توصلت دراسة علمية حديثة إلى أن معالجة فقدان السمع مبكرًا، والحفاظ على العلاقات الاجتماعية، يمكن أن يؤخرا تطور الخرف في مراحل لاحقة من العمر. وتشير التقديرات إلى أن نحو 40% من حالات الخرف قد تكون قابلة للوقاية إذا تم التعامل مع بعض عوامل الخطر الرئيسية في وقت مبكر، مثل فقدان البصر، الاكتئاب، وقلة النشاط البدني. وفي هذا السياق، كشف باحثون سويسريون من جامعة جنيف عن رابط قوي بين تدهور السمع والشعور بالوحدة، وتأثيرهما المباشر على القدرات المعرفية، وذلك من خلال دراسة طويلة الأمد شملت أكثر من 30,000 شخص بالغ. نشرت نتائج الدراسة في مجلة Communications Psychology، حيث حلل الباحثون بيانات 33,741 بالغًا ممن تجاوزوا سن الخمسين، وكانوا جزءًا من الدراسة الأوروبية حول الصحة والتقدم في العمر والتقاعد (SHARE)، وذلك على مدار 17 عامًا. وأظهرت النتائج أن كبار السن الذين أفادوا بأنهم يشعرون بالوحدة، حتى وإن لم يكونوا معزولين اجتماعيًا، شهدوا تدهورًا معرفيًا أسرع مع تفاقم مشكلات السمع، مقارنةً بمن يتمتعون بعلاقات اجتماعية نشطة. اقرأ ايضا|خبير يكشف أولى علامات نوع نادر من الخرف يصيب الأشخاص في الثلاثينيات كما أن الأشخاص الذين كانوا معزولين اجتماعيًا ويعانون من الوحدة في الوقت ذاته أظهروا أداءً أضعف باستمرار في المهام المعرفية مثل استرجاع المعلومات والطلاقة اللفظية. ويرجع الباحثون ذلك إلى أن الأشخاص الذين يتفاعلون اجتماعيًا يستخدمون ذاكرتهم بشكل أكثر نشاطًا، مما يحفّز العمليات المعرفية ويحافظ عليها لفترة أطول. العبء النفسي لفقدان السمع يزيد من خطر الخرف وأشارت الدراسة أيضًا إلى أن الوحدة تجعل فقدان السمع أكثر إزعاجًا من الناحية النفسية، ما قد يُسرّع التدهور في وظائف الدماغ. ويُعزز ذلك النظرية التي تقول إن كلًا من العزلة الاجتماعية الموضوعية والشعور الذاتي بالوحدة لهما دور كبير في خطر الإصابة بالخرف. توصيات لتقليل خطر الإصابة بالخرف في ضوء هذه النتائج، أوصى الباحثون بتدخلات عاجلة وشاملة للحد من انتشار الخرف، منها: توفير أجهزة السمع لجميع من يحتاجونها. تقليل التعرض للضوضاء الضارة. تعزيز برامج الفحص المبكر وعلاج ارتفاع الكوليسترول لدى من تجاوزوا الأربعين. دعم العلاقات الاجتماعية لكبار السن. وقد نُشرت هذه التوصيات ضمن تقرير شامل في مجلة The Lancet الطبية، مما يعزز الأمل بإمكانية الوقاية من الزهايمر، أكثر أشكال الخرف شيوعًا. يصيب مرض الزهايمر نحو 982,000 شخص في المملكة المتحدة وحدها، وينتج عن تراكم بروتينات الأميلويد وتاو في الدماغ، مما يؤدي إلى تكوّن لويحات وتشابكات تعيق التواصل العصبي. بمرور الوقت، يعجز الدماغ عن التعامل مع هذه التلفيات، وتبدأ أعراض الخرف بالظهور تدريجيًا. من أبرز أعراض الخرف المبكرة: صعوبة في الذاكرة، ومشكلات في التفكير واللغة، والتي تتفاقم مع مرور الوقت. وتشير تحليلات مؤسسة Alzheimer's Research UK إلى أن مرض الخرف كان السبب الرئيسي للوفاة في المملكة المتحدة عام 2022، حيث أودى بحياة 74,261 شخصًا، مقارنةً ب 69,178 في عام 2021.