أثارت العملية الأخيرة التى تم ضبط عناصر إخوانية متطرفة فى بولاق الدكرور رفضت الاستسلام لقوات الأمن وتبادلت معهم إطلاق النار أثارت تلك العملية شجونًا كثيرة وهيجت جراحًا لا تزال تنزف فى تاريخنا الحديث. وربما مراجعة سريعة لبدايات التنظيمات المتطرفة فى مصر سوف تكشف لنا أن الإخوان الإرهابيين كانوا الأم الحاضنة التى ربت ورعت تلك التنظيمات المتطرفة قبل أن تنفصل هذه التنظيمات وترفع راية العداء للمجتمع. وفى السنوات الأخيرة تعرضت جماعة الإخوان إلى هزيمة ساحقة بعد أن تم اختبارهم فى إدارة الدولة التى أصابها عطب فى أيامهم فاختل حبل الأمن وتواصل انقطاع الكهرباء التى تدير مصالح العباد وشح الوقود فى المحطات حتى نشأت سوق سوداء لبيع الوقود حتى سقط بعض القتلى كل ذلك والإخوان عاجزون عن توفير المواد الأولية التى لا تقوم حياة الشعب بدونها، وذلك لأنهم يتقنون الوعد والإرشاد وتوجيه النقد الحاد للواقع، لكنهم حينما تولوا المسئولية اختفى شعارهم الخادع الإسلام هو الحل الذى كانوا يتباهون به، وتتابعت الأزمات حتى ضج الشعب وثار عليهم. وفى اعتقادى أن تلك المحنة قد كشفت مدى عجز هذا التنظيم عن إدارة مصالح الناس، ونظرًا لأن التنظيم يدير أموالًا ضخمة يستثمرها فى الخارج وأنه لن يقبل بالاستسلام بسهولة ولن يراجع نفسه، وإنما سوف يستخدم جزءًا من أمواله الهائلة فى الدفع بعناصر متطرفة لتعكير الأمن وبث الفوضى والذعر فى نفوس الناس، وذلك فى تقديرى ما نبهت له قيادات الأمن المصرى فأطبقت على رقبة الخلية المسلحة قبل أن تسعى تلك الخلية فى ممارسة إرهابها على المصريين. منذ نشأت جماعة الإخوان اعتمدت خطابًا تحريضيًا يقيم العداء بين اتباعهم وبين الواقع، وكان الهدف هو تغيير الواقع ولكن فى أى اتجاه يكون التغيير ذلك ما جعل جماعة الإخوان الإرهابية، «مأساة الحاضر ومشكلة المستقبل». تحية للقيادات الأمنية اليقظة التى وفرت لنا الحماية من عبث العابثين واستهتار المخربين.