فى تحرك دبلوماسى يعكس عودة مصر القوية إلى الساحة الإفريقية، انطلقت جولة وزير الخارجية والهجرة د.بدر عبد العاطى، فى دول غرب أفريقيا «نيجيريا، بوركينافاسو، النيجر، مالي، السنغال»، فى رسالة واضحة بأن القاهرة عازمة على تعزيز شراكاتها الإفريقية، ليس فقط على المستوى السياسي، بل أيضًا فى المجالات التنموية والاستراتيجية، وكان الهدف تعزيز العلاقات الثنائية مع الدول الإفريقية الشقيقة، وتكثيف التشاور والتنسيق حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وأبرزها الأمن الإقليمي، ومكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل وغرب أفريقيا. والتقى الوزير خلال الجولة مع رؤساء الدول وكبار المسئولين بها بجانب أعضاء الجالية المصرية بهذه الدول، لمناقشة آفاق التعاون فى التجارة، والاستثمار، والتعليم، والطاقة المتجددة، والأمن الإقليمي، ودعم التواجد المصرى الفَعَّال فى القارة السمراء. وبالإضافة للتعاون الثنائي، تسعى مصر لتنسيق المواقف الإفريقية داخل المحافل الدولية، وتفعيل دورها كجسر يربط بين القارة الإفريقية والعالم العربى وأوروبا. وقد أتت هذه الجولة فى توقيت حساس تُواجه فيه القارة الإفريقية تحديات مُعقدة مثل الإرهاب، والتغير المناخي، والهجرة غير الشرعية، وهى ملفات ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمصالح الأمن القومى المصرى وأمن واستقرار المنطقة، ولذلك، شكلت الجولة جزءًا من استراتيجية مصرية شاملة لإعادة بناء النفوذ المصرى فى العمق الإفريقي، كما أن هذه الجولة ليست مجرد زيارات رسمية، بل تحمل فى طياتها رسائل سياسية واضحة، ومشروعات تعاون قابلة للتنفيذ، تعكس رغبة القاهرة فى بناء شراكة حقيقية تقوم على المصالح المتبادلة والتنمية المستدامة. أخيرًا.. مصر تعود إلى إفريقيا بثقة، مُدركة أن مستقبلها مرتبط بجذورها الإفريقية، وأن تعزيز التعاون جنوب-جنوب، هو مفتاح الأمن والازدهار المشترك بالمنطقة.