اجتاحت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي المقبرة التركية الواقعة غرب مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، وقامت بنبش القبور التي تحوي الموتى والشهداء، الذين ارتقوا مؤخرًا في القطاع، وسرقة عددٍ من الجثامين، في مشهدٍ ينتهك كل حرمات الموتى من قبل الاحتلال الإسرائيلي. وبدا أن جيش الاحتلال وعناصره، التي يتوجب نعتها ب"الإجرامية"، لم تعي جيدًا أن من هم في المقبرة التركية "أمواتٌ غير أحياءٍ"، لم يعد يشعروا بجرائم الاحتلال وانتهاكاته البشعة في شتى بقاع أرض غزة، فتجاوزا بجريمتهم هناك كل معاني الآدمية. ومنذ بدء عدوانه على قطاع غزة، والذي وصل للشهر الثاني والعشرين، عمد جيش الاحتلال الإسرائيلي على استهداف مقدرات قطاع غزة وتدميرها، بما في ذلك المقدسات الدينية وكذلك القبور، فلم يسلم من شره الأموات مثلهم مثل الأحياء، الذين أردى عشرات الآلاف منهم أمواتًا خلال حربه الوحشية في القطاع. اقرأ أيضًا: حكومة غزة: خطر المجاعة يتفاقم والموت يهدد مئات الآلاف وسط صمت دولي مخزٍ نبش قبور وسرقة جثامين وأكدت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في قطاع غزة، مساء أمس الجمعة، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب جريمة جديدة باجتياح المقبرة التركية غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، مشيرة إلى أن عناصر جيش الاحتلال نبشت القبور وسرقت جثامين الموتى. وقالت الوزارة، في بيانٍ صدر عنها، "في مشهد يتجاوز حدود الإنسانية ويتجرد من كل القيم والأعراف الدينية والدولية، أقدمت قوات الاحتلال فجر الخميس على ارتكاب جريمة مروعة، تمثلت في اقتحام واجتياح المقبرة التركية، الواقعة بمنطقة المواصي غرب محافظة خان يونس". وأضافت وزارة الأوقاف أن "الاحتلال اقتحم المقبرة بالدبابات والجرافات، وجرف ونبش القبور وسرق جثامين الشهداء والموتى، في سلوك وحشي إجرامي لا يُقرّه دين ولا قانون". تشريد عائلات ولفتت إلى أن هذه الجريمة تزامنت مع تجريف وتدمير مخيمات النازحين المحيطة بالمقبرة، ما أدى إلى تشريد مئات العائلات التي وجدت في تلك الخيام ملاذًا مؤقتًا من أهوال الحرب، مشيرةً إلى أن ذلك يفاقم من المعاناة الإنسانية المتفاقمة في ظل الحرب العدوانية المتواصلة. واعتبرت أوقاف غزة أن جريمة الاحتلال في المقبرة التركية تُمثل انتهاكًا صارخًا لحرمة الموتى، واعتداءً سافرًا على قدسية المقابر وكرامة الإنسان بعد وفاته، وتكشف عن مدى الانحطاط الأخلاقي الذي بلغه الاحتلال، الذي لم يكتفِ بقتل الأحياء، بل لاحق الأموات في قبورهم، منددةً ب"السلوك العدواني الفج" للاحتلال. ولم يخرج للعلن أهداف جيش الاحتلال من قيامه بنبش القبور وسرقة جثامين الشهداء، لكنه يأتي بالتزامن مع مباحثات تُجرى في الوقت الراهن من أجل الوصول لاتفاقٍ بهدنة جديدة في القطاع تتخللها مسألة تبادل الأسرى بين الجانبين. وتشمل عمليات تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية، وتحديدًا حركة حماس"، والجانب الإسرائيلي عمليات تبادل جثامين لقتلى سقطوا من الجانبين سواء بين صفوف الرهائن الإسرائيليين، أو جثامين شهداء فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل كورقة للمساومة، وهو ما يفتح الباب للحديث عن إمكانية أن يكون هدف إسرائيل من سرقة الجثث من المقبرة التركية استخدام تلك الجثث في عمليات تبادل الجثامين لاحقًا عند التوصل لاتفاقٍ.