لا يكاد يختلف اثنان على التحسن النوعى، بل والجذرى، الذى شهده قطاع الطرق والنقل فى مصر، فى العقد الأخير، بل إن بعضًا ممن يعارضون، على غير منهجية ولا أرضية وطنية شريفة، اتخذوا من هذا الملف المضىء وسيلة لمحاولة النيل من منجزات الرئيس عبدالفتاح السيسى التى حققها فى مصر من أدناها الى أقصاها، منذ ثورة 30 يونيو التى أطاح فيها الشعب بمن يريدون سرقة هويته، فحاولوا تقزيم كل منجزاته فى «شوية طرق وكبارى ومدن جديدة». ولا يكاد يزور زائر مصر بعد انقطاع إلا ويفاجأ بمستوى الطفرة التى شهدتها الطرق والمحاور التى لولاها لتحولت المدن المصرية، وليست العاصمة فقط، إلى جراج كبير، وبسبب هذه الإنجازات قفزت مصر 100 مرتبة فى الترتيب العالمى لمؤشر جودة الطرق، وأصبحنا فى المرتبة ال18 عالميًا بعد أن كنا فى المرتبة 118. ولكن.. كل هذا لم يمنع نزيف الأسفلت ولم يوقف الحوادث المرورية المفجعة، التى كان آخرها حصد أرواح 19 زهرة يانعة، بريئة، تحت عجلات عربة نقل طائشة، قادها عزرائيل بنفسه لكى يشيع البراءة إلى مثواها الأخير على الطريق الإقليمى. هذا الطريق المهم، تحول الى ممر رئيسى تستخدمه سيارات النقل عبر عدة محافظات، ولكن ومنذ افتتاحه فى 2018 كانت هناك تساؤلات حول مستوى جودة تنفيذه، ومدى مطابقة «الأسفلت» للمعايير القياسية، وحديث عن هبوط جزئى فى بعض أجزائه، تزامن ذلك مع غياب شبه كامل للصيانة الدورية، انتهت بانهيار شبه كامل، خلال عدة سنوات من افتتاح الطريق. هزت الحادثة البشعة وجدان وضمير كل مصرى، بداية من رأس الدولة ممثلًا فى الرئيس عبد الفتاح السيسى والسيدة حرمه، مرورًا بالوزراء المعنيين، وانتهاء بكل من له قلب ينبض. ولكن، هل يمر الحادث مرور الكرام، كغيره من عشرات وربما آلاف الحوادث، ونعود أدراجنا الى إيقاع حياتنا، لنصحو مجددًا على فاجعة هنا أو هناك؟ قد يرد سائل على تساؤلى بسؤال: وماذا تفعل الحكومة؟ فالدولة قامت بما عليها، وطورت الطرق ورفعت كفاءتها، وعدلت القوانين، وشددت المواد العقابية لمواجهة ظاهرة تعاطى المخدرات بين سائقى الشاحنات، والحوادث تقع فى كل دول العالم. أتمنى ألا تذهب هذه الدماء الطاهرة الزكية هباءً، وأن تكون الحادثة بداية حقيقية، نضع بعدها نقطة ونبدأ من أول السطر فى صفحة عنوانها: الإنسان هو ثروة مصر الحقيقية .