يقف الوطن أمام لحظة فارقة.. و نحن على أعتاب استحقاق انتخابى جديد، يتمثل فى انتخابات مجلس الشيوخ الذى يعد أحد أعمدة البنيان الدستورى للدولة..وشريكا رئيسيا في صناعة القرار والتشريع. العملية انتخابية ليست مجرد إجراء روتينى..بل امتحان حقيقي لمدى وعى الشعوب، وإرادتهم في دعم استقرار الدولة وترسيخ أسس الجمهورية الجديدة. حاجز كحواجز سباقات الخيول..فإذا اجتزناه بنجاح، تقدمنا خطوة أخرى نحو وطن أكثر استقرارًا، وأكثر قدرة على التنمية والرخاء. مجلس الشيوخ..بمكانته وصلاحياته..يضطلع بدور حيوى في صياغة التشريعات ومراجعتها..ويثرى الحياة النيابية بما يملكه أعضاؤه من خبرات سياسية وقانونية وعلمية. وقد أثبت المجلس في فصله التشريعي المنقضي حضورا رقابيا وتشريعيا فاعلا أسهم فى دعم منظومة القوانين وتقييم السياسات العامة. من هنا، تبرز أهمية المشاركة الشعبية الواسعة في هذه الانتخابات..ليس فقط كحق دستورى ولكن كواجب وطنى. فصوتك اليوم هو مساهمة مباشرة في صناعة المستقبل..واختيارك لمن يمثلك يعكس وعيك بدور المؤسسات..وحاجتنا جميعا إلى برلمان قوي يعبر عن تطلعات الناس، ويدافع عن مصالحهم..ويشارك فى ضبط إيقاع الأداء الحكومى. كما أن هذه الانتخابات تمثل بروفة حقيقية للاستحقاق النيابي المقبل..انتخابات مجلس النواب وستكون ساحة لاختبار جاهزية الأحزاب السياسية وقدرتها على التنظيم والتواصل..وطرح الرؤى والبرامج..فالملعب مفتوح والهدف واضح..ومن ينجح اليوم يبرهن على كفاءته فى الغد. إن التنافس الحزبى في هذه اللحظة يصب بلا شك فى صالح الوطن..مادام يتم في إطار القانون..وبروح وطنية خالصة..هدفها خدمة الناس لا مجرد حصد المقاعد. وعلى المواطن أن يكون شريكا في هذا المشهد، لا متفرجا عليه. المشاركة في الانتخابات ليست فقط رسالة للدولة، بل هي أيضًا رسالة للعالم، بأن مصر ماضية في طريقها نحو الديمقراطية المستقرة، وبأن مؤسساتها تعمل بتكامل، و أهلها يملكون الوعي، ويعرفون حجم التحديات، ويؤمنون أن لا نهضة بلا مؤسسات قوية. شارك... لأنك تستحق وطنًا قويًا بمؤسساته، وعادلًا بقوانينه، ومستقرًا بمشاركة أبنائه.