هكذا دبت روح الشباب فى الرئيس ترامب وهو يتوسط منصة المباراة النهائية لكأس العالم للأندية بجوار إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم، ولعل وجود ترامب الذى يتعاطى إكسير الشباب من خلال قيادته للقوة العظمى لم يكن هدفه فقط حضور هذا النهائى على أرض أمريكية أو المشاركة فى تقديم الكأس للفائز، بل كانت الكاميرا هدفه الأول وهى ترصد حركاته وسكناته وإعلانه غير المباشر عن رغبته الملحة فى حمل الجائزة المرموقة جائزة نوبل للسلام التى يبدو أنه يعمل على الحصول عليها من خلال تمثيليات بإثارة نزاعات مسلحة، وليس بعيدا ما جرى بين الهند وباكستان وتطور النزاع بينهما إلى نزاع مسلح تدخل بسلامته وأجبر الطرفين على وقف الحرب، ليبدو صانعا للسلام. ونفس الأمر فى الصراع الروسى الأوكرانى تبدو قواعد اللعبة بعد ما حققه الروس من هزيمة للأوكران وتوغل فى أراضيهم رغم الدعم الأمريكى الغربى بالمدد والمال وأحدث الأسلحة. وتتكرر اللعبة بإشعال المواجهة ثم التدخل العسكرى لتدمير قوى إيران النووية، ثم فرض وقف الحرب بين إيران وإسرائيل بعد اثنى عشر يوما من المواجهة الصعبة على إسرائيل، وليحسم وقف الحرب بصمة ترامب. وتدور رحى التمثيليات الغربية فى ساحة أخرى وهو يغرد ويصرح بأن سد النهضة يمثل مجالا للصراع بين إثيوبيا ومصر وأنه يعلم أن أمريكا هى من مولت بناء هذا السد الذى يحارب المصريين فى نصيبهم من المياه التى يعتمدون عليها فى حياتهم، ويعترف أن تمويل أمريكا للسد كان عملا غبيا، وأنه بصدد تسوية الخلاف بين مصر وإثيوبيا! ليكون صاحب نوبل ويحقق فى ذات الوقت واقع «شرق أوسط جديد» تتغير فيه الخرائط. هكذا تتجسد آماله فى نيل الجائزة المرموقة التى بدأت منذ قرن وربع القرن تقريبا. وكانت وصية ألفريد نوبل، صاحب اقتراح الجائزة، أن تخصص لمن يسهم أكثر من غيره فى تقريب الشعوب، أو الحد من قتال الجيوش، والداعم لنشر السلام، وهو ما ورد فى الوثيقة الأصلية؛ فهل تنطبق شروطها على اليانكى الأمريكى مشعل الحرائق فى الباطن ومطفئها فى الظاهر وبين الحالتين تنطوى أهداف أمريكا وإسرائيل الخفية؟