وتمتاز السينما المصرية بعيدًا عن كل سينمات العالم بأنها تمتلك قراءة فريدة على إعادة إحياء التاريخ القديم هذا كتاب مهم للغاية أصدرته الهيئة العامة لقصور الثقافة التى تعرفها الجماهير بمسمى الثقافة الجماهيرية. يُدير أمورها بلدياتى عمرو البسيونى ابن دمنهور، ويعاونه الشاعر والناقد المعروف مسعود شومان، ويدير النشر الحُسينى عُمران، ويتولى الأمور الفنية فى الهيئة إسلام عبد الحميد زكى. أما سلسلة السينما فيديرها الناقد والمخرج والأستاذ الجامعى الدكتور يحيى عزمى، ويعاونه يحيى الحُصرى. وكان لابد من إيراد كل هذه الأسماء لأهمية موضوع الكتاب وللجهد الذى قاموا به فيه والذى يُثبت أننا عرفنا السينما فى زمن مصر القديمة. أى أننا سبقنا العالم كله فى معرفة هذا الفن العظيم. وعمومًا فإن السينما تمتلك قُدرة فريدة على إعادة إحياء التاريخ وإظهار الحضارات القديمة بأسلوبٍ مُشوَّق وجذاب. ومن بين هذه الحضارات الرائعة التى تستحق تسليط الضوء عليها تأتى حضارة مصر القديمة بمكانة خاصة. ولهذا اعتبرت هذا الكتاب رحلة ممتعة لاكتشاف الثروات القديمة الثقافية والتاريخية العريقة لمصر القديمة من خلال عدسة السينما. والكتاب يستعرض الكُتُب والأفلام والأعمال السينمائية التى استلهمت من الثقافة والتراث المصرى القديم، وكيف تم تجسيدها بأسلوب سينمائى مُبتكر؟، والأفلام الوثائقية والروائية التى تناولت الحضارة المصرية والآلهة والمعابد والملوك، وتعرض تفاصيل الحياة اليومية فى تلك الحقبة الزمنية العريقة. كما يُسلِّط الضوء على الجهود المبذولة فى إعادة المناظر الطبيعية والمعابد القديمة بواسطة التقنيات الحديثة فى عالم السينما. يُضاف إلى هذا أن الكتاب يستكشف تأثير الحضارة المصرية القديمة على السينما المعاصرة. وكيف تم استقدام رموزها وقصصها فى إنتاج الأفلام المثيرة والمبتكرة؟. والكتاب يتحدث عن التحديات والصعوبات التى تواجه تصوير الحضارة المصرية وإعادة إحيائها بشكلٍ ملائم لأعمال السينما. الكتاب نشرته الثقافة الجماهيرية، ورغم أنه يقع فى 217 صفحة من القطع الكبير، إلا أنه يُباع بخمسة عشر جنيهًا، أى بثمن مجلة من المجلات الأسبوعية التى تُعرض للبيع فى شوارع القاهرة. مؤلفا الكتاب: سامى حلمى، وحسين عبد البصير. والكتاب مُهدى إلى مصر القديمة التى أبدعت فن السينما، وإلى مُبدعى الفن السابع الذين خلَّدوا مصر القديمة فى السينما عبر العصور. والمؤلفان يضعان تخليدًا جديدًا. إنهما يُهديان عطر هذا الكتاب وجماله إلى سحر السينما، ومن صنعوا هذا السحر: مجدى عبد الرحمن يوثق عن مصر القديمة. الجهات المنتجة للأفلام عن مصر القديمة. التليفزيون المصرى. المركز القومى للسينما وهيئاته. الوزارات. المحافظات. شركات الإنتاج الخاصة. الفرسان المصريون والسينما المصرية عن مصر القديمة. سعد نديم الرائد. الإخوة التلمسانى المبدعون. كامل التلمسانى المُعلِم. حسن التلمسانى الساحر. عبد القادر التلمسانى المثقف. شادى عبد السلام المتفرد. سمير عوف المتصوف. جون فينى ينابيع الشمس. أحمد فؤاد درويش الفرعون. هانى لاشين المتوهج دائماً. وفى السينما المستقلة أحمد عبد الحليم قاسم. نادية العبد. محمد صلاح. وزوسر وأمنحتب سفراء الحضارة. الأفلام المصرية الروائية الطويلة عن مصر القديمة. الأفلام الأجنبية الروائية الطويلة عن مصر القديمة. قصص مصرية قديمة صالحة للسينما. السينما العالمية والآثار. علماء الآثار. استعادة هوية مصر القديمة للسينما. التسلسل الزمنى لتاريخ مصر القديم. وتمتاز السينما المصرية بعيدًا عن كل سينمات العالم بأنها تمتلك قراءة فريدة على إعادة إحياء التاريخ القديم، وإظهار الحضارات القديمة بأسلوب مُشوِّق وجذاب. ومن بين هذه الحضارات الرائعة التى تستحق تسليط الضوء عليها تأتى حضارة مصر القديمة بمكانة خاصة. لا أستطيع أن أقول إن هذا الكتاب يخص صُنَّاع السينما وحدهم. ولكنه يُضيف لهم الإحساس بحضارة مصر القديمة والدور الذى تلعبه لنا لأننا عاصرناها فى الزمن القديم الذى عاشت فيه. لم يكتف الكتاب بالكلمات. بل إن فيه مراجع مهمة عن تاريخ السينما ومذكرات المخرجين الكِبار مثل: على عبد الخالق. خليل شوقي. كريم ضياء الدين. هانى لاشين. وبالطبع قبلهم جميعًا شادى عبد السلام. أحمد فؤاد درويش. ولا شك أنه أمرٌ مُلفِت أن يُقدم مخرجون سينمائيون روادًا وأجيالًا تالية على صُنع الأفلام عن مصر القديمة. وذلك أيضًا يُسعد المشاهد المتابع، والمدهش أن يستمر هذا التيار إلى وقتنا الحالى، والشىء الرائع أن يتم تقديم أفلام عبر السينما المستقلة وهى كثيرة العدد فى بر مصر الآن. إنه كتابٌ مهم، أُرشِّحه لكل مهتمٍ بالسينما وأخص بالتحديد الصديقين: ماجدة موريس، طارق الشناوى.