اختتمت لجنة تحكيم المسار الدولي في مهرجان ليالي المسرح الحر الدولي أعمالها بإعلان نتائج الدورة العشرين، بعد أيام من المشاهدة والتقييم الدقيق للعروض المشاركة، والتي توزعت بين تجارب مسرحية من الأردن، وسلطنة عُمان، والمغرب، وتونس، وسوريا. تكونت لجنة تحكيم المسار الدولي من نخبة من المسرحيين العرب والدوليين، حيث ترأسها الكاتب الأردني هزاع البراري، وضمت في عضويتها الفنان السوري تيسير إدريس، والفنانة الفلسطينية عرين عمري، ود. سهى سالم من العراق، إلى جانب الأكاديمي الإيطالي سلفادور بيتونتي، هذه اللجنة اجتمعت عقب كل عرض لتفكيك عناصره وقراءته نقديا، محافظة على احترامها لكل تجربة، ومؤمنة بأن الإبداع لا تحده قوالب جاهزة، بل يتطلب وعيا جماليا متجددا. وأشادت اللجنة بالمستوى التنظيمي الذي حافظ عليه المهرجان رغم الظروف الصعبة في المنطقة، مؤكدة أن هذه المنصات تبقى المتنفس الحقيقي للمسرحيين ومساحة حرة للتعبير والتبادل الثقافي. وسجلت اللجنة ملاحظة حول أهمية استحداث جائزة للنص المسرحي مستقبلا، لما يشكله النص من ركيزة أساسية في العملية المسرحية، كما لفتت النظر إلى ضرورة العناية بلغة الأداء على الخشبة، خاصة فيما يتعلق باستخدام اللهجات المحلية، تجنبا لانقطاع التواصل مع الجمهور. وفي الجوائز، جاء الحصاد متنوعًا ومعبّرًا عن التفاوت في الرؤى الفنية، فنالت مسرحية "العاصفة" من سلطنة عمان جائزة لجنة التحكيم الخاصة، لما قدمته من معالجة فنية مميزة. أما جائزة أفضل ممثلة، المكرسة باسم الفنانة الراحلة رناد ثلجي، فقد ذهبت إلى الممثلة المغربية قدس جندول عن أدائها في مسرحية "جدار الضوء نفسه أغمق"، بينما حاز السوري حسام الشاه جائزة أفضل ممثل، التي تحمل اسم الفنان ياسر المصري، عن دوره في مسرحية "970 × 970". العمل التونسي "لاموضى" للمخرج الطاهر بن العربي، كان صاحب الحصة الأكبر، إذ فاز بجائزتي أفضل سينوغرافيا وأفضل إخراج، كما حصد الجائزة الذهبية لأفضل عرض مسرحي متكامل، ليؤكد حضوره الفني الاستثنائي في هذه الدورة، أما المسرحية الأردنية "حمام الهنا"، فقد نالت الجائزة البرونزية لأفضل عرض متكامل، فيما ذهبت الفضية إلى المسرحية المغربية "جدار الضوء نفسه أغمق". أما على صعيد المسار المحلي، فقد تميزت بعض الأسماء بأدائها اللافت، حيث منحت اللجنة شهادة تميز للفنان كامل الشاويش عن أدائه في "أنا والعذاب وهواك"، وأخرى للفنان عبدالله خليل عن مشاركته في "محاولة إخراج ممثلين حمقى"، أما جائزة أفضل ممثلة، فذهبت إلى نور أبو سماقة عن دورها في "أوار خامدة"، بينما تقاسم جائزة أفضل ممثل كل من عمر الضمور عن "أوار خامدة" ومعتصم السميرات عن "محاولة إخراج ممثلين حمقى". وحصل يزن عيد على جائزة أفضل سينوغرافيا عن عمله في "أوار خامد"، فيما توج المخرج راكان الشوابكة بجائزة أفضل إخراج عن "أنا والعذاب وهواك"، التي فازت أيضًا بجائزة أفضل عرض مسرحي متكامل فضية. وكانت جائزة لجنة التحكيم الخاصة في هذا المسار من نصيب مسرحية "حزينة وما زالت مرعبة"، والتي نوهت اللجنة بأداءها الجماعي تحت إخراج حمزة أبو الغنم، أما الجائزة الذهبية لأفضل عرض مسرحي متكامل فحصدتها "العميان" للمخرجة ديانا باكو، التي خطفت الأنظار بتجربتها البصرية. وشهد الختام حفل غنائي لفرقة الرواد أمانة عمان الكبرى في أجواء حماسية, تلاها حفل توزيع الجوائز والتكريم.