زمان كان التاجر يبيع ويشترى بالكلمة وكانت كل الوعود والعهود تتم وتعقد بالكلمة فالكلمة كانت شرف الرجل وعرضه ولا يستطيع الرجوع فيها ابدا مهما كانت التضحيات ومهما كان الثمن.. اما الان وفى عصر الحوارات وبعد اختلاط فكره واقتران الحرام بالفهلوة او الشطارة فلم يعد لهذه الكلمة معنى او وجود فى حياتنا الا مَن رحم ربى؛ ولذلك فما كان يفعلة آباؤنا وأجدادنا أمس لم يعد صالحا للتطبيق الا مع اقل القليل من البشر ولان الماديات قد طغت على الحياة وتحسبا لتغيير اخلاق بعض البشر فعلينا بكتابة وتوثيق أى معاملات بما فى ذلك عقود الزواج بما يضمن حقوق الفتاة.. ورغم انه ما زال عند بعض العائلات من يرفض ذلك ويقول لقد ائتمنته على ابنتى التى هى عرضى فكيف لا أئتمنه على ما اشترته من اموال؟! . حديثى هذا بمناسبة أن زارتنى بمكتبى سيدة فى أواخر العقد الثالث من عمرها وقد طلقها زوجها بعد عشر سنوات من الزواج انجبا خلالها بنتين ولكنه تزوج بأخرى وطردها من شقتها هى وبناتها وعاش مع زوجته الثانية على منقولات الزوجة الأولى وكل ما اشتراه لها والدها رحمه الله وهى حاليا تجرى بين اروقة المحاكم للمطالبة بحقوقها وحقوق بناتها وعندما سألتها عن قائمة المنقولات الزوجية التى وقع عليها الزوج انهارت باكية وقالت: والدى رحمة الله عليه رفض ذلك بشدة قائلا: (ابنتى اغلى من كل ذلك وانا موجود والزوج اعطانى كلمة شرف بالمحافظة عليك وسيضعك فى عينيه). شكرا ايها الأب رحمة الله عليك وغفر لك لقد اضعت ابنتك وحقوقها ولم يتبق لها الا نفقة هزيلة لا تسمن ولا تغنى من جوع. أيها الآباء لا مانع من الود والتراحم والتساهل فى الامور الصغيرة ولكن بما لا يتعارض مع حقوق ابنتك ولا تشترِ رجلا على حسابها فقد يبيعها يوما ما ولا تجدك فى الحياة.