُملى عليه مستقبله! الخبراء: التكنولوجيا أعادت ترتيب الرغبات.. والأولوية للذكاء الاصطناعى دور الأسرة يجب قصره على التوجيه والدعم لا الإملاء والضغط دخل «البرمجة» يتجاوز 50 ألف جنيه.. ومطورو التطبيقات أمثلة حية «القمة» يصنعها الطالب بنفسه.. واسم الكلية مجرد «يافطة» داخل أسوار الجامعة الطالب محمود عبد الرحمن، الحاصل على 62% فى شعبة علمى علوم، نموذج يعكس هذا المأزق.. يقول محمود إنه يعيش حالة من التيه والقلق بعد النتيجة، فلا يعرف ما إذا كانت الكليات المتاحة فى المرحلة الثالثة ستناسبه، ولا أى طريق يسلكه الآن. وبينما تميل أسرته إلى خيار التعليم الحكومى خوفًا من الأعباء المالية، يحلم هو بمجال البرمجة، ويفكر فى تعويض انخفاض تنسيقه بالدورات الأونلاين والمسارات البديلة. يؤمن محمود بأن النجاح لا يرتبط بكلية بعينها، بل بقدرة الطالب على الاجتهاد وتطوير نفسه، قائلًا: «الكلية مش نهاية الطريق.. المهم أشتغل على نفسى وأوصل للى أنا عايزه بطريقة تانية». نظرة المجتمع ل«آداب»! مأزق من نوع آخر يواجه مريم خالد، حاصلة على 92% فى الشعبة الأدبية، من مدرسة تجريبية لغات بالقاهرة.. تقول مريم: «الناس شايفة إن مجموعى عالى، بس فى الأدبى ده معناه إنى مش هدخل إعلام ولا ألسن، لأنى مش من أوائل المرحلة الأولى». وتضيف أنها تميل لدخول كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية، لكنها قلقة من النظرة المجتمعية التى لا تزال ترى فى «آداب» خيارًا أقل شأنًا. «أنا بحب الترجمة جدًا، ومستعدة أبدأ من قسم مالوش صيت، بس أطلع منه شغالة على نفسى وباخد دبلومة وأكمل». من فاته الميرى..! ووفق عبارة توارثتها الأجيال القديمة «من فاته الميرى...»، يعبر عبدالله محسن، طالب من محافظة بنى سويف حصل على 78% فى شعبة علمى رياضة، عن ضيقه من ضغوط الأهل الذين يصرّون على إلحاقه بكلية حكومية مهما كان التخصص. ويقول: «أنا نفسى أدرس جرافيك ديزاين أو حاجة ليها علاقة بالميديا، بس أهلى شايفين إن دى حاجات مالهاش مستقبل، وبيقولولى قدّم فى علوم أو تربية وخلاص». عبدالله يفكر الآن فى التقديم فى معهد خاص بالقاهرة بجانب الكلية الحكومية، حتى يوازن بين رضا الأسرة وتحقيق ذاته. ويرى أن التنسيق لا يعكس ميوله الحقيقية، وإنما تحكمه مجموعة أرقام لا تعرف شيئًا عن الشغف أو الإبداع. الاغتراب مرفوض! ومن مدينة طنطا، تقف ندى أحمد، حاصلة على 67% فى الشعبة الأدبية، بين اختيارين أحلاهما مُر: كلية نظرية بعيدة عن اهتماماتها، أو تعليم خاص فوق طاقة أسرتها. تقول ندى: «ماما قالتلى قدّمى فى أى معهد قريب من البيت.. بس أنا طول عمرى بحلم أكون خبيرة نفسية وأدخل علم نفس». وتضيف أن أسرتها رفضت التقديم فى الجامعات الخاصة أو الأهلية بسبب التكاليف، وأنها تشعر بأن حلمها يتبخر أمام عينيها.. «مشكلتى مش فى الكلية بس.. مشكلتى إنى حاسة إنى مش باختار، إنى ماشية فى طريق مفروض عليّا». «القمة».. سباق وهمى ووسط بيئة عائلية داعمة، عمر السعيد، من الإسكندرية، حاصدًا 88% فى شعبة علمى علوم، قرر بجرأة أن يتخلى عن سباق «كليات القمة» لأنه وهمى، ويتجه إلى كلية علوم قسم بيولوجي، رغم أنه مؤهل لتقديم الطب البيطرى أو التمريض. يقول عمر: «أنا عارف إنى قادر أجيب فى بيطرى أو تمريض، بس أنا شايف نفسى فى مجال البحث العلمى، وحابب أبدأ من علوم وأكمل دراسات عليا فى الميكروبيولوجى». عمر ينتمى لأسرة تدعمه باستمرار وتؤمن له حق الاختيار، ولا يخشى نظرة المجتمع، بل يرى أن التميز الحقيقى لا يتحقق فى الطب ولا الهندسة، وإنما فى المكان الذى يشعر فيه الطالب بالشغف والدافع الداخلى. من جانبه، أكد د. كمال مغيث، الخبير بالمجلس القومى للبحوث التربوية، أن مفهوم «كليات القمة» لم يكن يومًا ثابتًا أو أبديًّا، بل ارتبط على مر العصور بعدد من الاعتبارات المتغيرة، فى مقدمتها مكانة الشهادة الجامعية نفسها، وقدرتها على منح حاملها امتيازات مجتمعية واقتصادية؛ فضلًا عن علاقتها بحركة المجتمع، وطبيعة القوة السياسية والاقتصادية الفاعلة فيه. وأوضح مغيث أن كلية الطب حافظت، إلى حد كبير، على مكانتها فى صدارة كليات القمة، نظرًا لما يتمتع به الأطباء من طلب دائم، ومهارات علمية ولغوية تفتح لهم مجالات العمل داخل مصر وخارجها، ناهيك عن أن دخولهم المادية تظل مرتفعة نسبيًا، رغم أوضاعهم الصعبة فى القطاع الحكومى. لكن هذه المكانة -بحسب مغيث- لم تكن حكرًا على كلية الطب عبر التاريخ؛ فقبل ثورة يوليو 1952، كانت كلية الحقوق تُعدّ الكلية الأرقى، حتى أنها لُقّبت ب«كلية العظماء»، بعدما تخرج فيها رموز سياسية من طراز سعد زغلول، ومصطفى النحاس، والنقراشى، ومحمد محمود، وغيرهم من رواد العمل الوطنى. فقد كانت المعرفة بالقانون شرطًا شبه لازم للوصول إلى المناصب القيادية فى مجتمع كان يخطو نحو الديمقراطية الدستورية. «الهندسة» تصدرت الستينيات وأضاف أن التغيرات السياسية والاجتماعية لعبت دورًا محوريًا فى إعادة رسم خريطة الكليات ذات الأولوية، ففى عهد ثورة يوليو، على سبيل المثال، تصدّرت الكليات العسكرية المشهد، ثم جاءت حقبة الستينيات، فصعدت كلية الهندسة إلى القمة فى ظل طموحات التنمية الكبرى ومشروعات البنية التحتية، مثل السد العالى. ويرى مغيث أن عصر التكنولوجيا والبرمجة يُعيد الآن تشكيل هرم الكليات، لتتجه أنظار المجتمع والطلاب نحو كليات الذكاء الاصطناعى، والاتصالات، وعلوم الحاسب، باعتبارها الأكثر ارتباطًا بسوق العمل ومتطلباته المعاصرة، خصوصًا فى ظل التصريحات الرسمية التى تؤكد أن مهنة البرمجة قد تدرّ دخلًا يتجاوز 50 ألف جنيه شهريًا. الأولوية ل«الذكاء الاصطناعى» وأشار إلى أن نماذج شبابية ناجحة مثل مطوّرى تطبيقات التوصيل الخاصة أصبحت رمزًا لهذا التحوّل، بعدما تمكن أصحابها من تحقيق أرباح كبيرة دون الحاجة إلى التوظيف التقليدى أو الهجرة. وأوضح مغيث أن كليات الذكاء الاصطناعى والبرمجة ستحظى هذا العام بأولوية واضحة فى المرحلة الأولى من التنسيق، وستتحول إلى كليات قمة فعلية، لما تتمتع به من ارتباط وثيق بمستقبل الاقتصاد وسوق العمل، سواء داخل مصر أو خارجها. تاريخ مكتب التنسيق وفيما يتعلق بتاريخ مكتب التنسيق، أوضح مغيث أن أول من طرح فكرته كان طه حسين حين تولى وزارة المعارف بين عامى 1950 و1952، وكان الهدف وقتها هو تنظيم القبول الجامعى بين ثلاث جامعات فقط هى فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا)، والملك فاروق (جامعة الإسكندرية)، وإبراهيم باشا (جامعة عين شمس). وأضاف أن إنشاء مكتب التنسيق جاء لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص، بحيث يصبح المعيار الوحيد للقبول هو المجموع النهائى للطالب، لكن هذا المبدأ بدأ فى التآكل تدريجيًا مع ظهور الجامعات الخاصة التى لم تعد تخضع لنفس قواعد التنسيق المركزى، مما خفّف الضغط عن الجامعات الحكومية لكنه خلق أيضًا تباينًا فى فرص الوصول إلى التعليم الجامعى الجيد. مستقبل واعد للتكنولوجيا ورغم ما تراه د. سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية، جامعة عين شمس، ترى أن اصطلاح «كليات القمة» لا يزال قائمًا ومؤثرًا فى الوجدان المصرى لاسيما فيما يتعلق بكليات الطب، إلا أنها تؤكد سير الكليات الحديثة المرتبطة بالذكاء الاصطناعى وعلوم الحاسب بخطى واثقة نحو الانضمام إلى قائمة القمة. نصيحة للشباب وتضيف أن التخصصات التكنولوجية الحديثة تمثل مستقبلًا واعدًا، إلا أن المجتمع لم يمنحها بعد «التتويج الرمزى» الذى تحظى به الكليات الكلاسيكية كالطب والهندسة، وهو تتويج لا يرتبط فقط بسوق العمل، بل بعوامل نفسية وثقافية متراكمة على مدى عقود. ومع ذلك، تؤكد أستاذ الاجتماع أن جوهر التميز لا يكمن فى اسم الكلية، وإنما فى قدرة الطالب نفسه على صناعة نجاحه، قائلة إن الطالب هو الذى يحدد موقعه من القمة أو القاع، من خلال اجتهاده ومثابرته، وليس اسم الكلية هو الذى يحدد مستقبله. وتوجّه حديثها إلى الشباب بعبارة مباشرة: «أنت من تصنع اسمك وكينونتك، لا الكلية»، مؤكدة أن قيمة الفرد تتشكل من داخله، لا من «اليافطة» المُعلّقة على باب كليته داخل أسوار الجامعة. 3 تحديات أمام الطلاب وفى سياق تحليل عملية التنسيق لدى الأبناء وأولياء الأمور، أوضح د. عاصم حجازى أستاذ علم النفس التربوى بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، أن أول ما يواجه الطالب عند اختيار التنسيق هو مجموعة من التحديات، على رأسها أنه لا يمتلك وعيًا كافيًا بقدراته. ولفت إلى أننا كثيرًا ما نقول للطالب: «اختر ما يناسب قدراتك»، دون أن نعرّفه أولًا على ما هى تلك القدرات، وهو نفسه لا يعرفها، وهذه أول مشكلة تواجهه.. وحذر حجازى من أن الطالب قد يقع فى فخ «اختر ما تحبه»، موضحًا أن الميول الشخصية قد تكون مضللة فى كثير من الأحيان.. وأشار إلى أن الطالب قد يصبح «فريسة» لاختيار غير موضوعى، سواء بتأثير الأهل أو الأقران، أو بسبب حب عاطفى غير مدروس لتخصص معين. كما شدد على أن هناك تحديًا ثالثًا يتمثل فى نقص المعلومات، فالطالب لا يمتلك معلومات كافية عن التخصصات والكليات، مما يجعله يختار بشكل عشوائى، مشيرًا إلى أن الطالب يصاب أحيانًا بصدمة بعد التحاقه بالكلية، حين لا يجد نفسه قادرًا على المذاكرة أو التفوق، أو حين يكتشف أن نمط الدراسة لا يناسبه. ونصح أستاذ علم النفس التربوى بأن يبدأ الطالب باطلاع هادئ وموضوعى على نتيجته، فيحلل المواد التى حصل فيها على درجات مرتفعة، ويتذكر أى المواد كانت مريحة وسهلة أثناء المذاكرة، موضحًا أن الطالب يمكنه بعد ذلك الربط بين هذه المواد والتخصصات الجامعية المرتبطة بها. استشارة الخبراء «ضرورة» كما شدد على أهمية أن يجمع الطالب معلومات كافية عن التخصصات المختلفة فى الكليات، سواء الكليات التكنولوجية أو الجامعات الحكومية، مضيفًا أنه من الضرورى أن يعرف ما يُدرّس داخل كل كلية، وطبيعة سوق العمل المرتبط بكل تخصص. وأكد أنه لا بد من استشارة الأهل والخبراء والمهنيين فى المجال الذى يفكر الطالب فى دراسته. كما لفت إلى أن الدراسة يجب أن تؤهل الطالب فعليًا لسوق العمل، وأن يعرف إن كان هذا التخصص يتيح له فرصة للعمل فى المكان الذى يتطلع إليه. وأوصى بتوجيه الطالب لاختيار ما يستطيع النجاح فيه، حتى لو لم يكن المجال الذى يحبه، فالحب وحده لا يضمن التفوق. وأوضح أن الطالب قد يحب تخصصًا معينًا لكنه لا يملك القدرة على النجاح فيه، ولذا يجب أن يختار ما يتناسب مع قدراته. وعن كليات القمة، أوضح أن التسمية لا تتعلق بالكليات ذاتها بقدر ما تتعلق بالمجموع، مشيرًا إلى أنها جاءت لأن الكليات التى تطلبها مجموعات مرتفعة هى التى يطلق عليها «كليات القمة». التجارة مرشحة للقمة! وأوضح أنه طبقًا لنظام التنسيق القائم على المجموع، فإذا أراد أغلب الطلاب الالتحاق بكلية التجارة مثلًا، ستصبح حينها كلية قمة، مؤكدًا أن هذا المفهوم قد تغير فى الفترة الأخيرة، وأصبحت هناك كليات أخرى صعدت بجانب كليات الطب والصيدلة، مثل كليات الذكاء الاصطناعى. وشدد حجازى على أن التغيير فى مفهوم «كليات القمة» قائم طالما بقى التنسيق مرتبطًا بالمجموع، مشيرًا إلى أن الكليات التى يفضلها الطلاب ستظل دائمًا مرشحة لأن تكون ضمن هذا التصنيف، وقد تخرج كليات منه وتدخل أخرى وفق تفضيلات كل دفعة. ولفت إلى أن بعض الكليات التى لم يعد يتم فيها التكليف قد تتراجع خارج تصنيف كليات القمة مستقبلًا. وأوضح أن القيمة ليست فى قمة واحدة، بل فى قمم متعددة، وأن القمة الحقيقية لكل طالب هى الكلية التى تناسب قدراته، مشددًا على أهمية تحرر الطالب من فكرة «الكليات الأفضل اجتماعيًا»، وأن يختار ما يناسبه شخصيًا، داعيًا الأسرة إلى الابتعاد تمامًا عن فرض تخصصات بعينها على الطالب. لا تمييز مع الإناث وحول مسألة تفضيل الذكور والإناث لكليات بعينها، أشار إلى أن هذه الفكرة كانت منتشرة قديمًا، لكنها قلت كثيرًا مؤخرًا، لافتًا إلى أن هناك كليات تتفوق فيها الإناث بطبيعتها مثل كليات اللغات، لكن هذا لا يمنع أن الذكور والإناث اليوم قادرون على التفوق فى جميع المجالات. التنسيق.. قرار مصيرى ومن جانبها، ترى د. هالة حماد، استشارى الطب النفسى للأطفال والمراهقين وزميل الكلية الملكية البريطانية للطب النفسي، أن اختيارات الطلاب بعد الثانوية العامة لا تُبنى فقط على المجموع، بل تمثل لحظة فارقة تجمع بين ما يريده الطالب فعلًا وما يسمح به الواقع. فهى لحظة لا تتعلق فقط بالدراسة، بل بتحديد ملامح الحياة كلها. وأوضحت أن الدراسة الجامعية تستغرق أربع سنوات، لكن المسيرة المهنية تمتد لعقود، ولذا فإن السؤال الأهم الذى يجب أن يطرحه الطالب على نفسه ليس «أين يمكننى الالتحاق؟» بل «أين أرى نفسى بعد عشر سنوات؟». وحذّرت من أن يقع الطالب فريسة لضغوط الأسر التى تتحدث عن «إهدار المجموع» أو «ضياع الفرصة»، معتبرة أن هذه العبارات تُربك القرار وتدفع الطالب نحو اختيارات لا تُشبهه، ولا تعبر عن قدراته أو طموحاته. ونوّهت إلى أن بعض الأسر لا تزال تنظر إلى كليات بعينها باعتبارها رمزًا للهيبة الاجتماعية، وتسعى أحيانًا لإلحاق أبنائها بها من باب الوجاهة أو استكمالًا لتقاليد عائلية، دون النظر إلى ما إذا كانت مناسبة لشخصية الطالب أو لا. وشددت على أن دور الأسرة يجب أن يقتصر على التوجيه والدعم، لا الإملاء والضغط، خاصة أن الأب أو الأم قادران، من خلال الملاحظة والمصارحة، على اكتشاف المهارات الحقيقية لدى أبنائهما ومساعدتهما على اتخاذ قرار يُشبههما فعلًا. وأكدت أن الفصل بين تخصصات الذكور والإناث فى اختيارات التنسيق أمر تجاوزه الزمن، فالأهم هو أن يمتلك الطالب أو الطالبة الاستعداد النفسى والمهنى لتلك الدراسة والمجال العملى المرتبط بها، لا أن تُحكم اختياراتهم بقوالب اجتماعية موروثة.