القانون يحدد ضوابط لمحو الجزاءات التأديبية للموظف.. تعرف عليها    حذر من عودة مرتقبة .. إعلام السيسي يحمل "الإخوان" نتائج فشله بحملة ممنهجة!    إعلام فلسطيني: الاحتلال يشن غارات جوية على مدينة رفح جنوب قطاع غزة    شعبة السيارات تدعو لإعادة التفكير في تطبيق قرار إجبار نقل المعارض    واشنطن بوست: أوروبا تسعى جاهدة للبقاء على وفاق بينما تُقرر أمريكا وروسيا مصير أوكرانيا    تصاعد التوتر بين واشنطن وبيونغ يانغ وسط المناورات المشتركة    كاشفا المتسبب في الأزمة، هاني أبو ريدة يبرئ حسام حسن من إهانة مصطفى محمد    هل يُسحب لقب دوري الأبطال من بيراميدز بسبب رمضان صبحي.. خبير لوائح يوضح    قمة نارية بالرباط.. الأهلي يصطدم بالجيش الملكي اليوم في ربع نهائي دوري الأبطال    أشرف زكي: النقابة فقيرة ماليًا وغنية بالقيمة.. رسالتنا حل مشاكل الفنانين    في ختام الدورة 18 لملتقى الاقصر الدولي للتصوير| الأقصر.. «متحف مفتوح» يُلهم العالم    ستيف بركات يقدم جولة "Néoréalité" العالمية على مسرح دار الأوبرا المصرية    دار الإفتاء توضح حكم إخراج الزكاة للأقارب.. اعرف قالت إيه    رئيس التصنيع بالصيادلة: استهلاك مصر من بنج الأسنان يصل إلى 600 ألف عبوة سنويًا    معهد باستور الفرنسي يحذر من جائحة خطرة تهدد العالم أسوأ من كورونا    رئيس شعبة الدواجن: سعر الكيلو في المزرعة بلغ 57 جنيهاً    طولان: ثقتي كبيرة في اللاعبين خلال كأس العرب.. والجماهير سيكون لها دورا مع منتخبنا    سيناريست "كارثة طبيعية" يثير الوعي بمشكلة المسلسل في تعليق    جمعهما الحب والعلم.. زوجان يحصلان على الماجستير فى نفس اليوم ب«إعلام قنا»    هاني أبو ريدة: لا توجد علاقة بين جهاز حسام حسن وطولان.. ولن أعيد تجربة هؤلاء المدربون    الدوري الأوروبي - أستون فيلا يقتحم منطقة الصدارة.. والمغربي يقود روما للفوز    لحظة مقتل شابين فلسطينيين على يد جنود الاحتلال في الضفة رغم استسلامهما (فيديو)    رد المستشار الألماني على الخارجية الأمريكية بشأن الهجرة    مادورو: مناورات عسكرية شاملة في فنزويلا.. والتهديدات الموجهة لنا بلا أساس    متحدث مجلس الوزراء: مدارس التكنولوجيا التطبيقية تركز على القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية    بين الإبهار الصيني والمشهد الساخر الإيراني... إلى أين تتجه صناعة الروبوتات مؤخرًا؟    رام الله.. إسرائيل تفرج عن طفل أمريكي بعد 9 أشهر من اعتقاله    باختصار..أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. ذعر فى شوارع إسرائيل بعد بث شاشات محطات حافلات صوت أبو عبيدة.. بابا الفاتيكان يحذّر من حرب عالمية ثالثة.. وماكرون يفتح باب التجنيد الطوعى للشباب    السنغال تؤكد استقبال الرئيس المنتهية ولايته لغينيا بيساو بعد أيام من الاضطرابات    شعبة السيارات: نقل المعارض خارج الكتل السكنية يهدد الصناعة ويرفع الأسعار مجددًا    وصول هالة صدقى للمشاركة فى مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابى    أحمد السعدني: دمعت من أحداث "ولنا في الخيال حب".. وشخصيتي في الفيلم تشبهني    أسباب البرود العاطفي عند الزوجة وكيفية علاجه بحلول واقعية    مرشح لرئاسة برشلونة يوضح موقفه من صفقة ضم هاري كيم    فضائل يوم الجمعة.. أعمال بسيطة تفتح أبواب المغفرة والبركة    أبوريدة: بيراميدز ليس له ذنب في غياب لاعبيه عن كأس العرب    غلق كلي لشارع الأهرام 3 أشهر لإنشاء محطة مترو المطبعة ضمن الخط الرابع    أخبار 24 ساعة.. رئيس الوزراء: لا انتشار لفيروس غامض والمتواجد حاليا تطور للأنفلونزا    أخبار كفر الشيخ اليوم.. ضبط 10 آلاف لتر سولار قبل بيعها في السوق السوداء    مديرة مدرسة تتهم والدة طالب بالاعتداء عليها فى مدينة 6 أكتوبر    وزارة الصحة توجه تحذير من حقننة البرد السحرية    جامعة أسيوط تعزز الدعم النفسي والاجتماعي للطلاب عبر اجتماع وحدة الأبحاث    الجدول النهائي لبقية مراحل انتخابات مجلس النواب 2025    قفلوا عليها.. سقوط طفلة من الطابق الثاني في مدرسه بالمحلة    هل الصلاة في مساجد تضم أضرحة جائزة أم لا؟ أمين الفتوى يجيب    خالد الجندي: الخشوع جوهر الصلاة وروحها ويُحذر من هذه الأمور(فيديو)    هيئة الرعاية الصحية تمنح الدكتور محمد نشأت جائزة التميز الإداري خلال ملتقاها السنوي    بالأسماء.. إصابة 7 طلاب فى حادث تصادم سيارتين بأسوان    مدبولي: نتابع يوميًا تداعيات زيادة منسوب المياه    مقتل سيدة بطلقات نارية في قنا    سوريا تعلن إطارا تنظيميا جديدا لإعادة تفعيل المراسلات المصرفية    رئيس جامعة بنها : اعتماد 11 برنامجا أكاديميا من هيئة ضمان جودة التعليم    اتخاذ الإجراءات القانونية ضد 4 عناصر جنائية لغسل 170 مليون جنيه من تجارة المخدرات    غلق 32 منشأة طبية خاصة وإنذار 28 أخرى خلال حملات مكثفة بالبحيرة    وزير البترول يعقد لقاءً موسعاً مع شركات التعدين الأسترالية    وزير الانتاج الحربي يتابع سير العمل بشركة حلوان للصناعات غير الحديدية    محافظ كفر الشيخ: مسار العائلة المقدسة يعكس عظمة التاريخ المصري وكنيسة العذراء تحتوي على مقتنيات نادرة    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 27نوفمبر 2025 فى المنيا.....اعرف مواعيد صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العائدون إلى الحياة| قصص وحكايات أبطال انتصروا على السموم
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 16 - 07 - 2025


هيثم النويهى
مراكز العزيمة لعلاج الإدمان بالمجان.. الأمل يبدأ من هنا
فى زوايا صامتة من المدن، وفى ظلال البيوت، يعيش آلاف الشباب معركة قاسية ضد عدو خفى اسمه «الإدمان»، سنوات من الألم، العزلة، السقوط، والموت البطىء..وفى المقابل، هناك آخرون اختاروا المواجهة، وانتصروا. وبين هذا وذاك، تتحرك مصر فى السنوات الأخيرة بخطى متسارعة نحو بناء منظومة متكاملة لعلاج الإدمان، تنقذ الأرواح وتستعيد إنسانية غابت خلف ظلال المادة القاتلة.
اقرأ أيضًا| مبادرة «أسوان بلا إدمان» تواصل الكشف عن تعاطي المواد المخدرة ل113 سائقًا
منذ إطلاق صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، وضعت الدولة مسألة علاج المدمنين فى قلب أولوياتها، ليس فقط باعتبارها قضية صحية، بل باعتبارها ملفًا وطنيًا يمس الأمن المجتمعى والنسيج الأسرى. تم توسيع شبكة مراكز العلاج المجانى من 12 إلى أكثر من 34 مركزًا فى أغلب المحافظات، مع خدمات سرية 100% وخط ساخن للصندوق «16023» يعمل على مدار الساعة، إضافة إلى برامج تأهيل نفسى ومهنى تعيد المتعافى إلى الحياة من جديد، لا كناجٍ فقط، بل كشخص قادر على الإنتاج والتغيير. ورغم تلك الجهود، تبقى الحقيقة الأشد إيلامًا أن الطريق لا يزال محفوفًا بالتحديات: انتشار مخدرات جديدة أكثر فتكًا، مراكز علاج خاصة غير مرخصة تستغل ضعف الأهالى، وتوصيف اجتماعى ما زال يضع المدمن فى خانة «المذنب» بدلًا من «المريض»..
فى هذا الملف، نغوص فى عمق القضية ،نستمع إلى أصوات كانت مدمنة واليوم تحارب من أجل غيرها، نكشف واقع العلاج فى مصر، ما تحقق وما ينقص، ونرصد التجارب، القصص لأن الإدمان ليس مجرد كلمة...
اقرأ أيضًا| ننشر جهود صندوق مكافحة وعلاج الإدمان في أسبوع| فيديو
بل صراع حياة أو موت.. نؤكد أن تلك القصص لا تروى بدافع الفضول أو التسلية وإنما بدافع الأمل..الأمل فى العودة الأمل فى حياة جديدة.الانتصار على الإدمان والتعافى منه ليس كما تصوره لنا الأعمال الدرامية ولا الأفلام ولا القصص التى رسمت فى أذهاننا صورة خاطئة ،فعلاج الإدمان كما ننقله من المتعافين نفسهم ومن أكبر الجهات فى مصر « صندوق مكافحة الإدمان « لتقديم العلاج بالمجان لا يستغرق أكثر من 10 أيام لسحب كل السموم من الجسم عن طريق بعض أدوية (الديتوكس) لتبدأ بعدها رحلة شهرين من التأهيل النفسى والاجتماعى وحتى المادى ليستعيد المتعاطى بعد 70 يوما كامل عافيته ، لكن وجب التنويه أن شرط العلاج هو الإرادة والموافقة والنية الجادة فى الإقلاع حيث إن الإدمان لا يتم علاجه قسريا وحتى إن تم فاحتمالات العودة للتعاطى مرة أخرى تكون كبيرة جداً....
اقرأ أيضًا| عمرو عثمان: 50% من مرضى الإدمان في مصر بسبب المخدرات التخليقية
وإلى نص القصص التى ننقلها من أبطالها من داخل مركز علاج الإدمان بمنطقة إمبابة
نصر: عدت لنفسى بعد 24 سنة ضياع
يحكى نصر حمدى أنه لم يبدأ الإدمان بدافع الفضول، بل بدافع الفقد.. كان فى السابعة عشرة، حين مات والده فجأة، وانهدم العالم من تحته، والده لم يكن مجرد أب، بل كان سنده وصاحبه الوحيد فى الدنيا..
ومن يومها، ما عرفش طريق الرجوع.. هرب نصر من أهله، من الذكرى، من كل شىء، ولقى حضن الشارع مفتوح دخن سيجارة، وبعدها عرف سكة «الحشيش»، ومنه للبرشام والأقراص المخدرة إلى أن وصل لما يطلقون عليه المادة العالية أو القاع اللى هى البودرة..
نصر البالغ من العمر 41 سنة فاق متأخر بعد 24 سنة من الإدمان بعد ما وصل للقاع وبقى أسير جرعة، وسجين إبْرة، كانت كفيلة بتغيير ملامحه وكسر كبريائه وتدمير صحته وشه بيكبر قبل أوانه، وصوته بيترعش حتى وهو ساكت..
ويواصل نصر حكايته: حاولت أرجع عن الطريق ده كتير مش مرة واحدة لا دول 8 مرات لكن كلهم كانوا فى مراكز خاصة لكن للأسف اللى عرفته إن اللى كنت فيه ده ماكنش علاج وكان مجرد سبوبة عشان ياخدوا منى فلوس ولانتيجة انى كنت برجع تانى كل مرة لحد لما عرفت عن المراكز التابعة للدولة واللى بتقدم علاج صح بطرق علمية وأساليب رحيمة وتعامل أدمى وبدون أى مقابل..
ويكمل نصر من أكبر الخسائر اللى اتعرضتلها أوقات الادمان انى بعدت عن أمى اللى تبرّت منى وعشت سنين ما عرفش عنها حاجة ولا هى تعرف عنى حاجة سنين طويلة كنت عايش لوحدى فى محافظة تانية بعيد عن حضنها وحنانها..
يوم ما قررت التعافى رجعت لأمى اللى دموعها ما كانتش دموع فرحة بس كانت دموع ألم مكبوت من سنين.. بعد ما ابنها اللى كانت بتنام على صورته وهى دموعها على خدها رجع.
يقول نصر:
«أنا النهاردة بقولك، أنا مبطّل بقالى سنة وسبع شهور وعشرين يوم وسبع ساعات وتسعتاشر دقيقة... آه، الدقيقة بتفرق، كل دقيقة فى التعافى غالية، لأنها ما كانتش بتعدى وأنا مدمن».
نصر بيشتغل دلوقتى فى نفس المركز اللى ساعده يتعافى وتابع لصندوق مكافحة الإدمان.
بيساعد غيره، وبيقول بكل صدق:
«أنا كنت عايش من غير قلب، النهاردة بحس، ولأول مرة فى حياتي، بحس».
أحمد رضوان عازف درامز: كنت متهمًا فأصبحت قدوة
كان أحمد محمد رضوان، شاب من إمبابة، بيحب الموسيقى، وكان بيعزف درامز فى الحفلات
لكن الموسيقى ما كانتش كافية تسكّت الصخب اللى جواه.
فى سن 15، سيجارة واحدة كانت البوابة... دخل منها لطريق ما فيهش رجوع.
عشر سنين مع الحشيش، وبعدها خمس سنين فى حضن مادة أقوى... وأقسى.
بيته بقى مسرح صامت للشكوك.
الفلوس بتختفى، والكل بيشك فى الكل... إلا فيه لأنه على حد تعبيره كان فوق الشبهات.
بيحكى أحمد بكل حسرة :
كنت خسران كل حاجة المخدرات خلتنى أمد أيدى على فلوس البيت وللأسف ما سرقتش غير أهلي... وما خنتش غير الناس اللى حبّونى بجد ولان كان عندهم ثقة فيا كانوا بيشكوا فى كل الناس ماعدا ابنهم وده كمان كان بيعذبنى
الكسرة الكبرى جت لما والدى دخل غرفة العمليات فى عملية قلب مفتوح، وساعتها حسيت إن «فى موت جاي... ومش شرط يكون لأبوه بس».
ساعتها قولت لازم اعترف .. انا ماكنتش بعترف أنا كنت بصرخ بقولهم انجدونى وقفت قدّام أمى وأبويا مكسور، وانا بقولهم «أنا اللى كنت بسرق، وأنا اللى كنت بعيشكم فى كدبة».
بعدها جيت مركز علاج وكنت بتردد عليهم فى العيادات الخارجية وباخد العلاج فى البيت لكن علاج الادمان ماكنش أدوية بس لأن كان فيه ناس بتحاول تساعدنى من الجيران والمعارف فكانوا بيجيبولى أدوية كنت باخدها لكن كنت برجع للمخدرات تانى لأن اللى عرفته إن علاج الإدمان مش أدوية لكن الثالثة كانت ثابتة لأنى قررت اتحجز ال 70 يوما ودلوقتى الحمد لله سنتين ونص نظيف، كل يوم فيهم نصر جديد
ويكمل أحمد «كنت عايش على الهامش ماليش لازمة ماليش رأى معزول عن كل الناس كل اللى حواليا بيبعدوا عنى ...
دلوقتى بقيت صاحب كلمة فى البيت بفرح لما بلاقيهم بياخدوا رأيى فى كل صغيرة وكبيرة حتى لو مش موجود بسمعهم بيقولوا لا لما ناخد رأى أحمد كنت متهما... بقيت قدوة فى شغلي».النهاردة، أحمد بيشتغل فى مركز تابع لصندوق مكافحة الإدمان، وبيقول بكل فخر: فخور برحلتى «من القاع... للقمة».
محمد: «يوم فرح بنتى..كسرت قلبى بيدى»
محمد، سائق من أوسيم، كان بطل كونغ فو فى شبابه حصل على مركز تانى وتالت جمهورية فى سنتين متتاليتين
كان رجلاً معروفاً، والناس بتشاور عليه بالبنان.
ويحكى محمد «
«مبطل من 6 شهور و25 يوما من خلال مركز تابع لصندوق مكافحة الإدمان وقصتى بدأت وأنا فى سن الشباب كنت بطل كونغ فو وواخد مراكز تانى وتالت الجمهورية ولأنى فى بلد أرياف اتجوزت وأنا صغير فى السن
ربنا كرمنى ببنتين فى الأول وبعدين بولد سميته أحمد ده كان رابع عيل عندى وبعدين تعب شوية الدكتور شخصه وباء كبدى وإنه هيموت وطلب مننا إننا نعزله فى البيت زعلت جدا واتقهرت لدرجة انى عملت حاجة غريبة روحت اشتريت علبة سجاير وفضلت أشرب وأكح وأنا مش فاهم أنا بعمل كده ليه مع انى عمرى ما شربت سجاير أصلا
بعدها اكتشفنا إن تشخيص الدكتور كان غلط وإنه كان عنده صفراء وعلاجها مابياخدش أسبوع
السجاير والقعدات بعد كده جرت معايا ادمان الحشيش
بعد ما رجلى جت فى الموضوع شوية شوية اتجهت للمواد المصطنعة الجديدة كنت بصرف فى الأول 50 جنيها وصلت للمادة التانية 400 و500 فى اليوم فكنت بصرف الايراد بتاع العربية على المخدرات
كنت بغيب عن الوعى وبقع فى الشارع
أنا كنت جاى هنا ومش مقتنع انى ابطل وبقول لنفسى (هو فيه حد بيبطل)
وصلت لقاع نفسى وقاع اجتماعى وقاع مادى
كنت بروح بالمخدر بتاعى اقفل على نفسى وأفضل طول الليل اشرب ويغمى عليا
يوم فرح بنتى الكبيرة واقف هادى وعاقل زمايلى اللى بيشربوا جم وعزموا عليا طلعت شربت معاهم وبعدين حالى اتبدل دخلت القاعة اتنطط واعمل حركات مش تمام الناس كلها نزلتنى من نظرها وبصولى بصات مش حلوة
مراتى وأخواتها وقفوا جنبى أخوها هو اللى رشحلى المكان هنا
جيت هنا 8 شهور باخد علاج وأروح لكن كنت برجع للمخدرات تانى لحد لما قررت اتحجز هنا مراتى دعمتنى وبعد انتهاء مدة الحجزهنا خلاص الحمدلله اتعافيت تماما
دلوقتى، بعد 6 شهور و25 يوما، بيحمد ربنا إنه لحق يشوف أولاده وإنهم لسه بينادوه «بابا»
رجب: «حاسس إنى بنى آدم»
رجب، 30 سنة، عامل دليفرى.
ما كانش الإدمان هو أصعب ما مر بيه... الصعب كان فى «العلاج».
أهله خدوه لمكان فى منطقة «الطريق الأبيض»، قالولهم:
«ابنكم فى أيد أمينة» لكن أول ما الباب اتقفل، اتحولت الأمانة لجحيم.
ويحكى رجب» أمى وابويا خدونى للمكان ده ويادوب كانوا بيدفعوا الفلوس ويخلصوا الإجراءات أصحاب المكان طلبوا منى انى اروح معاهم عشان أبدا رحلة العلاج لكن خلف الباب اللى اتقفل والمكان النضيف بتاع الاستقبال اللى سبت أهلى فيه فوجئت بالجحيم ناس مسجلين خطر وكلاب مسعورة واتزقيت على الأرض وهم بيقولولى انسى بقى امك وابوك لأن مافيش حد هنا هينفعك
مراتب على الأرض، حمامات وسخة، حشرات بتزحف على جسمى وأنا نايم المكان كان عبارة عن حظيرة مواشى مهجورة وده كان باين من الأماكن اللى مخصصة لربط وأكل المواشى واتحولت لمكنة بتنضف وسط صراخ الموجودين وكلاب الحراسة والمسجلين كانوا بيجبرونى أصور فيديوهات لأهلى أقول فيها إنى عايش أحسن عيشة وانى بتحسن وبتعالج وان كل حاجة تمام، وكل ده وسط تهديد من المسجلين والكلاب وأنا حرفياً بنهار وكاره للحياة ونفسى أموت 45 يوماً فى مكان لا فيه طب ولا علاج ولا أكل فيه إذلال اسمه تأهيل».
اليوم ال46، رجع يشرب، انتقامًا وقهرًا وعندا
لكنه ما سابش نفسه ولم ييأس ولما سمع عن مركز علاج حقيقى كان سببا فى علاج غيره
رجب دلوقتى متعافى وأقلع عن المخدرات نهائيا من 6 شهور وبيقول «أخيرًا حاسس إنى بنى آدم، مش «مريض بيتعالج فى حظيرة مواشى ».
أحمد : اخترت أعيش وكسبت احترام الناس
كان طالباً متفوقاً وحاصل على شهادة جامعية مرموقة، وصنعة كويسة فى تركيب وصيانة حمامات السباحة، وشغل كبير فى شركة سيارات، لكن الحياة بتعرف تضرب من حيث لا تتوقع..
أحمد على سلامة، من الوراق،ظروفه الصعبة خلته يواجه سلسلة من الموت والده مات بالكورونا ،وفى شهر واحد ماتوا 7 من أهله...
وكمان مات أطفاله التوأم ،اتكسرت رجليه فى حادث... بيقول أحمد» كنت حاسس انى لوحدى وأول ما عرفت طعم المادة المصطنعة، ما قدرتش اسيبها وحياتى اتبدلت سبت شغلى وخسرت كل حاجة عشت سنوات من الضياع لكن مراتى كانت السند الوحيد وقفت جنبى وساعدتنى وشجعتنى اتعالج كان ممكن تعمل زى أى ست تانية وتهرب وتنط من المركب لكنها فضلت معايا لحد لما اتعالجت شالت البيت، والعيال، وشالتنى انا كمان.
«دلوقتى حياتى بدأت تتصلح وترجع تانى وفتحت أكونت على أمازون، وببيع حاجات أونلاين، مش مهم أنا بكسب كام، المهم إنى صاحى المهم إنى كسبت حياتى وبيتى وأهلى وكسبت احترام الناس ليا ».
سيف الدين: «من ابن مدلل.. لبلطجى إتاوات»
سيف الدين، 30 سنة، من شبرا.
كان طفلاً ناعماً، ساكن مع جده، وبيتحاشى الناس وده لأنه على حسب وصفه كان مقفولاً عليه من صغره بسبب أن والده كان مسافراً وهو عايش هو ووالدته مع جده لدرجة أن الأطفال فى الشارع لما كانوا بيشوفوه كانوا بيقولوا عليه «فرفور»، لانه فعلاً ماكنش بتاع مشاكل.. فى عمر 14، اشتغل شيف جبنة فى سوبرماركت سياحى فى إحدى القرى السياحية ومن هناك، بدأت أول سيجارة...
وسكتها الطويلة.. ستة عشر سنة ضايع... تنقل من دخان لبرشام لمواد مصطنعة بتقتل فى صمت.. يحكى سيف: بعد عودة والدى وانتقالى معاه لمنطقة امبابة بدأ التحول فرفاق السوء اللى كنت بحاول أثبت لهم إنى واد صايع ومش فرفور جرونى للطريق لحد لما اتحولت واتبدل حالى وبين عشية وضحاها الشارع بقى بيتى طريق المخدرات خلانى أبيع حاجات البيت بعد وفاة والدى بعت دهب خطوبتى بعت كل ما أملك حتى العربية والموتوسيكل .
وصلت لمرحلة إنى بتسول وببلطج عشان أكمل الجرعة حرفيا ماكنش أى فلوس بتكفى كنت أوقات برمى بلايا على الناس فى الموقف «كنت بلم 1000 جنيه فى اليوم، وبخلصهم على المخدرات... وبعدين أفضل مرمى فى الشارع لحد لما قررت أنقذ نفسى لأنى حرفياً كنت بتمنى الموت كل دقيقة فكرت فى الانتحار أكتر من مرة لكن كنت أجبن من إنى أخد القرار ده دخلت مركز علاج الإدمان فى امبابة من غير ما أدفع ولا جنيه ماحدش عاملنى وحش بالعكس كل الناس بتعاملنى على إنى ضحية مش متهم ولا مذنب دلوقتى بعد 93 يوما من التعافى، كل حاجة فى حياتى اتبدلت مش ناسى أنا كنت إيه... عشان ما أرجعش».
د.عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان يكشف خريطة المواجهة
السرية مضمونة| هدفنا تحويل المتعافى إلى قصة نجاح
المخدرات التخليقية خطر وجودى.. والدولة تواجهها باستراتيجية وطنية
34 مركزًا و170 ألف متردد سنويًا
مصر حققت إنجازاً وقصص نجاحنا تروى فى المحافل الدولية
من قلب المعركة التى تخوضها الدولة ضد الإدمان، يتحدث د. عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى التابع لمجلس الوزراء ، عن التطورات الكبيرة التى شهدتها المنظومة خلال السنوات الأخيرة ،فى هذا الحوار، يكشف عن الأرقام، والنجاحات، والتحديات، ويبعث برسائل حاسمة إلى المدمنين وأسرهم والمجتمع كله.
كيف ترصدون واقع علاج الإدمان فى مصر الآن؟
نحن الآن أمام منظومة علاجية غير مسبوقة، ومجانية بالكامل. بدأنا فى عام 2014 ب12 مركزًا فقط ، والآن لدينا 34 مركزًا علاجيًا
منتشرة فى 19 محافظة، تستقبل سنويًا ما يزيد على 170 ألف متردد ، كل ذلك يتم بسرية تامة، وتحت إشراف طبى ونفسى محترف.
ما الذى يميز فلسفة الصندوق فى العلاج؟
- نحن نؤمن أن المدمن ليس مجرمًا، بل مريض يستحق العلاج، ومن هنا جاءت فلسفتنا التى تقوم على ثلاث ركائز:
1- العلاج الطبى والنفسى لسحب السموم والتأهيل.
2- الدعم الاجتماعى لدمج المتعافى فى محيطه الأسرى والمجتمعى.
3 - التمكين الاقتصادى حتى لا يعود المتعافى إلى نقطة الصفر بسبب الفقر أو البطالة.
وماذا عن الدعم الاقتصادى؟
أطلقنا شراكة ناجحة مع بنك ناصر الاجتماعى، نقدم من خلالها قروضًا صغيرة تصل إلى 100 ألف جنيه للمتعافين، لمساعدتهم فى إقامة مشروعات خاصة، لدينا قصص نجاح كثيرة لمتعافين صاروا أرباب أعمال أو موظفين فى مؤسسات عامة وخاصة كذلك توفير ورش لتدريب المتعافين على حرف مهنية يحتاجها سوق العمل .
س: ماذا عن مرحلة ما بعد العلاج؟ وهل هناك خطط للدمج المجتمعى؟
ج: بالتأكيد. العلاج ليس نهاية الطريق، بل بدايته. لدينا برامج تأهيل نفسى وسلوكى، ونقوم بتدريب المتعافين على حرف ومهن يدوية مثل النجارة، السباكة، الكوافير، والزراعة، ونعمل على إزالة وصمة الإدمان عن المتعافى، ونعزز فكرة أنه «شخص تعافى وقرر يبدأ من جديد».
نسمع كثيرًا عن «المخدرات التخليقية» مثل الشابو والاستروكس، كيف تتعاملون مع هذه الموجة؟
المخدرات التخليقية تأثيرها المدمر لا يقتصر على الصحة الجسدية، بل يمتد إلى العقل والسلوك، فالمتعاطى قد يدخل فى هلاوس وضلالات وسلوك عدوانى يصل للقتل، ولهذا نحن نعمل بالتوازى على رفع الوعى والإبلاغ والملاحقة القانونية.
كيف ساهم الإعلام فى دعم جهودكم؟
الإعلام شريك أساسى، وخاصة عبر حملات مثل «أنت أقوى من المخدرات» التى أطلقناها بمشاركة نجمنا العالمى محمد صلاح، متطوعا والتى شاهدها أكثر من 85 مليون شخص على مدار مراحلها السابقة ، هذه الحملات رفعت معدلات التواصل مع الخط الساخن رقم 16023 الى 500%
وماذا عن تجارب العلاج القسرى أو «مراكز بير السلم»؟
نحن ضد أى شكل من أشكال العلاج القسرى غير القانونى، وضد المراكز غير المرخصة التى تستغل ضعف الأسر، العلاج فى مصر يتم طوعًا، وهناك قانون واحد يحدد متى يجوز التدخل القسرى بقرار من النيابة العامة أو المحكمة فى حالات تهديد السلامة العامة.
هل وصلت تجربة مصر فى علاج الإدمان إلى العالمية؟
ج: بالفعل، فى مارس الماضى، عُرضت تجربة مصر أمام الأمم المتحدة فى فيينا كنموذج عربى يحتذى به، فى ملف علاج الإدمان من منظور إنسانى وحقوقى، وحصلت على إشادة من منظمة الصحة العالمية والدول الأعضاء.
ما الرسالة التى توجهها للمدمن أو منَ يخشى طلب العلاج؟
أقول له: «ما تخافش... العلاج موجود، ومجانًا، وسرى، ومحدش هيحكم عليك» ،مدمن الأمس قد يكون قصة نجاح الغد، فقط خُد الخطوة الأولى .
ما أبرز ما حققه صندوق مكافحة وعلاج الإدمان خلال النصف الأول من عام 2025؟
نفذنا ما يقرب من 11650 نشاطاً توعوياً فى كافة محافظات الجمهورية خلال الفترة من يناير إلى يونيو 2025، من بينها 1161 نشاطًا فى 283 من قرى «حياة كريمة»، وذلك فى إطار جهودنا المستمرة لنشر التوعية المجتمعية والتصدى لظاهرة الإدمان، من خلال زيارات منزلية للأسر وورش عمل للأطفال والفعاليات الرياضية والثقافية.
ما هى الآليات التى استخدمها الصندوق للتوعية داخل قرى «حياة كريمة»؟
اعتمدنا على التوعية المباشرة من خلال فرق عمل ميدانية تنظم زيارات منزلية للأسر، لتعريفهم بسبل الوقاية والاكتشاف المبكر للتعاطى وكيفية التواصل مع الخط الساخن 16023 لتلقى المشورة والعلاج مجانًا وفى سرية تامة بالتنسيق مع مؤسسة «حياة كريمة» ،. كما نظمنا فعاليات رياضية تحت شعار «أنت أقوى من المخدرات»، بالإضافة إلى ورش حكى وندوات فنية وتلوين للأطفال لتعليمهم التفكير الإيجابى ومهارات اتخاذ القرار.
ماذا عن المبادرات الخاصة بمؤسسات الدولة؟
أطلقنا مبادرة «القرار قرارك» داخل 500 مؤسسة حكومية، لتوعية الموظفين بآليات تطبيق قانون شغل الوظائف، وأتاحت المبادرة خدمات العلاج المجانى لمن يتقدم طواعية دون أى مساءلة قانونية وهذه خطوة مهمة لضمان بيئة عمل خالية من المخدرات.
هل شملت أنشطة التوعية المناطق المطورة وبدائل العشوائيات؟
نعم، تم تنفيذ 560 نشاطًا توعويًا فى مناطق مثل «الأسمرات، المحروسة، حدائق أكتوبر، بشائر الخير، الخيالة، أهالينا، روضة السودان، وروضة السيدة» ،كما شملت جهودنا 743 مركز شباب بأنشطة إبداعية موجهة للأطفال لتوعيتهم بأضرار المخدرات، بالإضافة إلى مبادرة «خدعوك فقالوا» التى تصحح المفاهيم المغلوطة المنتشرة بين الشباب ،ويأتى ذلك ضمن تنفيذ العديد من البرامج التوعوية المتكاملة للوقاية من الإدمان، تنفيذا لتكليفات رئيس الجمهورية بتنفيذ برامج الحماية من المخدرات بالمناطق السكنية الجديدة «بديلة العشوائيات».
وما أبرز جهودكم فى التوعية بين طلاب الجامعات؟
- نظمنا 1205 أنشطة توعوية من خلال «بيوت التطوع» داخل عدد من الجامعات المصرية، وتم خلالها تعريف الطلاب بمخاطر الإدمان والرد على استفساراتهم حول طرق العلاج والتواصل الآمن عبر الخط الساخن.
هل كان للسائقين نصيب من الحملات التوعوية؟
بالتأكيد، أطلقنا حملة «المخدرات مش هتضيعك لوحدك» فى المواقف العمومية بجميع المحافظات، بالتعاون مع الهلال الأحمر المصرى، وتستهدف الحملة رفع وعى السائقين بخطورة القيادة تحت تأثير المواد المخدرة، وقد تلقى الخط الساخن بالفعل 620 اتصالًا من سائقين طلبوا العلاج طواعية.
وماذا عن برامج التمكين الاقتصادى للمتعافين؟
نفخر بأننا سلّمنا الدفعة الثالثة من منتجات المتعافين لبنك الكساء، بواقع 3000 قطعة ملابس وشنط حريمى من إنتاج ورش التدريب داخل «مراكز العزيمة»، ليصل الإجمالى إلى قرابة 9000 قطعة حتى الآن، كما قمنا بتدريب 4000 متعافٍ على حرف مهنية يحتاجها سوق العمل خلال 5 أشهر فقط، مثل صيانة الأجهزة، النجارة، وتصنيع الملابس.
كيف تقيمون تأثير برامج الدمج المجتمعى على جودة حياة المتعافين؟
أعددنا دراسة تعتبر الأولى من نوعها فى المنطقة العربية،وأظهرت نتائجها على عينة من 2080 متعافيًا أن الحاصلين على برامج الدمج أظهروا اعتمادًا أعلى على النفس، وتحسنًا فى شبكاتهم الاجتماعية وثقتهم بأنفسهم، هذه النتائج تؤكد الأثر الإيجابى العميق لتلك البرامج على جودة حياتهم.
أخيرًا.. ما الرسالة التى توجهها للأسر والشباب؟
أقول لكل أسرة لا تترددوا فى طلب المساعدة، الخط الساخن 16023 متاح على مدار الساعة لتقديم المشورة والعلاج مجانًا وفى سرية تامة، والرسالة الأهم: «أنت أقوى من المخدرات».. ومستقبلكم يستحق أن تقاتلوا من أجله


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.