إعترفت جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل فى أكتوبر 73 بكتابها «حياتى»، الذى ترجم إلى «اعترافات جولدا مائير»، بأنه من الصعوبة على نفسها أن تكتب عن حرب «يوم كيبور»، فقد كانت كارثة ساحقة وكابوساً عاشته بنفسها، وسيظل معها باقيًا على الدوام. وأضافت فى اعترافاتها أن الأمر لم يقتصرعلى أنهم لم يتلقوا إنذارات فى الوقت المناسب، ولكن كانوا يحاربون فى جبهتين بوقت واحد، ويقاتلون أعداء كانوا يعدون أنفسهم للهجوم من سنين، وكان التفوق على الإسرائيليين ساحقًا من الناحية العددية من أسلحة ودبابات وطائرات و رجال.. وقالت: كنا نقاسى من انهيار نفسى عميق، ولم تكن الصدمة فى الطريقة التى بدأت بها الحرب فقط، ولكن فى أن معظم تقديراتنا الأساسية ثبت خطؤها. وفى كتابه «البحث عن الذات»، كتب الرئيس الراحل أنور السادات بطل الحرب والسلام، أنه فى الساعة الثانية من بعد ظهر السادس من اكتوبر، وصل الخبر بأن 222 طائرة نفاثة من طائراتنا عبرت قناة السويس، وانتهت من ضربتها الأولى فى 20 دقيقة، وأن الضربة نجحت نجاحاً كاملاً ومذهلاً، وحققت نتائج فاقت 90% بخسائر أقل من 2%، وأن سلاح الطيران المصرى استعاد كل ما فقدناه فى حربى 56 و67، ومهد الطريق أمام قواتنا المسلحة لتحقيق النصرالذى أعاد لها ولشعبنا ولأمتنا العربية الثقة فى نفسها.. لقد حاربنا ونحارب من أجل السلام القائم على العدل.. لم نحارب لكى نعتدى على أرض غيرنا، بل لنحرر أرضنا المحتلة، ولإيجاد السبل لاستعادة الحقوق المشروعة لشعب فلسطين، فلسنا مغامرى حرب، وإنما نحن طلاب سلام. وتساءل الصحفى الفرنسى»جان كلود جيبوه»، فى كتابه «الأيام المؤلفة فى إسرائيل»: هل كان الرئيس أنور السادات يتصور وهو يطلق فى 6 أكتوبر دباباته وجنوده لعبور قناة السويس، أنه أطلق قوة عاتية رهيبة من شأنها أن تغير هذا العالم؟.. كل شيء من أوروبا إلى أمريكا، ومن أسيا إلى إفريقيا، لم يبق على حالته، فهذا الانقلاب المروع أتخذ فى إسرائيل شكل الزلزال المدمر.. وكانت «حرب أكتوبر» قاسية فى ميادين القتال، وأشد دماراً على الناس فى تل أبيب، بعد أن شهدوا مصرع حلم كبير تهاوى، ورأوا بعد ذلك صورة إسرائيل وهى تزول.. وللحديث بقية.