هل نتأمل بداية موسم كروى شفاف وعادل بعد نجاح رابطة الأندية فى إنهاء الدورى فى موعد مناسب لحصول الفرق على راحة سلبية وإيجابية بين موسمين بعد سنوات من التلاحم الذى أرهق الجميع دون عائد فنى ملموس.. الرابطة أعلنت عن إجراء قرعة علنية لإعلان الجدول للمرحلة الثانية لتحديد البطل والهابطين على عكس الموسم الماضى الذى لم يكن مرضيًا للغالبية العظمى، وأسفر عن احتقان شديد بسبب إقامة القمة «130» فى بداية المرحلة مما تسبب فى انسحاب الأهلى أمام الزمالك واعتباره خاسرًا اللقاء، وكان من المفترض أن تخصم منه ثلاث نقاط أخرى ومازال تحديد بطل الدورى مجهولًا إلى أن يبت الاتحاد الدولى فى شكوى بيراميدز الأقرب للحصول على الدرع لأول مرة فيما لو طبقت اللائحة بصحيحها.. اللجنة عازمة على أن تكون البطولة المحلية الكبرى محترمة من كل الأطراف خاصة إذا قامت لجنة الحكام بدورها بعدالة بين الجميع لا تفرق بين كبير ولا صغير، وأن الجميع سواسية أمام القانون.. وإذا تحقق ذلك ستصبح المسابقة محل احترام وتقدير وستكون العوائد الأدبية والمادية كبيرة بعد أن تغيّرت نظرة الشارع الكروى فى مصر للبطولة التى يفترض أنها قاطرة اللعبة ووجها المضىء. ومن المؤسف أن الأشقاء حديثى العهد باللعبة الشعبية تخطونا بمسافات بعيدة ولنا فى تجربة الهلال فى كأس العالم للأندية بالولايات المتحدة خير شاهد على الطفرة التى شهدتها المملكة فى السنوات الأخيرة بعدما استعانت بأعداد كبيرة من المحترفين المؤثرين فى تعديل النتائج وتقديم متعة كروية للمشاهدين.. لكننا فى مصر ربما تكون كرة القدم لها خصوصية مختلفة نوعًا ما عن الكرة الخليجية على سبيل الحديث، فلدينا كثافة بشرية تسمح بأن تكون لدينا أرقام كبيرة من اللاعبين المميزين تسمح بأن يكون ضم الأجانب بنسبة محدودة من أجل المنتخبات الوطنية. وبالتالى نرى أن اللعبة تحتاج لإعادة نظر ليس فى التحكيم ولا إدارة المسابقات بقدر ما تحتاج نظرة موضوعية لقطاعات الناشئين فى الأندية وهى كثيرة ولها ميزانيات كبيرة تتحملها خزائن الأندية.. ومن العيب أن يتسابق أهل القمة الأهلى والزمالك على لاعب مغمور هنا أو هناك وتبالغ الأندية فى طلباتها المادية ويضطر الكبار لدفع المبالغ المطلوبة لحاجتها للاعب شبه مميز يسد ثغرة فى التشكيل على غرار دفاع الأهلى وهجوم الزمالك. المشكلة ليست فى الأعداد وإنما فى أسلوب إدارة هذه القطاعات وسيطرة أشخاص غير مؤهلين علميًا وتدريبيًا وأغلبهم من أنصاف النجوم فى الملاعب سابقًا إلى جانب مشكلة أخرى تتعلق بعدم صبر المدربين الأجانب على الشباب الصاعدين من تحت السن وإعطائهم الفرصة لأن هذا المدرب كل همه الحصول على بطولة أو مركز متقدم ليحافظ على السبوبة أو ينتفع بها فى مكان آخر فى مصر أو خارجها.. الخلاصة أن الملف الكروى يحتاج لمراجعة شاملة لكل عناصر المنظومة حتى يصبح لدينا منتج حقيقى من المتعة والإثارة والنتائج أيضًا.. فهل نحن جادون.. أتمنى.