حادث حريق سنترال رمسيس كان بمثابة جرس إنذار وناقوس خطر للجميع وذلك بسبب ما نتج عنه وحالة الشلل التى أصابت الاتصالات فى عدد من الخطوط الخاصة ببعض الشبكات الأرضية والمحمول وتأثر شبكات الانترنت الأرضية وخاصة فى القاهرة والجيزة بالإضافة لتأثيره على بعض تطبيقات التحويلات النقدية وتأثر بعض ماكينات الصراف الآلى فى بعض البنوك وتوقف عمليات الدفع الالكترونى فى المتاجر والتعاملات البنكية وتأثر بورصة الأوراق المالية وغيرها، ورغم أن الحكومة وكل أجهزتها تحركت وبقوة ولم تتأخر منذ اللحظات الأولى إلا أن هذه الحادثة كشفت معدن وأصالة الشعب المصرى وتوحده مع الحكومة وقت الأزمات، حيث شارك الجميع وتطوع الكثير من المواطنين ومن شباب المهندسين وقاموا بدور بطولى لحل الأزمة وإطفاء سنترال رمسيس وعلينا أن نستفيد منه ونتعلم ونضع نظامًا جديدًا وأن تتحرك الحكومة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث وذلك من خلال وضع آليات وأسس جديدة للتعامل مع الأزمات ووضع نظام للأمن والسلامة طبقًا للمواصفات العالمية الحديثة ووضع حلول بديلة للتعامل مع بعض المجالات الاستراتيجية ومنها الاتصالات التى أصبحت المحور الرئيسى للعمل فى كل مناحى الحياة حتى لا تتوقف ولا يحدث بها شلل، كما حدث مع بعض المجالات فى حادث السنترال وسنترال رمسيس له أهمية تاريخية كبيرة، فبعد عامين يصل عمره إلى 100 عام، حيث افتتحه الملك فؤاد، وكان أول وأضخم مركز للاتصالات فى الشرق الأوسط وإفريقيا وواحد من أوائل مراكز الاتصالات (السنترالات) على مستوى العالم ويرمز السنترال للتقدم والتطور المبكر فى تاريخ مصر والتى كانت على قائمة أعلى الدول تقدمًا على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وأصبح سنترال رمسيس هو «أبو السنترالات» فى مصر والقلب النابض لشبكة الاتصالات والجسر الذى يربط بين الماضى والحاضر والمستقبل.