- من أيام كنت فى زيارة لابنتى سماح فى بيتها وفاجأتنى بأنها تجمع زجاجات المياه المعدنية الفارغة وتملأها بمياه مثلجة وتقوم بتوزيعها على المارة فى شوارع القاهرة لتخفيف درجة الحرارة عليهم، وطلبت منى أن أحتفظ بزجاجات المياه الفارغة واملأها بالماء المثلج على أن يقوم سائقى بتوزيعها على الناس فى الشوارع مساهمة منا للتخفيف عليهم من درجة حرارة الجو القاتلة، وفعلًا شهدت المنظر وشهدت لهفة الناس على المياه المثلجة وفعلًا تأكدت أن هذا العمل هو أفضل استثمار مع الله فى هذا التوقيت، ولذلك أنصح كل شخص يستطيع أن يقوم بهذا العمل على الأقل يساهم فعلًا فى تخفيف حدة الذروة على الناس وخاصة البائعين الجائلين فى الشوارع. - إنه استثمار حقيقى مع الله أن تقدم شربة ماء لشخص عطشان والعرق يتصبب منه وهو لا يجد منشفة يجفف بها عرقه، ما أجمل الاستثمار مع الله وأنت تروى ظمأ عطشان! فعلًا بارك الله فى ابنتى سماح التى تضع فى دماغها هؤلاء البسطاء الذين يعانون من حرارة الجو. - هذا هو المشروع الإنسانى الذى تقوم به سماح فهى تقوم أيضًا كل أسبوع بتوزيع وجبات إطعام على البسطاء فى الشوارع وبالذات عساكر المرور فى مواقع عملهم فهم الذين يتحملون لهيب الشمس وحرارة الجو، فتقوم سماح بتوزيع وجبات مطهية عليهم شارك فيها معظم صديقاتها، إن هذا الجيل تصرفاته تبشر بالخير، جيل يعرف طرق الاستثمار مع الله ويضع البسطاء فى جدول أعماله. - عن نفسى أحيى أى عمل فيه استثمار مع الله والاستثمار مع الله ليس معناه أن تستجيب للمتسولين المحترفين فى جمع الأموال من خلال الشحاتة لكن أن تعامله بالحسنى وتنصحه بالعمل حتى لو العمل كمنادٍ للسيارات أفضل له من التسول.