شيع آلاف الإيرانيين أمس جثامين كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين الذين قتلوا فى الغارات الإسرائيلية وجاب موكب يضم نعوش قائد الحرس الثورى الجنرال حسين سلامي، ورئيس برنامج الصواريخ الباليستية التابع للحرس الثورى الجنرال أمير على حاجى زاده وآخرين، شارع آزادى بالعاصمة، بينما هتفت الحشود «الموت لأمريكا» و»الموت لإسرائيل». وشارك فى المراسم الرئيس مسعود بزشكيان ووزير الخارجية عباس عراقجي، والجنرال إسماعيل قاآنى قائد فيلق القدس. وكان من بين المشيعين الجنرال على شمخانى مستشار المرشد الأعلى على خامنئى الذى أصيب فى الهجوم الإسرائيلى وظهر مرتديًا بدلة مدنية مستندًا إلى عصا. اقرأ أيضًا | الدليل الشامل لنظام «ثاد».. كيف يعمل درع أمريكا الفولاذي؟ وأعلنت إيران يوم حداد وطنى أمس فى حين أعلن الجيش الإيرانى مقتل 56 من عناصره خلال المواجهة مع إسرائيل. من جهة أخرى، وثقت صور أقمار اصطناعية نشرتها شركة «ماكسار» الأمريكية عودة نشاط محدود إلى منشأة فوردو النووية الإيرانية. وأظهرت الصور الجديدة مركبات ومعدات بناء بالقرب من الثقوب التى أحدثتها الغارات الجوية الأمريكية حول مدخل المجمع تحت الأرض. من جانبها، نقلت شبكة «سي.إن.إن» الأمريكية عن خبير الأسلحة والأستاذ فى معهد ميدلبرى للدراسات الدولية جيفرى لويس قوله إن صور الأقمار الاصطناعية التجارية أظهرت أن إيران تمكنت من الوصول إلى الأنفاق فى أصفهان. وأوضح أنه «كان هناك عدد معتدل من المركبات المتواجدة فى أصفهان يوم 26 يونيو» وأضاف «تم إزالة العوائق من مدخل واحد على الأقل من مداخل النفق بحلول منتصف صباح يوم 27 يونيو». ووفقا لخبير الأسلحة، فقد أظهرت صور إضافية التقطتها الأقمار الاصطناعية فى 27 يونيو بواسطة شركة «بلانيت لابس» أن مدخل الأنفاق كان مفتوحا. جاء ذلك فى الوقت الذى كشف فيه رئيس هيئة الأركان العامة فى الجيش الأمريكى الجنرال جوزيف دانفورد، أن الولاياتالمتحدة، لم تستخدم قنابل خارقة للتحصينات فى قصف موقع أصفهان. ووفقا ل«سي.إن.إن»، أرجع دانفورد السبب إلى أن موقع أصفهان عميق للغاية ويعتقد المسئولون الأمريكيون أنه يضم 60% من مخزون اليورانيوم المخصب الإيراني. وفى رسالة لمجلس الأمن، قالت الأممالمتحدة إن هدف الغارات الأمريكية على إيران «كان تدمير قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم ومنع الخطر الذى يمثله حصول هذا النظام المارق على سلاح نووى واستخدامه له». وبررت واشنطن الضربات بأنها دفاع جماعى عن النفس وأكدت أنها لا تزال ملتزمة بالسعى إلى اتفاق مع طهران. أعرب وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى عن استعداد بلاده بشكل أساسى لاستئناف المفاوضات النووية مع الولاياتالمتحدة، لكنه دعا الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى تخفيف لهجته. وفى منشور على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي، كتب عراقجى «إذا كان الرئيس ترامب صادقا فى رغبته فى التوصل إلى اتفاق، فيتعين عليه أن يضع جانبا النبرة غير المحترمة وغير المقبولة تجاه المرشد على خامنئى وأن يتوقف عن إيذاء ملايين من أتباعه المخلصين». كان ترامب قد أشار إلى أنه سيتم إجراء محادثات جديدة مع إيران الأسبوع المقبل، لكنه لم يقدم أى تفاصيل. من جانبه، نفى ترامب تقارير إعلامية ذكرت أن إدارته بحثت إمكانية مساعدة إيران فى الحصول على ما يصل إلى 30 مليار دولار لبناء برنامج نووى مدنى لتوليد الطاقة مقابل وقف حكومتها تخصيب اليورانيوم. وعلى منصته للتواصل الاجتماعى «تروث سوشيال»، وصف ترامب هذه التقارير بأنها «خدعة. وبعد ساعات من تهديده بقصف إيران مجددا، صوت مجلس الشيوخ الأمريكي، الذى يقوده الجمهوريون مشروع قانون صلاحيات الحرب الذى قدمه الديمقراطيون لمنع ترامب من استخدام المزيد من القوة العسكرية ضد إيران .