نظمت السفارة الهندية بالقاهرة، من خلال مركز مولانا آزاد الثقافي الهندي التابع لها، أمسية "كاتاك سانديا" الساحرة المخصصة لرقص الكاتاك، أحد أشهر أشكال الرقص الكلاسيكي في الهند، وذلك في قاعة إيوارت التاريخية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة بميدان التحرير. حضر الفعالية مجموعة من الشخصيات البارزة ضمت كبار المسؤولين الحكوميين والسفراء السابقين والدبلوماسيين، حيث امتلأت القاعة بالحضور الذين استمتعوا بالإيقاعات النابضة بالحياة والعروض التعبيرية، مما يعكس شغفاً متزايداً بالفنون الكلاسيكية الهندية بين الجمهور المصري. سلط السفير الهندي سوريش كيه. ريدي، في كلمته الافتتاحية، الضوء على الشعبية المتزايدة لرقص الكاتاك في مصر، مشيراً إلى أن برنامج الرقص الذي قدمه مركز مولانا آزاد الثقافي الهندي في عام 2022 قد حقق نجاحاً ملحوظاً. وأوضح السفير ريدي أنه في غضون ثلاث سنوات فقط، التحق أكثر من 100 طالب مصري بهذا البرنامج وأكملوا بنجاح مستويات متقدمة من التدريب على رقصة الكاتاك، مشيداً بتفاني الطلاب المصريين وتميزهم الفني، ومثنياً على اهتمامهم الحقيقي بالثقافة الهندية. يعود أصل رقص الكاتاك، وهو أحد أشكال الرقص الكلاسيكي الهندي الثمانية الرئيسية، إلى تقليد رواية القصص للرواة المتجولين "الكاثاكار" قديماً في شمال الهند الذين استخدموا الرقص الإيقاعي لسرد الحكايات الأسطورية. وبمرور الوقت، تطور الكاتاك من عروض دينية في المعابد إلى فن راقٍ يقدم في البلاط الملكي تحت رعاية حكام المغول والراجبوت. ويشتهر رقص الكاتاك بالحركات الدورانية الرشيقة، وحركات القدم المعقدة، والإيماءات التعبيرية، ورواية القصص الشيقة، ويظل شكلاً ديناميكياً وآسراً للتعبير الثقافي في جميع أنحاء العالم. تجلت الأمسية بعرض ساحر قدمته معلمة الثقافة الهندية، برفقة الطلاب الموهوبين من مركز مولانا آزاد الثقافي الهندي، حيث انبهر الجمهور بهذا العرض الرائع. بدأ البرنامج بعرض "جورو فاندانا"، الذي يعد تحية تقليدية للمعلم، تلاه عرض "ساراسواتي فاندانا"، وهو عرض مفعم بالشجن يستدعي إلهة الحكمة من خلال الرقص والسرد التعبيري. أبرزت كل فقرة جمال رقص الكاتاك وعمقه وأناقته، مما أثار الإعجاب بدقته الإيقاعية، وحركاته السلسة، وتعبيراته العاطفية، وقد قوبل الأداء بترحيب واسع، حيث ظل الجمهور مبهوراً طوال الأمسية. خلقت استجابة الجمهور أجواءً حماسية، مؤكدة على عمق الروابط الثقافية بين الهند ومصر. ولم تحتفِ أمسية "كاتاك سانديا" بالتراث الكلاسيكي للهند فحسب، بل كانت أيضاً شاهداً على الجسر الثقافي الذي يربط بين الهند ومصر من خلال التقدير المتبادل والتعاون الفني.