على مدار أكثر من 3 سنوات من القتال، لم تكن الحرب فى أوكرانيا حربا بين خصمين فقط لكنها باتت أشبه بحرب عالمية فى ظل ما حشده كل طرف من دعم عسكرى سواء بالجنود أو بالعتاد. وفى حين احتشد الغرب بكامل ترسانته خلف أوكرانيا، لم تكن موسكو وحيدة فى أرض المعركة بعدما حصلت على دعم من حلفائها فى كوريا الشمالية. كما أشارت تقارير إلى أن إيران زودت روسيا بمسيرات من طراز شاهد ومؤخرا زعم تقرير لشبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأمريكية أن الصين زودت موسكو بمعدات ذات استخدام مزدوج مثل الإلكترونيات الدقيقة والأدوات الآلية، والتى يمكن استخدامها فى صنع الأسلحة. اقرأ أيضًا | الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية واليابان يتفقون على الحفاظ على ردع كوريا الشمالية وبالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف إلى بيونج يانج كشفت كوريا الجنوبية أن جارتها الشمالية منحت موسكو قذائف مدفعية بلغت حتى الآن أكثر من 12 مليون قذيفة عيار 152 ملم وفقا للتقرير الصادر عن وكالة استخبارات الدفاع فى سول. ورغم أن المعلوم عن حجم الدعم العسكرى الكورى الشمالى لروسيا يخضع للتقديرات الصادرة إما عن كوريا الجنوبية أو الغرب فإن موسكووبيونج يانج تؤكدان التعاون العسكرى بينهما بموجب الاتفاقية المشتركة التى وقعها الزعيمان الروسى فلاديمير بوتين والكورى الشمالى كيم جونج أون العام الماضى لكنهما لا تكشفان عن التفاصيل. ومؤخرا ظهر كيم وهو يحتفى بجثامين جنود كوريين شماليين قاتلوا إلى جانب القوات الروسية لاستعادة السيطرة على منطقة كورسك التى توغلت فيها القوات الأوكرانية فى عملية مفاجئة الصيف الماضى وتكشف التقديرات عن مشاركة ما بين 11 ألفا و12 ألف جندى كورى شمالى فى القتال. فى المقابل كان الدعم الغربى لكييف واضحا مع التدفق المستمر لشحنات الأسلحة من الدبابات والصواريخ وأنظمة الدفاع الجوى ومركبات النقل ومعدات إزالة الألغام الأرضية وغيرها من الإمدادات. لكن الدعم غير المعلن تمثل فى مشاركة العديد من المقاتلين الأجانب على أرض المعركة لصالح أوكرانيا التى فتحت الباب منذ بداية الحرب أمام المقاتلين من الغرب للقتال ضمن ما أسمته «فيلق الأجانب» خاصة مع معاناتها المستمرة من نقص الجنود وهو ما أقرته فى قانون رسمى عام 2023. وفى حين ترفض كييف وصف المقاتلين الأجانب ب«المرتزقة» مشددة على اعتبارهم متطوعين فى صفوفها، فإنه من الصعب حصر هوياتهم أو أعدادهم لكنه بات من الصعب على دول مثل بريطانيا التى أعلنت موسكو اعتقال عدد من مواطنيها أو الولاياتالمتحدة التى تعانى لاستعادة جثث مقاتليها إنكار تورط أبنائها فى الحرب. وفى تقرير نشرته وكالة «نوفوستى» الروسية فى مارس عام 2024، فقد انخرط فى صفوف ما يُعرف ب«فيلق الأجانب» متطوعون من نحو 100 بلد غالبيتهم من الدول الأوروبية التى تطوع منها نحو 8 آلاف مقاتل تليها الولاياتالمتحدة مع مشاركة نحو 3 آلاف ثم الدول الآسيوية التى شارك منها 1900 مقاتل وأخيرا الدول الأفريقية مع مشاركة 250 مقاتل. ومنذ ذلك الوقت شهدت خريطة المقاتلين وأعدادهم تغييرات وفى مارس الماضي، كشفت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن تزايد عدد المرتزقة الأجانب خاصة من ألمانيا وفرنسا ودول شمال أوروبا وأمريكا اللاتينية مع تراجع عدد البولنديين والرومانيين بشكل غير متوقع. وتلعب الشركات العسكرية الخاصة دورا رئيسيا فى تجنيد المرتزقة مثل شركة «فورورد أوبزرفيشن جروب» التى نشرت فى وقت سابق صورة لمقاتلين أمريكيين فى كورسك.