تروج فى الوادى الجديد أساطير فريدة، منها «واحة زرزورة» الأسطورية، التى توصف فى المخيلة الشعبية بأنها واحة غنية بالخيرات وتقع فى قلب الصحراء الغربية. فضلًا عن أساطير جبل الموتى الذى يضم مقابر تعود لمصر القديمة والعصرين اليونانى والرومانى. وتروج حكايات عن درب السندادية وحارة التراكوة من علامات مدينة الخارجة القديمة، حيث توجد أساطير حول منازلها القديمة وعادات أهلها. إذا سألت اللواء دكتور «محمد الزملوط»، محافظ الوادى الجديد، عن أساطير الوادى، لا يُحدثك عن ماضٍ تولى يتركه للحكائين، يصحبك فى سيارة عفية فى جولة فى مدينة الخارجة الذكية، يتحدث بشغف وحب عن الوادى وأهله الطيبين، تحس بأن المحافظ من مواليد الوادى الجديد، رغم انتسابه إلى قبيلة البياضية بمحافظة شمال سيناء، لكنه صار من شيوخ الوادى الطيب، حافظًا خريطة الوادى عن ظهر قلب، يسمع غيبًا الأصول والأعراق، ويحكى عن الناس الطيبة، يقص عليك من أحسن القصص. يتذكر كيف كان الوادى قصيًا منسيًا، حصرًا على قصص وروايات خيالية، تُحكى عن ناس لم ترها، وعن أرض لم تطأها، وعن وادى ساحر، يقال تسكنه الجن والملائكة. يتذكر جيدًا يوم زار الرئيس السيسى واحة «الفرافرة» من واحات الوادى الرحيب، وأطلق من هناك صيحة «مشروع الريف» مشروع المليون ونصف المليون فدان، المشروع القومى الذى شكل بشارة عصر جديد يدخله شباب الوادى الجديد جدًا. مشروع العمر، من مشاريع الجمهورية الجديدة، يهدف إلى إنشاء مجتمعات ريفية جديدة، وزيادة الرقعة الزراعية، وتوفير فرص عمل، وتحقيق الاكتفاء الذاتى من المحاصيل الرئيسية. زيارة السيد الرئيس فى مايو 2016 كانت محطة فاصلة فى تاريخ التنمية بالوادى الجديد، قبلها كان الوادى منسيًا، فصار على خارطة التنمية، وعشرة آلاف فدان مرحلة أولى فى الفرافرة. لسان الحال يلهج بالشكر، لفتة رئاسية موفقة، وترجمتها على الأرض مزارع القمح والتمور، ومصانع، وبنايات، وخدمات، الوادى يحتضن واحدة من مشروعات التنمية المستدامة التى تنقله من حال إلى حال، والحال مرسوم فى وجوه مغتبطة ترحب بك أينما حللت.. كرمهم زيادة. مشيناها خطى (وفد الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة المهندس عبد الصادق الشوربجى) بصحبة اللواء الزملوط، شغوف بما تحقق وما هو مخطط، يحدثنا عن الحال والأحوال، وكيف كان الوادى، وكيف أصبح الآن، لا تصدق أن هذه البنايات الذكية فى الخارجة التى تعيش على الطاقة الشمسية، الخارجة والداخلة وبقية الواحات الست التى تشكل خارطة الوادى الجديد، تحولت إلى واحات منتجة، مكتفية ذاتيًا، وتصدر أجود التمور، التمور فى الوادى لا مثيل لها مضرب الأمثال، ومطلوبة للتصدير.. إن تعدوا المشروعات وكلفتها بالمليارات، لا تحصوها، بلغت 120 مليار جنيه منها 9 مليارات لمبادرة «حياة كريمة» بقرى الفرافرة، التى غيّرت بدورها وجه الحياة بتلك القرى، كما شهدت المحافظة إنجازات كبيرة فى ملف الطرق، حيث تم إنشاء ورصف 3300 كيلو متر بتكلفة تجاوزت 51 مليار جنيه، وساهمت تلك الطرق فى ربط المحافظة بالوادى والدلتا ما ساعد على اختصار المسافات وتوفير الوقت والجهد، علاوة على زيادة الاستثمارات. وتمتد الطرق نموذجية تربط الواحات ببعضها، طرق تتهادى عليها باصات السياحة الصحراوية، مستقبل سياحة الصحراء فى الوادى الجديد، ومَن لم يزر الوادى الجديد لم يرَ وجه مصر الصحراوى البديع، كيف تُعبّد الصحراء، كيف ترسم مجتمعات بدوية حديثة ذكية، كيف تغيّر الحال، كيف تزرع الصحراء. طقس لطيف استنه اللواء الزملوط، كل زائر يزرع نخلة فى سياق مشروع المليونى نخلة، صارت خمسة ملايين نخلة، الوادى يرشح مصر منتجًا أول للتمور فى العالم. المستثمرون عرفوا الطريق للوادى، سبقهم السياح الذين يغتبطون بتضاريس الوادى، ويستريحون فى واحاته، ويمتعون النظر فى بيوته التراثية، ويدرسون عاداته وتقاليده، المستثمرون أمامهم «وادى بكر»، كنوز تحت الرمال، وفوق الهضاب، مزارع لا يحدها بصر، وبشر مفطرون على عشق الصحراء.