يوم لاظل إلا ظله

مجرد سؤال

خلق الله الناس من ماء وطين.. بعضهم غلب ماؤه طينَه، فصار نهرا، وبعضهم غلب طينُه ماءه ، فصار حجرا، هكذا تقول الحكمة، وشاء حظى أن اقترب من النوع الأول، وسط هذا الجو الحار الذى لم يمر بمصر من قبل.. قضيت 4 ايام وسط مبادرة 100 يوم صحة ضمن التحالف الوطنى للعمل الأهلى ، شاهدت قاعدة بيانات المستحقين وتصنيفهم جغرافيا واجتماعيا وكيف يصل الخير الى مستحقيه بتنسيق وتعاون وتضامن بين الجمعيات والمؤسسات.. وكيف حقق نجاحا كبيرا، بفضل القائمين على العمل الأهلى نفسه، تجمعوا من كل أنحاء مصر.. شباب وكبار.. بنات وأولاد.. كأن الأقدار كلها جمعتهم من نهر واحد، كل منهم قادر على القيام بكل المهام، من تجهيز المكان وتقسيمه.. مد الكابلات والمرافق إلى المخازن والافران والمطابخ والمطاعم، والمقاعد والموائد، فريق متكامل من الإداريين والفنيين والطباخين والسفرجية والسائقين والطيارين بمختلف الرتب والدراجات، فريق واحد جمعته الأقدار باقتدار.. تدفق المئات على مقر الحملة، لم أسمع من يقول هذا عمل فلان أو ليس شغلي، ليس أمامك إلا أن تختار بخبرتك وفراستك من يؤدى ماذا باقتدار، شاهدت أطباء شباب يستقبلون المرضى بكل الحب والترحاب لم يتذمر أحدهم أو يشكو حرارة الجو، الجميع يتصبب عرقا، شاهدت جيشا من متطوعى التحالف الوطنى للعمل الأهلى والتنموى يتسمون بحسن وصدق الابتسامة وسماحة الأسلوب والقدرة على الاستيعاب والتحمل، يتلقون الاستغاثات والانفعالات بكل مودة وينظمون الصفوف، يستقبلون الحالات بزجاجات المياه والمناديل يروون العطش ويطفئون الظمأ، ومع الوقت، يزداد المتطوعون تلاحما وخبرة ومعرفة بأحوال الناس وأسمائهم كأنهم أقارب والحقيقة أن مبادرة 100 يوم صحة التى انطلقت بدعم وتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسى يوم 25 الشهر الماضى وتستمر حتى شهر أكتوبر المقبل، ستكون من أهم المبادرات الصحية، وبداية لتطبيق التأمين الصحى الشامل فهى تقوم بالفحص والتشخيص بالمجان وتبحث عن المرضى ممن لا يملكون تأمينا طبيا لعمل كروت تأمينية لهم،
فاللهم زد فى احسانهم واجعل كل نقطة عرق فى ميزان حسناتهم يوم لا ظل الا ظل الرحمن.