فى العادة لابد أن تحدث كارثة حتى نتحرك وللأسف الشديد فإن الكارثة هذه المرة مفجعة ومؤلمة ومروعة وصعبة وهى حادثة استشهاد 18 فتاة فى عمر الزهور والسائق فى حادثة اصطدام سيارة نقل بميكروباص كان ينقل فتيات تتراوح أعمارهن بين 15 عامًا و22 عامًا على الطريق الدائرى الإقليمى بمحافظة المنوفية أثناء عودتهن من العمل فى أحد المصانع بمدينة السادات وكان أغلب الفتيات من الأطفال خرجن قبل الفجر من قريتهن بأشمون فى محافظة المنوفية للبحث عن لقمة العيش مقابل 130 جنيها فى اليوم وكانت هذه هى الرحلة الأخيرة لهن لأنهن خرجن بأحلام بسيطة كن يرغبن فى تحقيقها لأنهن من البسطاء والغلابة، فمنهن الطالبة التى كانت تعمل من أجل استكمال دراستها وكانت تنتظر نتيجتها ومنهن من كانت تستعد للزواج وتعمل لاستكمال جهازها ومن كانت تعمل لمساعدة والدها المعاق ومنهن الأخوات وأولاد العم ولكنهن للأسف بدلا من أن يرجعن لتحقيق أحلامهن البسيطة عُدن فى أكفان وانتهت أحلامهن إلى الأبد وللحقيقة فإن هذه الحادثة أفجعتنا وآلمتنا كثيرًا ومهما قلنا أو كتبنا لن نستطيع أن نهون منهًا أو نصبر أنفسنا وأهاليهن وذويهن ولكن علينا أن نتعلم من الدرس حتى لا تتكرر مثل هذه الكوارث وأول هذه الدروس ألا ينتظر المسئولون توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى كما يحدث فى كل مرة للتحرك والعمل، حيث قرر زيادة التعويضات سواء للمتوفين أو المصابين كما أصدر تعليماته بسرعة حل مشاكل الطريق الإقليمى الذى تحدث به الحوادث يوميًا مما يعرض حياة المواطنين للخطر وكشفت هذه الحادثة الكثير من المشاكل التى تحتاج إلى حل أهمها مراجعة الطرق وإزالة المعوقات التى تسبب الحوادث والعمل على إعادة تأهيل سائقى الشاحنات والنقل.. وأهم المشاكل انتشار عمالة الأطفال وأن يتم تطبيق قواعد العمل المعروفة وليس العمل 12 ساعة كما حدث مع ضحايا الحادثة.