■ تابعت والملايين من عشاق الساحرة المستديرة فى جميع أنحاء العالم وليس الوطن العربى ومصر فقط قرار شيكابالا نجم الزمالك وقائده الأبرز فى السنوات الأخيرة اعتزال الكرة، وظهوره باكيا يتحدث عن آلام الفراق والبعد عن محبوبته كرة القدم، التى طالما داعبها وروضها بمهارة فطرية وموهبة ربانية، لينتزع الآهات فى المدرجات من المؤيدين والأنصار، ويخطف نظرات الإعجاب من المنافسين الذين طالما حلموا بخطفه لارتداء قميص ناديهم، ولكن عشقه للكيان الأبيض كان دائما عنوان الولاء والانتماء والوفاء للمدرج الجنوبى فى التالتة يمين، الذى سيعود إليه مشجعا محبا وعاشقا لمن منحوه كل الحب .. القرار الصعب الذى اتخذه شيكابالا بتعليق حذائه وتوديع البساط الأخضر الذى طالما نثر عليه سحره وإبداعه من وجهة نظرى جاء فى توقيت مناسب يتناسب مع ما قدمه «الأباتشى» من إبداع وتألق على مدار قرابة 20 عاما ارتدى فيها الفانلة البيضاء بينها محطات قصيرة فى باوك اليونانى وسبورتنج لشبونة البرتغالى والوصل الإماراتى والرائد السعودى والإسماعيلى لم يكتب لها النجاح لكن لم تخلُ من شهادة واعتراف بموهبة هذا الساحر الأسمر الذى أضاع بقرارات غير موفقة فى سنوات الصبا مستقبلا باهرا كان بمقدوره أن يكتبه بحروف من نور فى أعتى الدوريات الأوروبية، خاصة أنه يمتلك كل المقومات الفنية، ولكن الموهبة الفطرية والقدرات الخارقة لم تجد من يديرها مثلما وجد محمد صلاح وعمر مرموش. شاهدت كمية الحب الجارف والدموع التى انهمرت من أعين ممدوح عباس رئيس الزمالك السابق، والذى يعتبر شيكا ابنه حزنا على وداع الفهد الأسمر للملاعب، ومؤمن زكريا - شفاه الله - ونجله ورسائلهما وعبدالله السعيد واحترامه لعشرة العمر وعمر جابر وحديثه عن القائد والرمز الأسطورى لعشق الكيان ابن الجنوب لنتأكد جميعا أن شيكابالا شخصية طيبة ومحبوبة، ليس متآمرا ولم يكن يوما خائنا لجماهير الزمالك التى منحها الحب فنصبته ملكا على عرش قلوبها ونجما ساطعا قادرا على تحريك المدرجات بلمسة أو ترقيصة وتغيير الحالة المزاجية من الحزن للسعادة. شيكابالا يستحق هذا الحب لأنه تحمل فى سنوات عجاف مسئولية الحفاظ على شعبية الزمالك عندما تعلقت بموهبته الجماهير ورأت فيه فارسا يحطم بأهدافه غرور منافسيهم رغم خسارة البطولات، الفهد الأسمر الذى تحمل ما لم يتحمله نجم آخر من هجمات ومحاولات لوأد موهبته وإيقاف مسيرته بحملات التحفيل الفيسبوكية المقيتة يستحق أن يكون كادرا إداريا فى بيته الزمالك خلال السنوات القادمة، والاستفادة من شعبيته ونجوميته مثلما فعلها إبراهيم فايق بخطفه من المستطيل الأخضر لغرفة التحليل المكيفة لينتظر الجميع ماذا سيقول شيكابالا، وبالتأكيد سيخطف التريند من الجميع. باعتزال شيكابالا ومن قبله محمد عبدالشافى صاحب الأخلاق الحميدة والمشوار الكروى الناجح أصبحت غرفة خلع الملابس البيضاء فى حاجة لسرعة حسم ملف التجديد لعبدالله السعيد الذى كشف عن عدم تلقيه عرضا للبقاء فى ميت عقبة، عبدالله عقلية احترافية وتاريخ كبير الزمالك فى حاجة لجهوده ليكون المثل والقدوة للفريق الذى يقوم جون إدوارد المدير الرياضى ببنائه حتى يستعيد الفارس الأبيض صولاته وجولاته فى الملاعب المحلية والقارية، قد يكون الحراك والتغير الشامل الذى يقوم به المدير الرياضى فى منظومة الكرة بالقلعة البيضاء بالتعاقد مع يانيك فيريرا البلجيكى والإطاحة بالجهاز المعاون والإدارى والطبى وعمال غرفة خلع الملابس صائبا ويحمل رؤية وفكر بأن الرجل يريد أن يبدأ ب«نيولوك»، ولكن المؤكد أن حمايته من هجمات أبناء النادي السابقين الذين لن يعجبهم إبعادهم عن المشهد هو التحدى القادم لمجلس حسين لبيب مع توفير السيولة المالية لحسم الصفقات وكذلك سداد المستحقات فى مواعيدها. ■ ونحن على مشارف بداية فترة الإعداد للموسم الجديد يجب أن يعمل القائمون على إدارة منظومة الكرة على تعديل وإزالة أى سوء فهم ينتج عن مواد فى اللوائح تحتمل التأويل أو التفسير على الكيف والمزاج حتى تستقيم الأمور ولكى يتحمل كل ناد تباعات قرارته من الآخر.