أعلن العلماء أن اليوم «الثلاثاء» الموافق 22 يوليو، قد يكون أقصر يوم في التاريخ، ويرجع ذلك إلى أن دوران الأرض استمر في اكتساب السرعة، ومن المتوقع أن تدور بشكل أسرع مما كانت عليه في 9 يوليو، عندما شهد كل شخص على متن المحطة يومًا أقصر ب 1.3 ميلي ثانية من المعتاد. وكشفت بيانات الساعة الذرية منذ ذلك الحين أن اليوم التالي كان أقصر ب 1.36 ميلي ثانية من المعتاد، حيث بدا أن الأرض تدور بشكل أسرع. سرعة دوران الأرض ليست ثابتة في الماضي البعيد، كان اليوم أقصر بكثير من ال 24 ساعة - أو 86400 ثانية - التي اعتدنا عليها الآن، ووفقًا لدراسة أجريت عام 2023، كان اليوم على الأرض حوالي 19 ساعة لجزء كبير من تاريخ الأرض المبكر، وذلك بسبب التوازن بين المد والجزر في الغلاف الجوي الشمسي والمد والجزر المحيطي القمري، ومع ذلك، بمرور الوقت، أصبح اليوم على الأرض أطول باستمرار، وكان السبب الرئيسي هو احتكاك المد والجزر من القمر، مما تسبب في ابتعاده تدريجيًا عن الأرض، ومع ابتعاده، يستنزف القمر طاقة دوران الأرض، مما يتسبب في إبطاء دوران الأرض وإطالة الأيام. أقصر يوم منذ بدء تسجيل الأزمنة (مع اختراع الساعة الذرية) عام 1973 وحتى عام 2020، كان أقصر يوم مُسجل على الإطلاق أقل من 24 ساعة ب 1.05 ميلي ثانية، وفقًا لموقع «Timeanddate» ولكن منذ عام 2020، حطمت الأرض أرقامها القياسية في السرعة مرارًا وتكرارًا، وقد سُجِل أقصر يوم على الإطلاق في 5 يوليو 2024، عندما اكتمل دوران الأرض أسرع من المعتاد ب 1.66 ميلي ثانية . بحلول عام 2025، توقع العلماء أن تكون أيام 9 يوليو و22 يوليو و5 أغسطس أقصر أيام السنة، ومع ذلك، تشير بيانات جديدة إلى أن 10 يوليو كان الأقصر حتى الآن في عام 2025، حيث بلغ أقصر يوم 1.36 ميلي ثانية من 24 ساعة، واليوم الموافق 22 يوليو، من المتوقع أن تُكمل الأرض دورانها قبل موعدها ب 1.34 ميلي ثانية، مما يجعلها قريبة من ذلك، إذا صحت التوقعات الحالية، فسيكون يوم 5 أغسطس أقصر بحوالي 1.25 ميلي ثانية من المعتاد. أسرار غامضة في حين أن هناك دلائل على أن التسارع قد يتراجع، ويبدو أن معدل تناقص طول النهار يتباطأ، ولكن السبب الكامن وراء التغيرات الدورانية الأخيرة لا يزال غامضًا، ولكن هناك دراسة أُجريت عام 2024 أشرات إلى أن ذوبان الجليد القطبي وارتفاع منسوب مياه البحر قد يؤثران على دوران الأرض، ومع ذلك، فبدلاً من أن يُسبب هذا التسارع، قد يُخفف إعادة توزيع الكتلة هذا من حدته. إضافة إلى أن السبب الأكثر ترجيحًا فهو تباطؤ نواة الأرض السائلة، والذي قد يُعيد توزيع الزخم الزاوي بطريقة تُسرّع دوران الوشاح والقشرة قليلاً. شذوذ مؤقت في اتجاه الكوكب قال «ليونيد زوتوف»، الخبير الرائد في مجال دوران الأرض بجامعة موسكو الحكومية، بأن سبب هذا التسارع لم يُفسر، ويعتقد معظم العلماء أنه ناتج عن شيء ما داخل الأرض، أما نماذج المحيطات والغلاف الجوي فلا تُفسِر هذا التسارع الهائل. كما يتوقع زوتوف أن دوران الأرض قد يتباطأ مجددًا قريبًا، وإذا كان محقًا، فقد يكون هذا التسارع المفاجئ مجرد شذوذ مؤقت في اتجاه الكوكب طويل الأمد نحو تباطؤ دورانه وطول أيامه، حسب ما جاء بموقع «space».