أكد التلفزيون السوري، أنه لا صحة للأنباء المتداولة بشأن محاصرة الأمن الداخلي مدينة السويداء، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في خبر عاجل. اقرأ أيضا| وزير الخارجية الإيراني: طهران ستدافع عن حقوقها النووية وفي حديث سابق بدأت العائلات المحتجزة فى مدينة السويداء جنوب غربى سوريا بالخروج من المدينة، بعد جهود وساطة بذلتها الحكومة لوقف التصعيد. وفى وقت سابق من ليلة أمس، دخلت حافلات تتبع للحكومة السورية إلى مدينة السويداء لإجلاء 1500 شخص من عشائر البدو وسط انتشار ميدانى واسع لقوى الأمن الداخلي، التى عملت على تأمين المنطقة وضمان سلامة المدنيين. وأعلن قائد الأمن الداخلى فى محافظة السويداء العميد أحمد الدالاتى عن التوصّل إلى اتفاق يقضى بإخراج جميع المدنيين الراغبين فى مغادرة المحافظة بسبب الظروف الراهنة، إلى حين تأمينهم وضمان عودتهم الآمنة إلى ديارهم. وكانت الرئاسة السورية قد أعلنت صباح السبت الماضى عن وقف إطلاق النار فى السويداء بين العشائر السورية والفصائل الدرزية، وطالبت كافة الأطراف بالالتزام بتنفيذ الاتفاق تحت طائلة المساءلة. من جانبه، أشار المرصد السورى لحقوق الإنسان إلى ارتفاع حصيلة القتلى جراء أعمال العنف التى اندلعت الأسبوع الماضى فى محافظة السويداء إلى 1120 قتيلا. وأحصى المرصد سقوط 427 مقاتلا و298 مدنيا من الدروز، بينهم 194 «أُعدموا ميدانيا برصاص عناصر من وزارتى الدفاع والداخلية». فى المقابل، قتل 354 من عناصر وزارة الدفاع وجهاز الأمن العام، وفق المرصد، إضافة إلى 21 من أبناء العشائر، ثلاثة منهم مدنيون «أعدموا ميدانيا على يد المسلحين الدروز». كما أفاد المرصد أن الغارات التى شنتها إسرائيل خلال التصعيد، أسفرت عن مقتل 15 عنصرا من القوات الحكومية. ولا تزال الجثث تملأ مشرحة المستشفى المركزى فى السويداء وبعض غرفه، بينما يعمل الطاقم الطبى المنهك بين جثث موزعة فى المكان، بعضها مكشوف. ومع سقوط مئات القتلى، شكلت مواجهات السويداء اختبارا صعبا للرئيس السورى فى المرحلة الانتقالية أحمد الشرع. كما استغلت إسرائيل تلك الأحداث وشنت غارات جوية الأسبوع الماضى معلنة دعمها للدروز. واستمرت الاشتباكات يوم السبت رغم دعوة لوقف إطلاق النار. وقالت هيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) أمس الأول إن إسرائيل أرسلت مساعدات طبية عاجلة إلى الدروز فى السويداء فى خطوة جاءت بالتنسيق مع كل من واشنطن ودمشق. وتأتى المساعدات الإسرائيلية بعد ساعات من رفض زعيم الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجرى دخول مساعدات مماثلة رافقها وفد حكومى سوري، وفق ما أعلنه وزير الصحة السورى مصعب العلي. وأكد المكتب الإعلامى لوزارة الصحة السورية أن الهجرى سمح فقط بدخول مساعدات الهلال الأحمر العربى السورى بينما تعود القوافل التى وصلت برفقة الوفد الحكومى لدمشق. فى غضون ذلك، تلقت الرئاسة السورية التقرير النهائى الذى أعدته لجنة تقصى الحقائق المكلفة بالتحقيق فى أحداث العنف التى استهدفت أبناء الطائفة العلوية فى منطقة الساحل خلال شهر مارس، مؤكدة التزامها باتخاذ إجراءات تهدف إلى «منع تكرار الانتهاكات»، وكانت منطقة الساحل ذات الأغلبية العلوية قد عاشت ابتداء من السادس من مارس ولمدة ثلاثة أيام، موجة من أعمال العنف ذات خلفية طائفية. وقد حملت السلطات مسئولية تأجيج هذه الهجمات الدامية لمسلحين موالين للرئيس المخلوع بشار الأسد، الأمر الذى أسفر عن سقوط عشرات القتلى فى صفوفهم. أعقب ذلك إرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة؛ حيث أشار المرصد السورى لحقوق الإنسان إلى أن القوات الحكومية والمجموعات الرديفة ارتكبت مجازر وعمليات «إعدام ميدانية»، مما أدى إلى سقوط نحو 1700 مدني، معظمهم من الأقلية العلوية التى تنتمى إليها عائلة الأسد.