أودعت محكمة جنح مستأنف أكتوبر حيثيات حكمها القاضي ببراءة المخرج محمد سامي على خلفية اتهامه بسب وقذف الفنانة عفاف شعيب ، خلال ظهوره بأحد البرامج التليفزيونية. عدم توافر أركان الجريمة قالت المحكمة في حيثيات حكمها القاضي ببراءة محمد سامي ، إنه بالاطلاع على أوراق الدعوى وما حوته من مستندات، ومع الوقوف على كافة ظروف وملابسات الواقعة محل الاتهام، واستناداً إلى السلطة التقديرية للمحكمة في وزن الأدلة وتقدير قوتها، فقد وازنت المحكمة بين أدلة الإثبات والنفي، وما أبدي من دفوع ودفاع، وانتهت عن يقين واطمئنان وجدانها إلى عدم ارتكاب المتهم محمد سامي للواقعة؛ لعدم توافر أركان الجريمة في حقه. اقرأ أيضا| تفاصيل ضبط البلوجر هدير عبد الرازق في التجمع تابعت المحكمة في حيثيات حكمها ببراءة محمد سامي ، «إذ أحيل المتهم للمحاكمة الجنائية على خلفية اتهامه بجريمة القذف في حق الفنانة عفاف شعيب ، استناداً إلى ما ورد بعريضة المجني عليها، وما قرره وكيلها بالتحقيقات من أن المتهم وجه إليها عبارات مهينة خلال ظهوره ببرنامج «أسرار» على قناة النهار، في الحلقة المذاعة بتاريخ 14 مارس 2024 ، ومنها: «كل اللي اتكلمت فيه كذب في كذب»..«عيب لما أرد عليكي» ، «هي ما راحتش المستشفى»، «ست كدابة». انتفاء القصد الجنائي إلا أن المحكمة، وبسلطتها في استظهار القصد الجنائي في جرائم القذف من ظروف وملابسات الواقعة، دون رقابة عليها ما دام استنتاجها لا يتعارض مع العقل والمنطق، ارتأت انتفاء القصد الجنائي في تلك الواقعة. حديث المتهم لم يتضمن أي عبارات من شأنها احتقار المجني عليها أكدت المحكمة أن العبارات محل الاتهام جاءت في سياق الرد على اتهامات سابقة وجهت إلى المتهم من المجني عليها في حلقة سابقة من البرنامج ذاته، حيث كانت ضيفة فيه، ولم يتضمن حديث المتهم أي عبارات من شأنها احتقار المجني عليها أو الحط من قدرها أمام الرأي العام، بل اقتصر حديثه على عرض موقفه وتوضيحه للرأي العام من خلال رواية ما جرى من وقائع. حديثه كان في إطار الدفاع عن نفسه أضافت الحيثيات: «كما تبين للمحكمة من مراجعتها للفيديو المقدم من وكيل المجني عليها، أن المتهم محمد سامي لم يوجه إليها عبارة «ست كذابة» بشكل مباشر، وإنما كان رده على مقدمة البرنامج قائلاً: «عفاف شعيب ست كبيرة، وأبقى راجل قليل الأدب لو أنا اتجاوزت مع ست كبيرة، واللي قالته عليا كذب ومحصلش»، وهو ما يؤكد أن حديثه كان في إطار الدفاع عن نفسه، وليس بقصد التشهير أو الإهانة. القصد من العبارات لم يكن الإساءة أو النيل من المجني عليها وترى المحكمة، أن هذه العبارات جاءت في إطار الدفاع عن مصلحة خاصة، وأن القصد منها لم يكن الإساءة أو النيل من المجني عليها، وإنما الرد على ما بدر منها في مناسبة سابقة، وأنه قد حرص أثناء حديثه على تأكيد احترامه لها، وبناءً عليه، فإن القصد الجنائي، كركن من أركان جريمة القذف، غير متوافر في حق المتهم، وهو ما ترتب عليه انتفاء الجريمة. براءة محمد سامي لذلك، فإن المحكمة تقضي بإلغاء الحكم المستأنف، وبراءة المتهم محمد سامي ، عملًا بنص المادة 304/1 من قانون الإجراءات الجنائية، وذلك على النحو المبين بالمنطوق.