قد تعتقد أن علامات الترقيم ما هي إلا أدوات تقليدية لتنظيم الجمل، لكن مع الجيل زد (Gen Z)، تغيرت القواعد تماماً، فقد أصبحت النقطة والفاصلة والاقتباسات أدوات تعبيرية تعكس مشاعر ونوايا تتجاوز القواعد اللغوية المعتادة. ومع تراجع استخدام الفاصلة المنقوطة حتى كادت تندثر، يتجه الجيل الجديد إلى إعادة توظيف علامات الترقيم المتبقية بأساليب جديدة تعكس شخصيتهم الرقمية، خصوصاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل تيك توك وإنستجرام ومنصة X. النقطة في حين كانت النقطة تُستخدم لإنهاء الجمل فقط، أصبح الجيل زد يعتمدها كأداة توحي بالبرود أو الحِدّة، فعلى سبيل المثال، الرد بكلمة "تمام." قد يُفهم على أنه يحمل نبرة سلبية أو سخرية، على عكس "تمام!" التي تبدو أكثر دفئاً ووداً. علامات الاقتباس بحسب الخبير اللغوي نويل وولف من منصة "بابِل"، فإن علامات الاقتباس لم تعد محصورة في نقل الكلام المباشر، بل أصبحت تُستخدم للإشارة إلى السخرية أو التباعد العاطفي. فمثلاً، عند كتابة "أنا 'بخير'"، يُفهم المعنى على أنه العكس تماماً. ويشير وولف إلى أن كتّاباً معاصرين مثل سالي روني استغنوا تماماً عن علامات الاقتباس في رواياتهم، مما يؤكد هذا التحول في استخدامها، سواء في الأدب أو الحياة الرقمية اليومية. اقرأ أيضا|«جيل Z».. ما هي الرموز التعبيرية السرية وكيف تؤثر على الأكبر سنًا؟ الفاصلة الفاصلة هي الأخرى لم تسلم من هذا التحوّل؛ إذ أصبحت تُستخدم لمحاكاة إيقاع الكلام الطبيعي، على سبيل المثال: "طيب، يعني، حصل اللي حصل"، حيث تُساهم الفواصل في نقل نبرة التردد أو العفوية. الشرطة الشرطة تُستخدم الآن كأداة قوية لإحداث تغييرات مفاجئة في النبرة، أو لإضافة تأثير درامي. مثل: "قالت إنها 'بخير' – ثم حظرتني فوراً"، هذه العلامة تشهد ازدهاراً واضحاً في المحادثات الرقمية، ويُرجّح أن أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT ساهمت في تعزيز استخدامها. النقاط الثلاث أما النقاط الثلاث، المعروفة باسم "الحذف"، فلم تعد فقط لترك الكلام مفتوحاً أو للدلالة على حذف جزء من النص، بل أصبحت تُستخدم لنقل مشاعر التردد أو الارتباك، مثل: "مش عارف... يمكن يحصل خير". علامة التعجب علامة التعجب الآن تؤدي دوراً عاطفياً أكثر من وظيفتها النحوية، فهي تُضفي نغمة ودية على الرسائل. فكتابة "شكراً!" تبدو أكثر حماساً من "شكراً.". يؤكد الخبير نويل وولف أن هذا التحول لا يعني انهيار القواعد اللغوية، بل هو نوع من التكيّف الإبداعي. فالأجيال الجديدة لا تهجر علامات الترقيم، بل تعيد توظيفها لتتناسب مع بيئة التواصل الرقمي، حيث لا يمكن الاعتماد على نبرة الصوت أو تعبيرات الوجه لتوضيح المعنى، بحسب صحيفة ديلي ميل. ويضيف: "ما نراه هو نوع من التبديل اللغوي في استخدام علامات الترقيم، ففي السياقات الرسمية كالدراسة أو العمل، يلتزم الجيل زد بالقواعد التقليدية، لكن في المحادثات الرقمية، تصبح علامات الترقيم وسيلة لإيصال المشاعر والنوايا بدقة". الرموز التعبيرية أيضاً في مرمى التغيير لا يقتصر الأمر على علامات الترقيم، بل طال الرموز التعبيرية (الإيموجي) أيضاً، فالشباب اليوم يتجنبون الرموز "الرائجة" التي يستخدمها الكبار، ويلجأون إلى رموز بديلة غريبة في محاولة لخلق لغة خاصة تميزهم وتُبقي الآخرين خارج الدائرة. بحسب موقع "إيموجيبيديا"، فإن هذا التوجه يُعزز الهوية الرقمية ويخلق مساحة إبداعية يعبّر من خلالها الجيل الجديد عن أفكاره ومشاعره بطريقة غير مباشرة، وغالباً ساخرة. ملخص معاني علامات الترقيم في ثقافة الجيل زد: علامات الاقتباس : للدلالة على السخرية أو التباعد العاطفي الشرطة: لتغيير النبرة بشكل مفاجئ أو لإضافة تأثير الفاصلة: لمحاكاة إيقاع الحديث الطبيعي علامة التعجب : لإضفاء لمسة ودّية ومشاعر إيجابية النقطة: للدلالة على الحسم أو البرود النقاط الثلاث: للتردد، الإحراج، أو التوتر العاطفي من هم Gen Z؟ Gen Z هو الجيل الذي وُلد بين عامي 1997 و2012 ،على الرغم من أن السنوات التي تمتد إليها هذه الفترة تكون أحيانًا محل خلاف أو جدل نظرًا لصعوبة تحديد الأجيال وروح العصر التي تتشكل فيها، يتبع الجيل Z جيل الألفية هذا الجيل يتميز بأنه أول جيل لم يعرف الحياة قبل وجود الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعى، مما جعل العالم الرقمى جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية. كيف جاءت تسمية Gen Z؟ تسمية "Gen Z" هي امتداد للتسميات التاريخية للأجيال التي سبقتهم واختصارا ل Generation z، مثل "Gen X" و"Gen Y" (المعروف أيضًا بجيل الألفية)، أُطلق عليهم هذا الاسم بهدف تصنيفهم اجتماعيًا وديموغرافيًا بناءً على السمات الثقافية والتكنولوجية المشتركة التي تميزهم.